الجولة الإخبارية 1-2-2013
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
العناوين :
• كلينتون تقول في شهادتها إن واشنطن لم تكن على استعداد لمواجهة التغيرات والثورات في المنطقة وأنها ستدعم الديمقراطية في مواجهة الأفكار الإسلامية
• بريطانيا تدعو لتغيير جذري في الاتحاد الأوروبي المهدد بالانهيار وأكثرية الدول الأوروبية ترفض بغضب
• فرنسا تشكك في نجاح الائتلاف الوطني السوري الذي أسسته أمريكا في قطر وتعمل على إنقاذه
التفاصيل :
نشرت وسائل الإعلام ومنها "الشرق الأوسط" في 23/1/2013 مقتطفات من شهادة وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أمام الكونغرس، فمما قالته أن "حادث بنغازي الهجوم على السفارة الأمريكية في 11/9/2012 أظهر عدم استعداد واشنطن لمواجهة التغييرات التي تحدث في المنطقة العربية وشمال أفريقيا وثورات الربيع العربي" وأشارت إلى أن "سقوط الأنظمة في دول شمال أفريقيا أدى إلى حالة من الارتباك وغياب الأمن وزيادة التطرف المسلح في منطقة الشمال الأفريقي إضافة إلى وصول قادة إلى السلطة ليست لديهم خبرة في إدارة الدول وإقرار الأمن وتحقيق الديمقراطية". وأشارت إلى أن "الثورات العربية أربكت السلطة ومزقت قوات الأمن في أنحاء المنطقة". وشددت على "ضرورة الاستمرار في مطاردة الإرهابيين وإغلاق كل الملاذات الآمنة وقطع مصادر التمويل ومكافحة الأفكار الأيدولوجية المتطرفة واستخدام كل الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية لدعم الديمقراطيات الناشئة في المنطقة خاصة". وقالت أنها "كانت منغمسة في متابعة الأحداث وحماية موظفي السفارات الأمريكية في القاهرة وتونس وغيرهما من العواصم التي شهدت هجوما على المباني الدبلوماسية" وقالت "لا يمكن أن نتراجع، التحديات الجديدة التي تطرحها التغيرات الجيوسياسية الناجمة عن سقوط ديكتاتوريات تاريخية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، لا يمكننا التراجع الآن".
وكانت تدافع بغضب وبعصبية عن سياسة الإدارة الأمريكية أمام الجمهوريين المنتقدين لها، لأن الثورات العربية ونتائجها ما زالت تربك هذه الإدارة بل كافة سياسيّي أمريكا، وثورة سوريا التي صبغت بصبغة إسلامية ونَفَسها إسلامي بل أهدافها أسلامية تزيد من إرباك الإدارة الأمريكية وسياسييها فتعلن أنها ستقوم "بمكافحة الأفكار الأيدولوجية المتطرفة" والتي تعني فيها الأفكار الإسلامية السياسية المتعلقة بتطبيق الإسلام في ظل نظام الخلافة حيث يكون مصدر التشريع القرآن والسنة بعيدا عن الديمقراطية التي تعمل الإدارة الأمريكية على نشرها في البلاد العربية والتي تعني أن يكون التشريع بشريا، فتريد أن "تستخدم كل الأدوات الدبلوماسية والاقتصادية لدعم الديمقراطيات الناشئة في المنطقة". مما يدل على أن كل من ينادي بالديمقراطية هو عميل يعمل لحساب أمريكا والغرب وهو يعمل ضد تحكيم الإسلام وإقامة دولته. وتعلن كلينتون باسم بلادها أمريكا أنها مصرة على حربها للإسلام بكل ما أوتيت من أدوات وأنها لن تتراجع. ولكن المخلصين من أبناء الأمة الإسلامية يعلنون رفضهم للديمقراطية ويصرون على تحكيم الشرع الإسلامي ويعلنون إصرارهم على إسقاط الديمقراطية لأنه بسقوطها تسقط أمريكا وكل القوى الغربية الاستعمارية ويسقط عملاؤهم. فيتحركون في مصر وتونس وينتقدون الدساتير الديمقراطية وقاموا بمظاهرات حاشدة في تونس في 11/1/2013 قادهم حزب التحرير أمام المجلس التأسيسي في تونس العاصمة. والكثير من الثوار المجاهدين في سوريا أعلنوا رفضهم للديمقراطية وطالبوا بإقامة حكم الله ونظام الخلافة وقد أعطوا مواثيق لحزب التحرير.
ومن ناحية ثانية فإن تصريحات رئيسة الدائرة الخارجية للسياسة الأمريكية بمثابة جواب على الذين يتهمون الشعوب العربية الإسلامية بأن ثوراتهم كانت من ورائها أمريكا أو غيرها من الدول الاستعمارية. فواشنطن لم تكن على استعداد لمواجهة التغيرات والثورات فقد تفاجأت بها وأربكتها كما شهدت كلينتون أمام الكونغرس ولا تستطيع أن تكذب أمامهم. وتثبت أن هذه الثورات هي ثورات مخلصة انطلقت من صميم قلوبهم فأزالت الخوف منها، ولكن دست أمريكا عملاءها من دعاة الديمقراطية وعمدت إلى سرقة الثورات. ولكن المظاهرات التي أشرنا إليها في تونس والتحركات في مصر وكذلك توجه الثوار المجاهدين في سوريا يظهر أن هذه الشعوب لن تسكت عن سرقة ثورتها، وستواصل مسيرتها حتى تكمل ثورتها بإسقاط الديمقراطية وإقامة شرع الله مجسدا في نظام الخلافة.
-------------
نقلت وسائل الإعلام ومنها رويترز في 23/1/2013 تصريحات كاميرون رئيس وزراء بريطانيا التي دعا فيها لإجراء إصلاح جذري في الاتحاد الأوروبي ووعده بإجراء استفتاء على انسحاب بريطانيا من عضوية الاتحاد. وكذلك ردود الفعل الغاضبة من قبل الأوروبيين على هذه التصريحات. فقال وزير خارجية فرنسا: "إذا كانت بريطانيا تريد ترك أوروبا فسنفتح لها الباب". وقال: "تعني كأن بريطانيا انضمت إلى نادي كرة قدم ثم قالت فجأة هيا بنا نلعب الرجبي" ونقلت تصريحات غيدو فسترفيلله وزير خارجة ألمانيا التي قال فيها: "إن لندن لا يمكنها أن تتعامل مع أوروبا وكأنها أمام قائمة طعام تستطيع أن تنتقي منها ما تشاء وتختار السياسات التي تروق لها،... الانتقاء ليس خيارا". وقال مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي: "إن بريطانيا توجه الاتهامات لكنها هي من يتحمل معظم اللوم عن كافة التأخيرات في أوروبا. إن كل ما يريده كاميرون هو إحداث تغيير يصب في مصلحة بريطانيا وهذا ليس عدلا".
إلا أن كاميرون لاقى دعما من حكومة التشيك إذ قال رئيسها بيتر نيكاس التي لم توقع حكومته، وهي الوحيدة، بجانب بريطانيا الاتفاق المالي: "إنه يتفق مع رغبة كاميرون في اتحاد أوروبي أكثر مرونة وأكثر انفتاحا". وأما وزير خارجية السويد فقال: "إن فكرة العضوية التي طرحها كاميرون تبدو جيدة، ولكن لا تكون هناك أوروبا على الإطلاق. مجرد فوضى". وأما رئيس وزراء بلجيكا السابق جي فير هوفشتات الذي يقود كتلة الليبراليين في البرلمان الأوروبي فقال: "إن رئيس الوزراء البريطاني يلعب بالنار".
وأما الرئيس الفرنسي فرانسو أولاند فقال: "إنه لا مجال لتقليص قوة الاتحاد الأوروبي من أجل السماح لبريطانيا بالبقاء فيه". فأكثرية الدول الأوروبية عارضت اقتراحات كاميرون وقد أدركت هذه الدول متأخرا أن بريطانيا لا يهمها الاتحاد الأوروبي وإنما تستغله لمصالحها الخاصة فقط. وهي أحد العوائق الكثيرة أمام تحقيق الوحدة الأوروبية. فتجربة الاتحاد الأوروبي ما زالت غير ناجحة مع مرور أكثر من ستة عقود على انطلاقها حيث بدأت أولى خطواتها عام 1951 على شكل تأسيس اتحاد الفحم والحديد من دول أوروبية عدة أملا بأن يصلوا إلى توحيد أوروبا. ولكن التنافس بين الدول على زعامة الاتحاد، ومحاولة فرض شروطه عليه، والقومية المستحكمة في الشعوب، والمصالح الذاتية لكل دولة، والسياسات المختلفة التي تتبناها كل دولة، وأوضاعها الاقتصادية والاجتماعية المختلفة كل ذلك عوائق عميقة ليس من السهل أن تتخطاها هذه الدول. بل إن كل دولة على وشك أن تتمزق من داخلها وحركات الانفصال تعمل على ذلك. وهذه التجربة تنحدر نحو الأسفل وهي في طريقها نحو الفشل.
وقد دافع الأمريكيون عن بريطانيا فقال جوزيف ني المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية: "إن الرئيس أوباما يريد بشدة بقاء بريطانبا داخل الاتحاد الأوروبي". ومقصود الأمريكان من الدفاع عن بريطانيا هو بقاؤها شوكة في حلق أوروبا وعاملا رئيسا لعرقلة تحقيق الوحدة الأوروبية حتى لا يكون الاتحاد الأوروبي منافسا لأمريكا في يوم من الأيام.
والغريب أن تركيا المضبوعة بأوروبا تتهافت على الدخول في هذا الاتحاد وتقدم له التنازلات من دون وعي وإدراك وبتشجيع أمريكي حتى تعمل أمريكا عن طريق تركيا في داخل الاتحاد.
وهذا الوضع الأوروبي المتردي هو عبارة عن جواب للذين يتخذون فكرة الاتحاد الأوروبي غير الناجحة نموذجا بديلا عن الوحدة الإسلامية والخلافة الجامعة للمسلمين. مع العلم أن الأوروبيين قاموا بمحاولات الوحدة منذ مئات السنين ولكن لم يقدروا على تحقيقها. ولكن الإسلام نجح في توحيد كل الشعوب التي اعتنقته أو استظلت في ظلال حكمه أكثر من 13 قرنا. بل صهرها في بوتقة واحدة في أمة واحدة تحت ظلال حكمه في دولة الخلافة الواحدة.
--------------
نقلت الشرق الأوسط عن مصادر فرنسية في 24/1/2013 قولها: "إن اجتماع باريس في (28/1/2013) الذي يفتتحه وزير الخارجية لوران فابيوس يأتي من جهة على خلفية الفشل الذي منيت به مهمة المبعوث العربي - الدولي الأخضر الإبراهيمي في بلورة تحرك سياسي مقبول من الجهات المتصارعة ومن القوى التي تدعمها إقليميا ودوليا. ومن جهة أخرى وسط مراوحة الوضع الميداني مكانه بين كر وفر وعدم تمكن أي طرف حتى الآن من تسجيل نقاط حاسمة. وإضافة إلى المساعدات التي يتعين تقديمها للمعارضة السورية فإن السؤال الذي يواجه المؤتمرين يمكن اختصاره كالتالي ما هي المفاتيح التي يمكن تشيغلها لإحداث تغير حقيقي وجدي في صيرورة النزاع كما تتبدى؟". وأضافت: "تعتبر فرنسا أنه يتعين العمل على أكثر من جبهة وبداية إن ثمة حاجة إلى دعم الائتلاف المعارض الذي بدأت أصوات في الداخل والخارج تشكك في قدرته على أن يكون أداؤه مختلفا عن أداء المجلس الوطني وبقدرته أن يشكل بديلا عن نظام الأسد.
أما نقطة الضعف الأخرى التي تلاحظها القوى التي واكبت الائتلاف فهي غياب الحضور الميداني . فإن استقواء جبهة النصرة وغيرها ونجاحها في التحرك والحضور الميداني واستقلالية الكتائب المقاتلة كل ذلك هدم مصداقية الائتلاف رغم الاعتراف الدولي بشرعيته". وأضافت: "تستشعر فرنسا الخطر الذي يهدد القوى المعارضة للنظام السوري وتحديدا الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة الذي عجز حتى الآن عن تشكيل حكومة مؤقتة أعلنت فرنسا استعدادها للاعتراف بها ولم توفر جهدا في الدفع باتجاه تشكيلها. وقالت المصادر ليس من المؤكد أن يعمد الائتلاف إلى تسليح المعارضة أو حتى لرفع الحظر بسبب المخاوف من الحركات الأصولية الجهادية في سوريا مما يعيد النقاش إلى المربع الأول وإلى حاجة الغربيين للاطمئنان للجهات التي يقبلون بتسليمها السلاح المتطور". فالغربيون، وعلى رأسهم أمريكا أسسوا المجلس الوطني وعندما رأوا فشله أسسوا الائتلاف الوطني في قطر ولم يمض على تأسيسه أقل من شهرين فشعروا بفشله، لأنه مؤسّس كسلفه من قبل القوى الاستعمارية ولا يعبر عن تطلعاتهم نحو إقامة نظام إسلامي. وأهل سوريا الثائرون على النظام يرون تآمر هذه القوى عليهم وأنها تعمل على سرقة الثورة كما فعلوا في الدول التي حصلت فيها الثورات حيث أسسوا حكومات عميلة لهم، بل أدركوا أن أمريكا تقف وراء بشار أسد وتدعمه سرا وأنها ضد الثورة. وكل ما تريده هو فقط تأسيس حكومة تتبنى أفكارهم العلمانية والديمقراطية على شاكلة نظام بشار أسد بشكل معدل وتكون تابعة لهم.