الإثنين، 30 محرّم 1446هـ| 2024/08/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق زوبعة في فنجان

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخبر:


في تقرير بثته الجزيرة يوم الجمعة 1/11/2013 تحدثت فيه عن مشاركة أربع نائبات تركيات في جلسات البرلمان وهن يرتدين الحجاب لأول مرة منذ 14 عاما، وذلك بعد شهر من إلغاء الحكومة حظر ارتداء الخمار في المؤسسات الحكومية، وسط احتجاج العلمانيين الذين يعتبرونه انتهاكا لقواعد الدولة العلمانية.

 

التعليق:


لا زال هناك عدد لا بأس بهم ينخدعون بمثل هذه الأفعال التي يظنونها تطبيقا للإسلام وانتصارا له... إنه يدغدغ مشاعرهم وقلوبهم التي تحن للإسلام وتريده وتشتاق إليه لأن به كل العزة.. فيخرج علينا أردوغان وأمثاله بحركات استعراضية يريد بها كسب تأييد الناس المتعطشين للإسلام فيظنونه حارسا لهذا الإسلام ساعيا لتطبيقه!


إن هذا ترسيخ لسياسة التدرّج في تطبيق الإسلام مع أن تطبيقه يجب أن يكون انقلابيا شاملا لكل مناحي الحياة.. وليس تطبيقا في جهة وانتهاكا لأحكام الإسلام من جهة أخرى، أي هو ترسيخ للإسلام المعتدل الذي تمثله تركيا أردوغان خوفا من اتجاه الناس للإسلام الحقيقي المتمثل في دولة الخلافة.


إن العلمانيين ينظرون إلى الخمار باعتباره شعارا لما يسمى "الإسلام السياسي"، ويعتبرون ارتداءه في الأماكن العامة تحديا للأسس العلمانية للجمهورية التركية التي أرساها مصطفى كمال - حسب رأيهم -، وأنهم لن يقفوا أبدا صامتين أمام أفعال تهدف إلى تقويض مبدأ العلمانية، ولكنهم سيعترضون بشكل "راق" وذلك خلافا لما حصل مع قاوقجي عام 1999 التي تم طردها من البرلمان - وذلك حسب ما أشارت ديليك أكانجو يلماز وهي نائبة عن حزب الشعب الجمهوري -؛ أي أنهم بهذا يرسخون مبدأ الديمقراطية البغيضة التي يصورها العلمانيون بأنهم يقبلون وجود "محجبات" في البرلمان مع أن في هذا تحديًا للعلمانية التي قامت عليها تركيا الحديثة في عقرها وهو البرلمان! وفي كل هذا تلميع لأردوغان وإظهاره بمظهر المخالف لسياسة تلك الدولة العلمانية وكأنه حفيد الخلفاء وليس حفيد مصطفى كمال البغيض خاصة في ظل تصاعد الأصوات المطالبة بالخلافة والعودة لتطبيق أحكام الإسلام.


فيا أهلنا أحفاد الخلافة العثمانية العظيمة، ليس بوضع غطاء على الرأس يكون أردوغان قد طبق الإسلام.. فهو لا يزال يتشبث بالعلمانية ويركض وراء الاتحاد الأوروبي للانضمام إليه مقدما التنازلات تلو التنازلات مؤكدا على عدم تطبيق الإسلام، فكيف تثقون به وتصورونه البطل الهمام في نصرة الإسلام!

 

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم صهيب الشامي

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع