الثلاثاء، 24 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/26م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

ومكر أولئك هو يبور

بسم الله الرحمن الرحيم

هذي فضائلكُم عطراً مضمَّخةً
لقد صدرت تصريحات عدة في الآونة الأخيرة على ألسنة كبار الساسة الغربيين تحذر من خطر الثورة في سوريا ومن نتائجها على المنطقة، بل على العالم بأسره ومن هذه التصريحات: ما حذرت منه وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون في 8-7-2012 بأن هجوما كارثيا سيحصل في سوريا مؤكدة أن قوى المعارضة باتت اليوم أكثر فاعلية وأقوى من أي وقت مضى، وأن الوقت ينفد أمام الرئيس السوري بشار الأسد، وأضافت كلينتون في مؤتمر صحفي أقيم بالعاصمة اليابانية طوكيو: "إذا أمكن إيجاد نهاية أسرع للعنف وبداية لعملية تحول سياسي فلن يقل عدد القتلى فحسب، بل ثمة فرصة لإنقاذ دولة سوريا من هجوم كارثي سيكون خطيرا للغاية ليس على سوريا وحدها بل على المنطقة بأسرها..


وحذر الرئيس الفرنسي (فرنسوا هولاند) الجمعة 13/7 -بعد مذبحة التريمسة- روسيا والصين بأن رفضهما فرض عقوبات علي سوريا "يعني أن تعم الفوضى والحرب" في هذا البلد وأن تنتقل إلى دول الجوار..

 

وحذر مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان في 8-7 من أن الوضع قد يخرج عن السيطرة قريبا إذا لم توجد له حلول مستعجلة.
فماذا تعني هذه التصريحات، وما هو الخطر الذي يحذر منه هؤلاء الساسة، وما هو الهدف من وراء إطلاق مثل هذه التحذيرات؟!


إن مثل هذه التصريحات لم تصدر من قبل على لسان أي زعيم تجاه أي ثورة من الثورات العربية، التي حصلت فيما يسمى بالربيع العربي؛ والسبب هو أن ثورة الشام لها طابع إسلامي، ولها أهداف وغايات إسلامية كذلك، والأمر الثاني هو أن الغرب لم يستطع حتى الآن ركوب هودجها، وتسييرها كما سيّر بعض الثورات في البلاد العربية، والأمر الثالث هو أن ثورة الشام توشك أن تصل إلى هدفها بإخلاصٍ وبعيداً عن مشاريع الغرب الخبيثة ورجالاته المضلين، ويوشك عميلهم القابع في أرض الشام أن يسقط، وتدوسه الأقدام.


إن الملاحظ هو أن الغرب وخاصة أمريكا قد حاولت جاهدةً إطفاء جذوة النار المشتعلة على أرض الشام، فلم تسطع إلى ذلك سبيلا، حيث أطلقت يد جزارها في الشام ليرتكب أبشع أنواع القتل والتنكيل والبطش؛ كي يردع الشعب ويخيفه فيوقف الثورة، فازدادت الثورة اشتعالاًُ، وكانت الدماء بمثابة الزيت الذي يُقذف على النار فتزداد اشتعالاً، وكانت المجازر شحنات ودفعات جديدة تدفع الناس للاستمرار عن طريق التخلص من الظلم... ثم حاولت عن طريق دول الجوار كتركيا بإنشاء المجلس الوطني السوري، وحاولت في الوقت نفسه استقطاب بعض رجالات الجيش الحرّ كي ترتّب الأوراق، وتدفع عميلها بشار لتقديم تنازلات ومشاركة هؤلاء -في المجلس الوطني وبعض قيادات الجيش الحر- في الحكم لإنهاء وضع الثورة والتحايل عليها، ففشلت أيضاً في هذا الطريق، ولم يلق المجلس الوطني ولا غيره من قيادات الجيش الحرّ الموجودة في تركيا قبولاً عند الشعب الثائر في الداخل، فرفضوا مشاريعهم..


وعندما رأت أمريكا أن الوضع في سوريا قد دخل دائرة الخطورة، وأن عميلها قد بدأ يترنح للسقوط رأت أنه لا بد من مشاركة دول العالم هذا الموضوع وإنهاء الخطر؛ لأن البديل سيكون كارثياً بالنسبة لها ولغيرها.. وهذا ما دفعها لعقد مؤتمرات إقليمية ودولية، تشارك فيها الدول الأخرى بخصوص سوريا -كمؤتمر جنيف ومؤتمر القاهرة واستانبول وغيرها- وتقديم تنازلات باتجاه المشاركة الدولية في هذا الأمر وهي كارهة لذلك..


فهل تستطيع أمريكا وحلفاؤها من الغربيين، وروسيا والصين عن طريق المؤسسات والهيئات الدولية إطفاء ثورة الشام، وذلك عن طريق مؤتمراتهم وما يتبعها من خطوات عملية عن طريق قوات دولية أو حتى عن طريق تدخلات عسكرية مباشرة إذا اقتضى الأمر؟!


هل تستطيع هذه الدول الكافرة الماكرة أن تلغي إرادة الملايين من الشعوب الهادرة الثائرة في أرض الشام تقول بأعلى صوتها: الأمة تريد خلافة من جديد؟!
هل يستطيع عملاء الاستعمار من الحكام -أمثال بشار- ومن قادة بعض المنظمات والهيئات -كالمجلس الوطني السوري- أن يلبّوا ويحققوا للمستعمر غايته؛ في وأد المشروع الإسلامي العظيم (الخلافة) الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من الأمة؟

!
لقد أراد فرعون قتل موسى وأنصاره وأراد الله غير ذلك، فماذا كانت النتيجة؟ لقد نجّى الله موسى ومن معه أجمعين، وأغرق فرعون وجنده في اليمّ وجعله سلفاً ومثلا للآخرين، وأورث موسى وقومه أرضهم وديارهم وجعلهم العالين!!!


وأراد قوم إبراهيم حرقه في النار انتصاراً لأصنامهم، وأراد الله عز وجلّ إظهار الحق وانتصار إبراهيم؛ فقال لها "كوني بردا وسلاما على إبراهيم" ونجّاه الله وجعل من ذريته هذه الأمة الكريمة إلى يوم الدين!!..


وأراد كفار مكة طمس نور الإسلام، وقتل الرسول عليه السلام، وأحاطوا بيته، ومكروا ومكر الله، فنجاه الله من بين أيديهم سالماً، ووصل إلى المدينة وأقام دولة الإسلام، ثم رجع إلى مكة ففتحها، ودخل الناس في دين الله أفواجا!!...


واليوم أرادت دول الكفر أن تلتفّ على هذه الثورة (ثورة الشام الأبية)، وأن تجهضها؛ تماماً كما أرادت من قبل إنهاء الإسلام والقضاء على الأمة الإسلامية بهدم الخلافة؛ وكما أرادت أن تقضي على الإسلام السياسي المخلص -من قبل- تحت ذريعة الحرب على الإرهاب، فكانت النتيجة هذه الثورات العارمة لقلع الاستعمار وعملائه من الحكام...


إن الله عز وجل يريد غير ذلك؛ يريد أن يتمَّ نوره مرة أخرى لتعود الخلافة الراشدة على منهاج النبوة كما بشر بذلك بقوله: (يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ 32 هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ)التوبة،33 ، وكما بشر بذلك رسولنا عليه السلام: (ثم تعود خلافة راشدة على منهاج النبوة ثم سكت..) رواه أحمد


وسوف تحمل هذه الأمة رسالتها من جديد إلى العالم أجمع بعد انتصارها في هذه الثورة العظيمة -ثورة الشام-، وقيام الخلافة في عقر دارها؛ تحملها إلى روما مهد الفاتيكان لتصدق بذلك بشارته عليه السلام بفتح روما... ويحمل المسلمون هذا الدين إلى كل الأرض... ليصدق بذلك قوله عليه السلام... ( سيبلغ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار..) رواه مسلم، وليدخل هذا الدين إلى قلب أوروبا وأمريكا وكل الأرض ... وما ذلك على الله بعزيز.

 

فالنصر آتٍ وقد لاحت بشائرهُ فَلْيَهْنِكُمْ أن تنالوا النصر والظفرا
فأنتم في جبينِ الدهر غرّتهُ فأَرْجعوا عزّةَ الصديق أو عُمَرا
هذي فضائلكُم عطراً مضمَّخةً وذي مآثركُم قد ضمِّنَتْ دُررا
يا قومِ لا تهنوا فالله يَكْلَؤُكُمْ يا قومِ لا تهنوا فالله يَكْلَؤُكُمْ

 

وصدق الحق القائل: {... لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ* بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ* وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ *}

 

نسأله تعالى أن يكون ذلك قريبا

 

حمد طبيب

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع