السبت، 28 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/30م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مقالة أمريكا لا تزال تتخبط في سوريا والخيارات تنفد من بين يديها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

بعد عامين من محاولات يائسة لعرقلة الثورة السورية من خلال مجموعة من المبادرات من قبل جامعة الدول العربية والأمم المتحدة والمبعوثين، ومن خلال سفك مزيد من الدماء على يد عميلها الأسد، فإنّ أمريكا نفسها لا تزال تتخبط، فواشنطن لم تقترب من إيجاد البديل المناسب لنظام الأسد، ولا تزال الحلول السياسية تفشل في حرف الثورة عن مسارها الإسلامي، كفشلها في أحدث محاولة لها وهو اقتراح إجراء المعارضة السورية محادثات مع عناصر من النظام الحالي.


وفي هذا السياق يأتي اقتراح رئيس الائتلاف الوطني السوري أحمد معاذ الخطيب وتحت وصاية الغرب عقد محادثات مع نائب الرئيس السوري، فاروق الشرع، وهو العميل الأمريكي القوي في نظام الأسد، حيث قال: "أقول لبشار الأسد: انظر في عيون أطفالك وحاول إيجاد حل ... يمكننا أن نساعد بعضنا بعضا في تحقيق المصلحة، على النظام اتخاذ موقف واضح، ونحن نمد أيدينا من أجل الشعب ومن أجل مساعدة النظام للمغادرة بسلام"، وقد جاء إعلان الخطيب هذا بعد أن أجرى محادثات مع نائب رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، ووزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، ونظيره الإيراني، علي أكبر صالحي في ميونيخ.


ولم تكد تظهر دعوة الخطيب للحوار مع نظام الأسد حتى لاقت دعما مباشرا من بعض الحكام في العالم الإسلامي، فقد قال مرسي في اجتماع الخونة في منظمة المؤتمر الإسلامي في القاهرة إنّ "على النظام السوري استخلاص الدروس من التاريخ، فالشعب هو الذي يظل قائما، أما أولئك الذين وضعوا مصالحهم الشخصية فوق مصالح شعوبهم فقد غادروا البلاد في نهاية المطاف"، كما دعا أحزاب المعارضة للتحالف مع التحالف السوري الوطني، حيث قال: "للتنسيق مع هذا التحالف ودعم جهوده الرامية إلى نهج موحد ... من أجل الديمقراطية" فقد انضم مرسي إلى قائمة المتآمرين على الشعب السوري مع منظمة المؤتمر الإسلامي، التي أيدت بشكل قاطع الدعوة إلى الحوار بين النظام السوري والخطيب.


الأمم المتحدة أيضا ألقت بثقلها وراء الدعوة للحوار، فقد رحب وسيط الأمم المتحدة الأخضر الإبراهيمي ترحيبا حارا بعرض الخطيب ووصفه بالإيجابي، حيث قال الإبراهيمي في مقابلة مع صحيفة كروا الفرنسية اليومية يوم الخميس "هذه مبادرة شخصية من الشيخ أحمد معاذ الخطيب، على الرغم من ردود الفعل المختلفة من الأعضاء الآخرين في مجموعته)).


وبالتالي فقد نجحت أمريكا في دفع الخونة في العالم الإسلامي وعميلها في الأمم المتحدة الإبراهيمي ودول مثل روسيا وغيرها من الدول الغربية لدعم الحوار بين الخطيب ونظام الأسد، ولكن هل هذا يكفي لتغيير موقف الثوار المخلصين في سوريا وموقف الشعب السوري؟ فقد حاولت أمريكا من قبل بأنماط مماثلة عدة، ولكن جميعها فشلت في التأثير في الثورة، وظهر أنّ الشعب السوري يتوق إلى إعادة إقامة دولة الخلافة الإسلامية، فما سبب عدم نجاح الدعوة للحوار مع نظام الأسد، بصرف النظر عن فشل ويأس واشنطن في إيجاد الحلول؟


إنّ أمريكا تدرك عدم جدوى الحلول السياسية وهي بالتالي تستعد بجدية للتدخل العسكري، ولكن حتى الخيار العسكري فهو محفوف بالمشاكل لأنّ التدخل العسكري هو بالنهاية مجرد وسيلة لتنفيذ الحلول السياسية، وفيما يتعلق بعرض الخطيب الأخير فإنّه يمكن معرفة مصيره من رد أعضاء المعارضة على نطاق واسع وبسرعة، وقد تم تقويضه من خلال حركة الثوار نحو وسط دمشق.


يجب على الثوار والشعب السوري المخلصين أن يعلموا بأنّهم قريبون جدا من تحقيق هدفهم، وكل ما عليهم القيام به هو مواصلة ثقتهم بنصر الله سبحانه وتعالى لهم في دخولهم دمشق، والنصر سيكون حليفهم بإذن الله تعالى.

 

(( قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )).

 

 


أبو هاشم

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع