من أروقة الصحافة واشنطن تعترف بتدريب المعارضة السورية
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند يوم الأربعاء إن الوزارة تدير برنامجا لتدريب معارضين سوريين على إدارة المناطق المحررة من سيطرة قوات النظام السوري.
وقال مدير مكتب الجزيرة في واشنطن عبد الرحيم فقرا إنه وللمرة الأولى تكشف الحكومة الأمريكية بشكل رسمي عن معلومات في هذا الصدد، مشيرا إلى أن نولاند تحدثت عن شركاء لم تحددهم وأن مناطق التدريب كانت خارج سوريا وداخلها، في إشارة فيما يبدو إلى تركيا.
وأضاف فقرا أن نولاند تحدثت عن عدد من الكوادر الذين يديرون برامج للعدالة والتعامل مع الإعلام، إضافة إلى هياكل مدنية لمن يديرون شؤون السكان في المناطق المحررة.
==============
إن السياسة الأمريكية المعلنة تجاه دمشق تختلف اختلافا كليا عن حقيقة العلاقة المشبوهة بين النظام الأسدي وبين البيت الأبيض، ولا يخفى على المدقق والمتابع للأحداث السياسية منذ تولي حافظ أسد رئاسة الجمهورية في سوريا قبل أربعة عقود ومن ثم تولي نجله الأرعن بشار، حقيقة هذه العلاقة والدعم الأمريكي الدائم لتثبيت النظام الأسدي العلماني في الشام لحماية كيان يهود من جهة ولتحقيق بعض من مصالح أمريكا الإقليمية من جهة أخرى تحت ستار المقاومة والممانعة الكاذبة، لهذا فإن بقاء النظام الحاكم في سوريا مرتبطا بالسياسة الخارجية الأمريكية هو قضية إستراتيجية بالنسبة لأمريكا، فتجدها لا تألو جهدا في العمل لتثبيت هيمنتها السياسية على نظام الحكم سواء أكان من خلال شخص طاغية الشام أم من خلال وجوه جديدة تحفظ لأمريكا مصالحها وعلى رأسها حماية حدود كيان يهود الشمالية.
وهذا بالطبع يفسر سبب تباطؤ أمريكا في التدخل المباشر لإسقاط بشار أسد كونها لم تفلح إلى الآن محاولاتها لصقل معارضة سياسية ذات غطاء شعبي يمكنها تثبيت النفوذ الأمريكي، وفي الوقت ذاته لم تستطع أمريكا بجبروتها وعنجهيتها تطويع ثورة الشام المباركة أو حرفها أو تضليلها لتسير وفق الأجندات الأمريكية كما انتهت إليه وللأسف ثورات أخرى في المنطقة ولو مؤقتا.
ولهذا فإن تصريح نولاند حول تدريب المعارضين السوريين يأتي في هذا السياق، وبالطبع فإن البعرة تدل على البعير والدرب يدل على المسير، ولن يسير في درب أمريكا وبرامجها التدريبية التي تديرها وكالة الاستخبارات الأمريكية سوى رجالات المعارضة المستحدثة الراكضين خلف طموحات شخصية أساسها النهب وتقاسم فتات الكعكة السورية بعد سقوط نظام الأسد الخائن.
فالثورة السورية المباركة على أرض الشام لا تمثلها المعارضة السياسية المقتاتة على فتات موائد الأمريكان والأوربيين، وكتائب الثوار المجاهدة لا يمثلها رويبضات المجالس الوطنية والهيئات التنسيقية العلمانية منها أو غير العلمانية ممن قبلت على نفسها السير بركب أمريكا وسفينة نجاتها الغارقة.
إن الثورة المباركة في الشام قد أعلنت ولاءها لله وحده، وأعلنت انقيادها لمحمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك سر قوتها وعنفوانها وثباتها على الحق، وبهذا فقط استطاعت أن تقاوم أعتى الأنظمة الطاغوتية في التاريخ، وبهذا فقط ستنتصر بعون الله، وقد وجب عليها لفظ هؤلاء المارقين من سجل الثورة المباركة وإعلان البراءة منهم ومن مؤسساتهم الخبيثة، والتوجه لطلب النصر من الله عز وجل بإخلاص وصدق نية، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك.
أما أمريكا فستعلم حجمها الحقيقي بعد زوال نظام تابعها بشار أسد وظهور دولة الإسلام العظيم في الشام.
كتبه: أبو باسل - بيت المقدس