الجمعة، 04 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/06م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

محطات وخواطر من جاكارتا اللغة العربية ج1

بسم الله الرحمن الرحيم


للسفر فوائد عديدة؛ ومن فوائده الخبرة في الناس ومعرفة أخلاقهم، وهذا يُعبَّر عنه بتجربة الناس.. ومع أن فترة سفري لإندونيسيا كانت قصيرة وتجربتي محدودة لكنني أحب أن تشاركوني - كحملة دعوة - خواطري حول ما رأيته منهم .


سأبدأ بلغتنا العربية.. لغة القرآن الكريم.. لغة أهل الجنة -اللهم اجعلنا منهم- والتي يجب أن نكون ممن يتقنونها جيدا. ولكن كم منا يتقنها جيدا بحيث لا يلحن بها!! كم منا لا يجر المرفوع ولا ينصب المجرور؟! وهل نحن ممن يقرأون القرآن ولا يلحنون به لحنا جليّا قبل أن يكون خفيا!


ما جعلني أقول هذا الآن ما علمته في زيارتي الأخيرة لإندونيسيا في مؤتمر النساء العالمي. فكما تعلمون أن لغتهم هي الإندونيسية وهناك من يعرف لغات أخرى كالعربية والإنجليزية مثلا.. ولكن ما لفت انتباهي وأثار إعجابي وتأثري هو أن حملة الدعوة هناك شباباً وشابات يجب عليهم أن يقرأوا الكتب المتبناة للدراسة والتثقيف الحزبي باللغة العربية.. فليس مسموحا لهم أن يقرأوها بغير اللغة العربية.. يكون الشرح والنقاش بعد ذلك بلغتهم لكن القراءة نفسها بالعربية، وهذا يشكل صعوبة ومشقة عليهم يتقبلونها بكل رحابة صدر وصبر وامتثال وطاعة، هذا طبعا غير من يدرس اللغة العربية وهم عديد والحمد لله، فهم يؤمنون بأهمية اللغة العربية التي ستكون لغة دولة الخلافة قريبا إن شاء الله.


عندما علمت هذا شرد ذهني إلى ما أسمعه أحيانا من محاضرات أو مواضيع أو خطب لا يتحرى أصحابها الدقة والصواب في الكلمات والنحو مما يشوه الكلمة أو الموضوع حتى لو كانت معانيه قوية، مع أن لغتنا الأم هي العربية التي يجب أن نكون قويين متميزين فيها.


وحتى عندما نريد النقاش أو الكلام أو الارتجال في أمر ما فإن هناك العديد ممن لا يستطيعون التحدث إلا بالعامية.. ويجدون مشقة وصعوبة في التكلم بالعربية الفصيحة.


في الواقع أنني تأثرت وفي الوقت نفسه تحسرت على حال من لا يتقن اللغة ولا حتى يحاول إتقانها بحجة أنه لا يستطيع تعلمها بعد أن تجاوز سن المدارس.. وكأن التعليم فقط هناك.. أو من تسعفه كلمات أعجمية في التعبير عما يريد قوله قبل الكلمات العربية.. فلعلنا نراجع أنفسنا ونبدأ بتعويض ما فاتنا من واجب نحو هذه اللغة العظيمة فهي ستكون قريبا بإذن الله اللغة المتداولة في دولة الخلافة.. ولا نقول فات الوقت ولا نستطيع الآن.. لا أقول سنصبح جميعا علماء لغة أو نحو أو جهابذة نثر وشعر وخطابة.. لكن على الأقل نستطيع التكلم بلغة سليمة غير ركيكة، لغة تليق بحملة أشرف دعوة وقضية. وأنا هنا لا أهاجم أحدا ولا أعفي نفسي من أي تقصير نحو لغتنا العربية ولكنها تذكرة للنفس لي ولكم. سائلة الله تعالى لنا جميعا الخير والبركة.

 

 


كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع