مع الحديث الشريف إذا قتلتم فأحسنوا القتلة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الله كتب الإحسان على كل شيء
روى مسلم في صحيحه قال: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ قَالَ: خَصْلَتَانِ سَمِعْتُهُمَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ الْإِحْسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا قَالَ غَيْرُ مُسْلِمٍ يَقُولُ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَةَ وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْحَ وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ وَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ اللَّه كَتَبَ الْإِحْسَان عَلَى كُلّ شَيْء فَإِذَا قَتَلْتُمْ فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَة، وَإِذَا ذَبَحْتُمْ فَأَحْسِنُوا الذَّبْح، وَلْيُحِدَّ أَحَدكُمْ شَفْرَته وَلْيُرِحْ ذَبِيحَته )
أَمَّا ( الْقِتْلَة ) فَبِكَسْرِ الْقَاف، وَهِيَ الْهَيْئَة وَالْحَالَة، وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( فَأَحْسِنُوا الذَّبْح ) فَوَقَعَ فِي كَثِير مِنْ النُّسَخ أَوْ أَكْثَرهَا ( فَأَحْسِنُوا الذَّبْح ) بِفَتْحِ الذَّال بِغَيْرِ هَاء، وَفِي بَعْضهَا ( الذِّبْحَة ) بِكَسْرِ الذَّال وَبِالْهَاءِ كَالْقِتْلَةِ، وَهِيَ الْهَيْئَة وَالْحَالَة أَيْضًا.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( وَلْيُحِدَّ ) هُوَ بِضَمِّ الْيَاء يُقَال: أَحَدّ السِّكِّين وَحَدَّدَهَا وَاسْتَحَدَّهَا بِمَعْنًى، وَلْيُرِحْ ذَبِيحَته، بِإِحْدَادِ السِّكِّين وَتَعْجِيل إِمْرَارهَا وَغَيْر ذَلِكَ، وَيُسْتَحَبّ أَلَّا يُحِدّ السِّكِّين بِحَضْرَةِ الذَّبِيحَة، وَأَلَّا يَذْبَح وَاحِدَة بِحَضْرَةِ أُخْرَى، وَلَا يَجُرّهَا إِلَى مَذْبَحهَا.
وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( فَأَحْسِنُوا الْقِتْلَة ) عَامّ فِي كُلّ قَتِيل مِنْ الذَّبَائِح، وَالْقَتْل قِصَاصًا، وَفِي حَدّ وَنَحْو ذَلِكَ. وَهَذَا الْحَدِيث مِنْ الْأَحَادِيث الْجَامِعَة لِقَوَاعِد الْإِسْلَام. وَاللَّهُ أَعْلَم.
في هذا الحديث يعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم كيف نتعامل مع الأضحية حين ذبحها, فإن يبح الله تعالى ذبحها لا يعني أنه أباح تعذيبها أو إرهابها وإنما شاء سبحانه أن يكون الذبح بأسرع الوسائل وأقلها إيلاما وأبعدها عن التعذيب، إن عملية الذبح شيء مهول وليس أمرا مسلياً, والتعامل معه يجب أن يكون بهذا المفهوم، بعيدا عن القسوة والهمجية, والحكم الشرعي في كيفية تنفيذ عملية الذبح، أوضحه الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الشريف، فاستعمال السكين الحاد والسرعة في تنفيذ الذبح وعدم إطلاع الذبيحة على شحذ السكين وعدم ذبح أضحية أمام أختها، كلها لتدل على حرص الإسلام على إحسان القيام بالأعمال. وإن الإحسان هو أن يقام بالعمل وفق حكمه الشرعي, وأن يستشعر المسلم مراقبة الله له أثناء قيامه بأفعاله لأن هذا الشعور يبقيه ملتزما بأحكام الله متقياً مخالفته.
والإحسان مطلوب من المسلم في كل الأمور أي مطلوب منه أن يستشعر مراقبة الله له في كل أحواله في صلاته وصيامه في نومه وقيامه, في حله وترحاله في عمله واستراحته في تعامله مع أسرته وعائلته وقرابتهن فمن كان محسنا في أعماله حمى نفسه من الزلات ونال أعلى الدرجات بإذن رب السموات.
اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ، أنك أنت السميع المجيب
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.