الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

معالم الإيمان المستنير إعجاز القرآن م7

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله المعروف بدليله, المحكم لآياته وتنزيله, الصادق في قيله, الهادي إلى سواء سبيله, المحمود على كثير الإنعام وقليله, والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبده ورسوله, وآله وصحبه الذين اهتدوا بهديه, ونهجوا نهجه في دقيق الأمر وجليله, واجعلنا اللهم معهم, واحشرنا في زمرتهم, يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا, وتذهل كل مرضعة عما أرضعت, ويتخلى كل خليل عن خليله.


أيها المؤمنون:


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:


الإعجاز إثبات العجز، والعجز: ضد القدرة، وهو القصور عن فعل الشيء,والمعجزة هي أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي, سالم بعيد عن المعارضة. يظهر على يد مدعي النبوة موافقا لدعواه.


ومن خلال تعريف المعجزة نستطيع أن نستنتج شروطها, وهي أن تكون المعجزة خارقة للعادة, أي على غير ما اعتاد عليه الناس من سنن الكون والظواهر الطبيعية. وأن تكون مقرونة بالتحدي للمكذبين أو الشاكين. وأن تكون سالمة بعيدة عن المعارضة، فمتى أمكن معارضتها, والإتيان بمثلها، بطل كونها معجزة.


ومن الشروط التي ينبغي توافرها في المعجزة: أن يكون الرسول صاحب المعجزة متحديا غير مسالم. وأن يكون قومه قادرين على قبول التحدي. وأن يحسوا بدافع الاستجابة للتحدي.


أيها المؤمنون:


نأتي الآن إلى موضوع تحدي القرآن للعرب وبيان عجزهم, فلقد تحدى الله العرب وهم أهل الفصاحة, بل تحدى العالم أجمع, تحداهم في بداية الأمر بالقرآن كله, في كل جيل بأن يأتوا بمثله، وأعلن ذلك التحدي على رؤوس الأشهاد, فقال جل من قائل ( أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون فليأتوا بحديث مثله إن كانوا صادقين ).

(الطور34) وقال تبارك وتعالى( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ). (الإسراء 88) فعجزوا عن الإتيان بمثله.


ولما كبلهم العجز عن هذا، فلم يفعلوا ما تحداهم به، جاءهم بتخفيف التحدي، فتحداهم أن يأتوا بعشر سور، فقال تعالى ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين فإلم يستجيبوا لكم فاعلموا أنما أنزل بعلم الله وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون ). (هود13-14)


ثم أرخى لهم حبل التحدي، ووسع لهم غاية التوسعة فتحداهم أن يأتوا بسورة واحدة، أي سورة, ولو من قصار السور، فقال تعالى ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ). (يونس 38)


أيها المؤمنون:


نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه.

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع