من غزة إلى بورما .... مرورا بسوريا
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
طفلتي في غزة ...ابنتي في سوريا ... صغيرتي في مانيمار
أحيانا يكون الصمت أبلغَ من الكلمات ..
فالقلب يتفطر ألما وحزنا وشفقة .. والعين تسيل دمعا كالشلال
فيا غاليتي ..من سينتقم لك منهم ؟!!
من سيكفكف دمع أمك الثكلى ؟!
من سيواسي أباك المفجوع ؟!
من سيطمئن إخوتك الباكين الخائفين ؟!!
أطفال العالم في مثل أعماركم يلعبون ويلهون ويبتسمون ويضحكون
وأنتم تموتون وتُقتلون وتُشوَّهون وتُحرقون ..
الواحد فيهم ينام في حضن أمه متدثرا بحنانها
وأنتم لا تعرفون للنوم طعما ولا للراحة مذاقا ..
الواحد فيهم يستيقظ على صوت حنون يناديه أو يد رفيقة تربت عليه
وأنتم تستيقظون - إن نمتم - على صوت القصف ورائحة الموت وأنين الجرحى
الواحد فيهم يحلم بالهدايا والرحلات واللعب
أما أحلامكم فهي أن تبقوا على قيد الحياة أنتم وأهلكم
أو حتى أن تموتوا وجسدكم يبقى كما هو وليس أشلاء محترقة ومبعثرة
أنتم بعيدون كل عن الآخر.. من غزة إلى سوريا إلى بورما .. ولا يعرف أحدكم الآخر
تشابهت الصور وان اختلفت الوجوه ..فأنتم متساوون في المأساة ..
أخوة في الهم والمعاناة .. متشابهون حتى في كلمة لاجئين..
أنتم توائم في خذلان حكام المسلمين لكم
كل فيكم له عدو يذيقه ألوان الأذى والهوان ..
كل منهم له لغته التي يتحدث بها .. أساليبه التي يبطش بها..
ولكنهم يشتركون في اغتيالهم للإنسانية.. في انتهاكهم للبراءة .. في قتلهم للطفولة ..
مشتركون في عدد المتفرجين عليهم والذين لا يتعدى رد فعلهم كلمات شجب واستهجان أو مسيرات غضب واستنكار
أعلم أحبائي أنكم تعبتم .. أعلم أنكم حيارى .. متعبين .. عشتم القهر قبل أن تعرفوا معناه ..
كبرتم قبل أوانكم .. هذا لمن لا زال على قيد الحياة منكم ..
لن يعيد لكم بسمتكم .. ولن يرجع ضحكتم .. ولن يضمن لكم الأمن والأمان .. إلا قائد يعاقب المجرمين على جرائمهم راعٍ يحاسب المتخاذلين على تخاذلهم .. خليفة يعيد لكم حقكم الإنساني الذي أعطاكم إياه رب البشر وهو حق الحياة ..
وما ذلك على الله بعزيز ،، وإلى أن يأتي هذا اليوم أستودعكم الله أحبائي فهو أرحم بكم من كل البشر ..
أم صهيب الشامي