الإثنين، 30 محرّم 1446هـ| 2024/08/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق سلطة الشراكة الأمريكية الإيرانية

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


توقفت الاشتباكات التي استمرت ما يقرب من أسبوع في طرابلس الشام بعد أن أزهقت ثلاث عشرة روحا على الأقل، وأسفرت عن عشرات الجرحى ومئات المنكوبين والمشردين. وأعلنت السلطة اللبنانية أن الجيش يستكمل انتشاره في مناطق القتال تنفيذا للخطة الأمنية المقررة للمدينة.

 

التعليق:


إنها الجولة السابعة عشرة من القتل والتدمير في طرابلس منذ السابع من أيار سنة 2008. ليالٍ مرعبة، صاخبة بأصوات المدافع والرشاشات الثقيلة، ضحايا يسقطون قتلى وجرحى، منكوبون ومشرّدون، ثم تنتهي الجولة بانتظار أخرى وكأن شيئًا لم يكن. وما زالت أرواح الناس ودماؤهم ومساكنهم ومصالحهم صندوق بريد رخيصًا يستخدمه الفريقان المتنازعان من أجل تبادل الرسائل والضغوط السياسية.


في بعل محسن تتحصن عصابة تابعة لطاغية الشام، تستمد الدعم المطلق المادي والسياسي من حليف الطاغية، حزب إيران. ترسل السيارات المفخخة لقتل المصلين في المساجد فتزهق أرواح العشرات وتجرح المئات، ثم يُحصر الاتهام في أفراد. وبعد ذلك وبكل وقاحة يهدد زعيم العصابة أهل طرابلس ويتوعدهم بالويل والثبور، لأنه ممتلئٌ ثقةً بأن الحزب الحاكم في لبنان داعم له.


وطرابلس ابتليت بزعماء، تزعموا أهلها، فعلاً أو قولاً، ولكنهم جميعًا ودون استثناء أعجز من أن يتخذوا قرارًا باستئصال هذه (الدُمَّلة) التي استنزفت طرابلس وأهلها طوال سنوات عجاف، بل يساهمون في إبقاء هذا الجرح النازف مفتوحاً ليكون وسيلة ضغط كلما أتتهم الإشارة الإقليمية.


وعند كل جولة من هذه الجولات ترتفع الأصوات المملولة من الطبقة السياسية وأبواقها أن لا خيار لنا إلا الدولة ومؤسساتها! أي دولة هذه!!!؟ وهل ثمة دولة أصلاً في لبنان بعد كل ما رأيناه في السنوات الأخيرة!؟ في لبنان ليس ثمة دولة، بل بقايا دولة، لا تقوم بواجبها الطبيعي والأصلي - ألا وهو رعاية شؤون الناس - وإنما هي أدوات بيد قوى الأمر الواقع. فقد تقاسمها الأمريكي والإيراني في حالةٍ من تكامل الأدوار، من أجل إبقاء لبنان تحت السيطرة، ولمنع أهله من نصرة أهل سوريا، ولاستخدام البلد منطلقًا لنصرة الطاغية. فهذه السلطة تعرف كيف تساند حزب إيران في صيدا، فتغطي عمليته العسكرية في عبرا، ولكنها في طرابلس لا تعرف إلا أن تكون درعًا أماميًّا للدفاع عن عصابة القتل في بعل محسن.


والحقيقة أن ما يسمى بالخطط الأمنية المتتالية لطرابلس ليست خططا أمنية بمعنى الكلمة، أي لا ترمي إلى حفظ أمن أهالي المدينة. وإنما هي محاولات من سلطة الشراكة الأمريكية الإيرانية في لبنان للإطباق على المدينة التي ما زالت تشكل حتى اليوم الحاضنة الأهم والأكبر في لبنان لثورة الشام. فالغاية هي الإحاطة بأنصار الثورة والبطش بهم والقضاء عليهم، ومن ثم تنقية الأجواء في لبنان من القوى التي يتوقع منها أن تعمل على إلحاق لبنان بأصله الشامي بعد انتصار مرتقب للثورة تخشاه أمريكا، ويخشاه معها حلف الأقليات الذي يتزعمه نظام إيران الخصيم لنهضة الأمة وقيام دولة الخلافة. فهذا الكيان اللقيط الذي أنشأته فرنسا سنة 1920 وقدمته هدية إلى الموارنة بات حلف الأقليات يرى في استمراره ضرورة قصوى، ليكون حصنًا يحظى برعاية وحصانة دوليتين وإقليميتين، يتحصّن فيه فرع الحلف الشامي، من دولة الخلافة المرتقبة قريبًا بإذن الله تعالى.


﴿وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ﴾

 



كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد القصص - رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير / ولاية لبنان

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع