الإثنين، 30 محرّم 1446هـ| 2024/08/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


ذكرت صحيفة Standard يوم الخميس 31 تشرين الأول/أكتوبر 2013 أن الحكومة تخطط لتنفيذ حملة واسعة لترويج سياسة تقضي بأن لا تضع الأمهات سوى طفلين فقط. وتأتي هذه الخطوة عقب تحققها من أنه لم يعد في مقدور البلاد تحمّل عدد السكان حسب معدلات الولادة الحالية التي تزيد على أربعة أطفال للأم الواحدة. ويقول "تحليل الوضع السكاني في كينيا" الذي صدر عن وزارة الحكم المحلّي والتخطيط يوم الأربعاء من هذا الأسبوع أن الطلب على الأطفال في كينيا ما زال كبيراً ويجب تخفيضه. حيث يقول التحليل، الذي يعدّ أول تحليل من نوعه يجري في بلد أفريقي، ما نصّه "إن الطلب على الأطفال ما زال عالياً، ومن غير المحتمل أن يتغير إلا إذا تم تحقيق تغييرات جوهرية في حجم الأسرة المرغوب فيها بين الفقراء عموماً، وبخاصة في المناطق الشمالية القاحلة وشبه القاحلة من البلاد".

 

التعليق:


تشير تقديرات صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن سكان العالم الذين بلغ عددهم في منتصف 2013 نحو 7.2 مليار سيرتفع بمقدار مليار إنسان تقريباً خلال الإثني عشر عاماً القادمة. ومن المتوقع كذلك أن يصل إلى 8.1 مليارًا في 2025، ويرتفع إلى 9.6 مليارًا في 2050 وإلى 10.9 مليارًا بحلول 2100. ويتوقع الصندوق أن يقع جزء كبير من الزيادة بين 2013 و 2050 في البلدان عالية الخصوبة في أفريقيا وآسيا بصورة رئيسية. وفي المقابل، يتوقع لعدد السكان في الأقاليم الأكثر تقدماً أن يشهد تغيراً طفيفاً، فسيرتفع من 1.25 مليارًا في 2013 إلى 1.28 مليارًا في 2100. وتعزى الزيادة بشكل كبير إلى الهجرة من البلدان النامية إلى البلدان المتقدمة.


إن النظرة المتفحصة لمثل هذه الإحصاءات تكشف أن المقصود منها رفع إشارة التحذير من التهديد المحسوس الذي تفرضه معدلات النمو السكاني الحالية على العالم. فالأساس الذي تستند إليه هذه الإحصاءات هو الإيديولوجية الرأسمالية، التي تفترض أننا نعيش في عالم ذي حاجات لا محدودة وموارد محدودة، أي أن المشكلة الاقتصادية التي تواجه العالم هي مشكلة إنتاج. وهذا يعني أن أي نمو سريع في عدد السكان يؤدي إلى إجهادٍ للموارد المحدودة، ما يمكن أن يقود إلى نزاع بين الأمم. وقد أدت هذه النظرة بالكثير مما يسمى بلداناً متقدمة إلى تشجيع فرض قيود على عدد السكان من خلال حملات واسعة للتخطيط الأسري. فقد دأب الأوروبيون عموماً على أن يكون لديهم عدد أقل من الأطفال، وذلك نتيجة اتخاذ كثير من الآباء والأمهات قراراً بتأخير تشكيل أسرة. ويعتبر معدل الخصوبة الكلية البالغ قرابة 2.1 ولادة حية لكل إمرأة هو المستوى اللازم لتعويض الوفيات، في حين يقل المستوى في أوروبا حالياً عن 1.5. وقد كان لهذا الأمر تأثير مدمر، إذ صارت القوة العاملة تشيخ بسرعة دون أن يكون هناك تعويض لها من المواليد الجدد. والمثير للدهشة أنه عندما يحاول المهاجرون، الذين تأتي غالبيتهم من بلدان إسلامية، سدّ هذه الفجوة، ترتفع الأصوات التي تشكو من الانفجار السكاني! غير أن القيود على زيادة عدد السكان سببت كذلك آثاراً أخرى غير مرغوب بها، مثل تهريب الأطفال والإجهاض. حيث يجري تهريب الأطفال من أجل التبنّي في ذات الوقت الذي باتت فيه عمليات الإجهاض شائعة في بلدان كثيرة. وإنه لمما يثير القلق الكبير أن تزعم بلد مثل كينيا أن معدل النمو السكاني مرتفع جداً بينما توجد مساحات شاسعة من الأراضي غير المأهولة التي تترك بوراً بسبب الإهمال. بل وما يبعث على الاستغراب أن الإحصاءات تشدد على النمو السكاني السريع في المناطق القاحلة وشبه القاحلة التي يشكل المسلمون غالبية سكانها. فهل يمكن أن تكون هذه خطوة خبيثة لتحديد عدد السكان المسلمين؟ بل وما يثير العجب أكثر هو أن كينيا، التي تدّعي أنها أكثر الاقتصادات تقدماً في المنطقة، قد فشلت في رعاية واستغلال المورد البشري الوفير المتاح لها، حيث نشاهد خريجي الجامعات يعملون في وظائف وضيعة! إن جشع الأقلية الثرية، الذي يدفعها لجمع المزيد والمزيد من الثروات، يجعلها تخشى الأغلبية الفقيرة التي يمكن أن تثور في يوم من الأيام عليها. هذا هو السبب الحقيقي الذي جعلنا نسمع على مدى ما يزيد على قرن من الزمان مثل هذه الإحصاءات التي تحذر من معدلات النمو السكاني.


إن الإسلام إيديولوجية لديها الحل الناجع، لأنه يرى أن المشكلة الاقتصادية هي في توزيع الثروات، وليست مشكلة إنتاجٍ كما ترى الرأسمالية. وبناءً على ذلك، توفر الدولة بيئة تمكينية يكون في مقدور جميع رعاياها فيها الوصول إلى النشاطات المولّدة للدخل، كما يحصل غير القادرين منهم على المساعدة من الدولة على شكل زكاة وأُعطيات من الدولة (بيت المال). بل وأكثر من ذلك، إن الاسلام في الحقيقة يشجع معدلات الولادة المتتالية، لأن الشباب يشكلون العمود الفقري لأية دولة تسعى إلى التطور والتقدم. كما ويوجد في العالم موارد ضخمة تكفي لتلبية جميع احتياجاتنا، ولن يأتي وقت يملأ فيه الجنس البشري العالم كله، لأن الخالق سبحانه وتعالى وضع طريقة طبيعية لإيجاد التوازن في عدد السكان، وذلك من خلال الموت الطبيعي.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
قاسم أغيسا
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في شرق أفريقيا

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع