محطات وخواطر من جاكارتا ج3 أنا أم التكتل
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
علّمنا ديننا وعلّمنا حزبُنا أن نكون شخصيات إسلامية تتمتع بالعقلية الإسلامية والنفسية الإسلامية بشكل متكامل غير منفصل، فهكذا يجب أن نكون.
ولقد لمست وجود مثل هذه الشخصيات في زيارتي، وسأركز هنا على النفسية الإسلامية الراقية التي يتمتعون بها.. الطيبة والتعاون والطاعة والتواضع والهدوء وخفض الجناح وتغليب الكل على الفرد.. فالعمل هو جماعي ويجب أن يكون على أكمل وجه بإذن الله. ليس مهما أنا أو أنت أو هو أو هي كأفراد.. بل المهم التكتل والعمل.. رأيت الانتماء بصورة جلية.. لمست الدقة والتنظيم الناتج عن كل ما ذكرته من صفات وأخلاق.. فكلٌّ يعرف واجبه والمهمة المنوطة به فلا تعارض ولا تقاطع بينهم بل تكامل وتعاون.
وعلى الصعيد الشخصي ومع أنني لن أتكلم عن حسن الاستقبال والضيافة فهذا موجود في كل مكان تقريبا من البلاد الإسلامية... فأنت تشعر بالألفة معهم ولا تشعر أنك في بلاد غريبة أو أنك مع أناس لا تعرفهم حتى لو لم تفهم لغتهم.. نعم الفكر واحد والمشاعر الإسلامية واحدة لكن الرقي في التعامل واضح منهم..
أنا لا أقول هنا أن مثل هذه النفسيات غير موجودة في أماكن أخرى.. وأن هذا التفاني والتعاون مفقود في غير هذا المكان.. طبعا لم أقصد ذلك.. ولكنها فرصة لأراجع نفسي وأطلب من كل شخص منكم أن يراجع نفسه.. يراجع نفسيته.. هل هي فعلا نفسية إسلامية كما يريدها الله سبحانه وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم!!
هل تختفي الأنا تحت غطاء العمل الجماعي المتكامل بحيث يكون العمل هو الأساس ونكون جنودا لهذا العمل!! وهل الواحد فينا يحب لغيره ما يحب لنفسه!! هل نتقن دور الجندي والقائد حسب ما يتطلب العمل والموقف!
هل عندنا التواضع وخفض الجناح لغيرنا سواء أكان أكبر منا أم أصغر؟ أم نظن أنفسنا لا نخطئ وأننا دائما على صواب!! أتأخذنا العزة بالنفس - حاشاكم- أم العزة فقط لله ولرسوله وللمؤمنين!!
هل إذا كنا أصحاب عقليات إسلامية متميزة وفكر متميز نرى أننا أفضل من غيرنا بحيث يصيبنا شيء من التعالي ونرى من حولنا أقل منا، وبالتالي فيجب أن نتصدر الأمر نحن وفقط ، أم لسان حالنا يقول كلنا جنود وكلنا قادة!!
هل عندنا حُسن الخطاب وحُسن التأتي لمن يخالفنا في الرأي بحيث نكون صورة مشرقة عن حامل الدعوة الحق، أم نناقش بحدة وعصبية منفرة تسيء للعمل أكثر مما تحسن له!! وهل... وهل... وهل...!!
هي تساؤلات لي ولكم أخوتي وأخواتي , واعذروني مرة أخرى أهلي الكرام، فأنا لا أقارن ولا أهاجم ولا أستصغر أعمالكم أو أقلل الخير فيكم حاشاكم جميعا.. فهذا ليس من حقي وليس دوري .. وهذا الكلام وجهته لنفسي قبلكم، وإنما كما ذكرت سابقا هي خواطر جاءتني وقلت أشارككم بها فنحن عائلة واحدة في هذا الحزب العظيم يشد بعضه بعضا والمسلم مرآة أخيه المسلم.
وكل مؤتمر وكل سفر وأنتم بخير سائلة الله تعالى أن يكون السفر القادم لمبايعة الخليفة بإذنه تعالى..
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي