مع الحديث الشريف باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في " باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء".
حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة قال يحيى أخبرنا وقال أبو بكر: حدثنا أبو الأحوص ح وحدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا أبو عوانة كلاهما عن سماك عن جابر بن سمرة قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن بين يدي الساعة كذابين"، وزاد في حديث أبي الأحوص قال: فقلت له آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم.
إنه الكذب، الكذب الذي حذر منه رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم- الذي حذر منه الإسلام؛ بل وجميع الأنبياء، ما كان في التاريخ من قوم كذبوا إلا كانت عاقبة كذبهم وخيمة، وعندما سُئل عليه الصلاة والسلام: أيكون المؤمن جبانا؟ فقال: نعم، فقيل له أيكون المؤمن بخيلا؟ فقال نعم، فقيل له أيكون المؤمن كذابا؟ فقال لا"، نعم أيها الإخوة الكرام، إنه البلاء المبين، أن نسمع الكذب ليل نهار يُصب في آذاننا صبا، في كل الأوقات، مع كل نشرة أخبار، مع كل برنامج يُقدم في الإذاعات أو الفضائيات، مع كل لقاء مع مسئول أو رئيس أو حاكم أو وزير، حتى طال هذا الكذب رؤوس بعض الحركات الإسلامية بشكل فاضح ومكشوف، فأصبح المسلمون يعيشون الكذب كجزء من حياتهم لا ينفك عنهم، ولعل كذبة الديمقراطية من الكذبات التي بزغت وبشكل لافت للنظر، فما حدث في مصر الكنانة من وصول بعض المسلمين للحكم من خلال صناديق الديمقراطية كما يدعون، وانقلاب أصحاب هذه الديمقراطية على من فاز بهذا الشكل القذر والوقح، لمثال صارخ على حجم انتشار هذه الآفة في بلاد المسلمين، البلاد التي لم يعرف أبناؤها الكذب طيلة عهودها الإسلامية. أما وقد تبدل حكم الكفر بحكم الإسلام، وتبدل الحكام العملاء بالخلفاء الأولياء وأصبحنا نرى من يخرج علينا ليدافع عن بشار الإجرام بهذه البساطة، فأصبح هذا هو الحال.
إن بين يدي الساعة كذَّابين، وكلمة كذَّابين جمع كذَّاب وهي من صيغ المبالغة، فكثرة الكذب صفة أهل هذا الزمان على كل المستويات، فحذار حذار من الوقوع في حبائلهم، والرضى والتسليم بكل ما يُقال، وحذار حذار من التسليم بهذا الواقع السيئ المشين، ظنا أنه الواقع الصحيح، فطول أمد الكذب لا يعني أن الحياة التي يحياها المسلمون اليوم هي الحياة التي أرادها لنا رب العزة سبحانه وتعالى، فحذار حذار من القبول والتسليم بهذه الحياة، وبهؤلاء الحكام الذين فرضوها علينا فرضا من خلال أبواقهم ووسائل إعلامهم.
نسأل الله أن يمكننا من أكتافهم ومن قتلهم ومحاسبتهم جمعيا، ليفشو الصدق بعد عهدهم الكاذب، ولنسمع أخبار الصادقين والصدِّيقين، لننعم بعدهم بأحكام رب العزة، بأحكام الصدق التي نعم بها الأولون، من خلال خليفة يطبق فينا شرعه وأحكامه.
اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين.
احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه للإذاعة: أبو مريم