الإثنين، 30 محرّم 1446هـ| 2024/08/05م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الانتخابات الحكومية تثبت أن الأنظمة الوضعية عرضة لرغبات الإنسان

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


في كلمة بثها التلفزيون يوم الجمعة، في 18 من تشرين الأول/أكتوبر 2013م، عرضت رئيسة وزراء بنغلادش (الشيخة حسينة) تشكيلَ حكومة من جميع الأطراف للإشراف على الانتخابات الوطنية القادمة. وبعد ذلك بيومين، قدّمت زعيمة المعارضة (خالدة ضياء) اقتراحاً بديلاً بعقد انتخابات تشرف عليها جهات غير حكومية وغير حزبية. كما سربت وسائل الإعلام محادثة هاتفية تمت بين حسينة وخالدة في 28 من تشرين الأول/أكتوبر، وبعد أن أعطت خالدة يومين لبدء الحوار، ما أحدث جدلاً آخر حول السياسة الوطنية، ويبدو أن هذا التسريب كان من قبل الحكومة. ومن المفترض أن تعقد الانتخابات البرلمانية العاشرة للبلاد في كانون الثاني/يناير لعام 2014م.


وفي الوقت نفسه تكاثفت أنشطة الدبلوماسيين الأجانب بخصوص الانتخابات، وخصوصاً دان مزينا (سفير الولايات المتحدة لدى بنغلادش)، الذي تكررت اجتماعاته مع كبار الزعماء السياسيين والدبلوماسيين من الدول الأخرى، وكبار المسئولين الحكوميين. وقد لقي لقاؤه مع المفوض السامي الهندي في دكا، وزيارته لنيودلهي لمناقشة انتخابات بنغلادش اهتماماً كبيراً في الساحة السياسية.


التعليق:


هناك أمثلة عديدة على كيفية خضوع الدستور لأهواء البشر ورغباتهم في ظل نظام صنعه الإنسان، منها:


- قيام حكومة حسينة بإلغاء بند بخصوص الانتخابات من المادة الخامسة عشرة من الدستور.


- توصية اللجنة الدستورية بإصلاح الدستور للإبقاء على نظام الحكومة المؤقتة مع إجراء تعديلات طفيفة بعد مشاورات مكثفة مع مختلف أصحاب المصلحة، بمن فيهم الأحزاب السياسية، ولكن الشيخة حسينة قلبت هذه التوصيات رأساً على عقب، لأنها من الذين قرروا التخلي عن النظام.


وهناك أمثلة على أطراف سياسية غيرت موقفها المتعلق بالقضية نفسها مع مرور الوقت، منها:


- زعماء حزب رابطة عوامي الذين أطلقوا برنامجاً سياسياً عنيفاً لنظام الحكومة المؤقتة في عام 1996م، هم الآن يعارضونه بشدة!


- أولئك الذين كانوا في لجنة إصلاح الدستور التي أوصت بالإبقاء على نظام الحكومة المؤقتة، هم الآن ضد رغبات حسينة!


- حزب الشعب البنغالي الذي كان في دفة حكم البلاد بين عامي 1991م و1996م، اضطر إلى قبول النظام، وهو الآن مشغول في إطلاق سلسلة من البرامج السياسية العنيفة لإبقائهم محايدين.


هذا هو واقع النظام الذي صنعه الإنسان، نظام مليء بالتناقضات، نظام يتغير بتغير الظروف! ففي الوقت الذي قسّم الحزبان السياسيان الرئيسيان البلادَ ودقّا طبولَ الحروب بينهما، بدأ الدبلوماسيون الأجانب والمتربصون بالبلاد بسن أسنانهم، فكيف للسياسيين الوقحين أن يطلعوهم على التطورات السياسية علنا وبشكل منتظم؟ وكيف لسفير أمريكا الإرهابية، الذي يتجول في مدينة دكا مع بروتوكول أمني يضاهي موكب رئيس الوزراء ورئيس البلاد أن يملي على البلاد سياساتها؟ وهل تخدم هذه الممارسات مصالحَ الناس الذين يكافحون لكسب قوت يومهم؟ بل على العكس، لقد قُتل وشُوّه في الأشهر الثمانية الماضية وحدها المئات من الناس؛ بسبب الفظائع والجرائم والعنف السياسي التي ترتكبها الحكومة.


هذه هي نتائج النظام الذي صنعه الإنسان، نظام تُشكَّل فيه الأحزاب السياسية حسب رغبات الغرب، الذي يجيرها كما يحلو له، تحت شعار "من أجل مصلحة الشعب"، حتى لو كان ذلك بقتل الناس في وضح النهار! يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ﴾.


أما النظام الذي أرسله لنا اللهُ سبحانه وتعالى، خالق الكون والإنسان والحياة، فإنه يحوي الحلول الكاملة والشاملة لكافّة مشكلات البشر، قال جلّ وعلا: ﴿وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾.


لقد حدد الإسلام آلية محددة لانتخاب الخليفة من قبل الأمة في الدولة الإسلامية. ويتوجب علينا أن نتبنى الإسلام نظاماً وحيداً من الله سبحانه وتعالى، نظاماً يضمن لنا حل مشكلاتنا.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد حسن الريان
عضو حزب التحرير في بنغلاديش

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع