السبت، 04 ربيع الأول 1446هـ| 2024/09/07م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مقالة مخاطر محور إيران وحزبها

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يتضح تخبط بشار ومعالم انهيار نظامه مع مرور كل يوم على دعم إيران لنظامه المتهالك، فمثلاً تشير آخر الأخبار الواردة عن سوريا حول تزويد روسيا بشار بسلاح متطور، وزيادة دعم إيران له، إلا أنّ ما يجري هناك هو من أجل إيجاد فرصٍ للقتال ضد الثوار الشجعان، كما يشير حجم المساعدة المقدمة من قبل حزب إيران لآلة الحرب الوحشية الأسدية من مثل اشتراك مقاتليهم مع شبيحة الأسد في عدة معارك في دمشق وريفها وفي القْصير وفي أماكن أخرى غيرها.


على مدى الأشهر القليلة الماضية كانت إيران وحزبها في لبنان تنفيان مشاركتهما قطعياً في المعارك في دعم حكم الأسد الاستبدادي، ولكنهما الآن تعلنان ذلك صراحة، حيث قامتا معاً بمضاعفة جهودهما الرامية إلى سفك دماء المسلمين على نطاق لا يمكن تصوره في عدة عمليات ارتكبتا فيها جرائم حرب مروعة؛ وأصبحتا تصبان جام غضبهما على السكان من أهل السنة من الذين يُعتبرون تهديداً لنفوذهما في سوريا.


وفي الواقع، فإنّ حزب إيران يتخوف جداً من الطابع الإسلامي للثورة، فقد استخدم نصر الله في الآونة الأخيرة مصطلح "التكفيريين" لوصف التهديد الإسلامي القادم من سوريا وكمبرر له للتدخل، والمفارقة هنا هي أنّ حزب إيران يتحالف مع الشيعة المتزندقين من الطائفة العلوية التي ينتمي اليها الأسد، بالرغم من أنّ الشيعة يعتبرون العلويين كفاراً!


وفي الوقت نفسه تعرضت طهران إلى الكثير من الهرطقة عن نظام بشار الأسد وأعربت عن تخوفها من الانتصار الإسلامي في سوريا؛ حيث قال مسؤول الشئون الخارجية الأفريقية والعربية (حسين أمير عبد الحيان): "لن نسمح بالإطاحة بالحكومة السورية".


إذا ظل عند أي شخص شك في كذب إيران وحزبها في لبنان في ادعائهما الدفاع عن مصالح العالم الإسلامي فليس عليه النظر إلى أبعد من الهجوم "الإسرائيلي" على دمشق الشهر الماضي؛ فقد فضح الحادث زيف ادعائهما عندما طأطأتا رأسيهما لدولة يهود، فهما تفضلان قتل السوريين على قتال عدوهم اللدود (دولة يهود). ولم تكن هذه المرة الأولى التي تفشل فيها إيران في نصرة الأمة الإسلامية، فحربا الخليج، والاحتلال الأمريكي لأفغانستان، واعتداء "إسرائيل" على لبنان، كلها أدلة كافية على نفاق طهران وكذبها في الدفاع عن الإسلام والمسلمين.


وبالرغم من أنّ إيران ليس لها صديق بين المسلمين السنة، فقد عاملت الشيعة معاملتها لأهل السنة، حيث ظلت طهران صامتة على قتل الأمريكان للشيعة في حرب الخليج الثانية في مدينتي النجف وكربلاء. وتكررت لامبالاة طهران مرة أخرى عندما هاجمت "إسرائيل" لبنان عام 2006م، ولم تهبّ طهران لمساعدة حليفها (حزب الله)، واكتفت بالدعم المعنوي له، فهذه الأمثلة وغيرها تظهر أنّ طهران لا تكترث إلا بتحصين هيمنة أمريكا و"إسرائيل" على المنطقة.


إنّ القيادة الشيعية في الوقت الحاضر هي على نفس شاكلة القيادة الشيعية في الماضي، فهم يفضلون التحيز إلى جانب أعداء الإسلام، ولا يهتمون إلى ما يحدث لأهل السنة أو حتى لأهل الشيعة. ففي القرن الثالث عشر، خان وزير الخليفة المستعصم بالله (مؤيد الدين محمد بن العلقمي) -وقد كان شيعياً- الأمة وخليفتهم، عندما وقف مع هولاكو خان من خلال تقديم المعلومات الاستخباراتية والمشورة له، حيث مكّنت خيانة ابن العلقمي هولاكو خان من احتلال بغداد، وذبح الناس فيها دون تفريق بين قتل السنة أو الشيعة، قال ابن كثير: "وبعد قتل الخليفة، ذهبوا واقتحموا البلاد، وقتلوا كل من كانوا يرون من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ والشباب والمرضى والأصحاء... واستمر القتل حتى قيل أنّ عدد القتلى فاق المليون مسلم".


ينبغي على الشيعة الوقوف على تصرفات القيادة الحالية لهم، ورفض الصراعات الطائفية التي لا يستفيد منها إلا القوى الأجنبية وعملاؤها في إيران وحزبها في لبنان، وينبغي عليهم دعم إعادة الخلافة الراشدة التي ستمكنهم من العيش في رخاء كرعايا للدولة الإسلامية، وانتظار المهدي القادم.

 

 


عابد مصطفى

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع