الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

معالم الإيمان المستنير المعلم السادس: إثبات حاجة الناس للرسل

بسم الله الرحمن الرحيم

 

أيها المؤمنون: إثبات حاجة الناس للرسل يمر في مرحلتين:


المرحلة الأولى: إثبات حاجة الناس للرسل ليبلغوهم دين الله:

ثبت بالدليل العقلي القاطع الذي لا يدع مجالا للشك أن الإنسان مخلوق لله تعالى, وأن التدين فطري في الإنسان؛ لأنه غريزة من غرائزه, وأن الإنسان بفطرته يقدس خالقه, وهذا التقديس هو العبادة, والعبادة هي العلاقة بين الإنسان والخالق. وهذه العلاقة إذا تركت دون نظام؛ فإن تركها يؤدي إلى اضطرابها وإلى عبادة غير الخالق؛ لذلك لا بد من تنظيم هذه العلاقة بنظام صحيح. هذا النظام لا يتأتى من الإنسان؛ لأنه لا يتأتى له إدراك حقيقة الخالق حتى يضع نظاما بينه وبينه, فلا بد أن يكون هذا النظام من الخالق, ولا بد أن يبلغ الخالق هذا النظام للإنسان؛ لذلك لا بد من الرسل يبلغون الناس دين الله تعالى.

 

المرحلة الثانية: إثبات حاجة الناس للرسل ليبلغوهم النظام الذي شرعه الله:


خلق الله الإنسان, وجعل فيه الطاقة الحيوية, والطاقة الحيوية لدى الإنسان هي الغرائز والحاجات العضوية. أما الغرائز فهي ثلاث: غريزة النوع, وغريزة التدين, وغريزة حب البقاء, ولكل غريزة من هذه الغرائز عدة مظاهر تدل عليها. فمن مظاهرغريزة النوع: الحنان والعطف والميل الجنسي. ومن مظاهر غريزة التدين: التقديس والخشوع والعبادة. ومن مظاهر غريزة حب البقاء: التملك, والخوف والحرص, والأمل, والطمع. وأما الحاجات العضوية فهي الأشياء التي تحتاجها أعضاء جسم الإنسان؛ ليظل حيا كالحاجة إلى الطعام والشراب والتنفس والراحة, وتتمثل أكثر ما تتمثل في الإحساس بالجوع والعطش والنوم, وتتبدى مظاهر الحاجات العضوية بتناول الطعام والشراب والإغفاء. والحاجات العضوية والغرائز كلها بحاجة إلى إشباع, فالإحساس بالجوع يدفع الإنسان للبحث عن الطعام حتى يشبع, والإحساس بالعطش يدفع الإنسان للتنقيب عن الماء حتى يرتوي, وكذلك ميل الإنسان إلى الأنس والاجتماع وإلى تحقيق قيمته الإنسانية يزين له الزواج والإنجاب. والفرق بين الحاجات العضوية والغرائز هو أن الحاجات العضوية تحتاج إلى إشباع. وإن لم يسارع الإنسان إلى تأمين هذا الإشباع فإنها تؤدي به إلى الفناء. أما الغرائز فإن عدم إشباعها قد لا يؤدي إلى الموت, وإنما يجلب للإنسان الشقاء ويسبب له القلق؛ ولذا كان حتما على الإنسان أن يسعى لإشباع غرائزه وحاجاته العضوية, وهذا الإشباع إذا سار دون نظام أدى إلى الإشباع الخطأ أو الشاذ, وسبب شقاء الإنسان, فلا بد من نظام ينظم الغرائز والحاجات العضوية للإنسان, وهذا النظام لا يتأتى من الإنسان؛ لأن الإنسان في فهمه لتنظيم غرائزه وحاجاته العضوية عرضة للتفاوت والاختلاف والتناقض والتأثر بالبيئة التي يعيش فيها, وإذا ترك ذلك للإنسان كان النظام عرضة للتفاوت والاختلاف والتناقض, وأدى إلى شقاء الإنسان فلا بد أن يكون النظام من الله تعالى. ومن هنا ظهرت حاجة الناس للرسل.

 


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع