السبت، 21 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/23م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مقالة اليوم العالمي لإلغاء الرق والعبودية

بسم الله الرحمن الرحيم


يصادف اليوم بتاريخ 12/2 من كل عام اليوم العالمي لإلغاء الرق والعبودية والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل ألغيت العبودية والرق أم تحولت إلى شكل ومظهر آخر؟!


نعم لقد تحول مظهر الرق والعبودية بوجود النظام الرأسمالي إلى شكل منمق يلبس ثوب الحرية الشخصية، وإليكم هذه الحقائق الموجعة بالأرقام: يقدر مقدار ما يدر من أرباح استغلال الفتيات والأطفال جنسياً 28 مليار دولار سنوياً، وأرباح العمالة الإجبارية 32 مليار دولار، وتؤكد منظمة حقوق الإنسان أن 98% من ضحايا الاستغلال التجاري والإجباري للجنس هم من النساء والأطفال، ويتعرض حوالي 3 مليون إنسان في العالم للاتجار بينهم 1.2 مليون طفل، وتشير التقديرات أن الاتجار بالأطفال يجري بمعدل طفلين كل دقيقة ويكون شكل الاستعباد بإغراء الفتيات بوظيفة في إحدى الدول الغنية عن طريق الإعلانات في الصحف بمرتبات مغرية، وعند وصول الضحية إلى البلد المنشود تتفاجأ بسلبها كافة أغراضها من جواز سفر وبطاقات تحقيق الشخصية، وتمنع من الاتصال بالعالم الخارجي، ومن ثم تقوم بالدعارة رغماً عنها وإن رفضت تتعرض للضرب والتشويه وأحيانا القتل.


ويلجئون أيضا إلى أسلوب الخطف في البلاد التي تكون فيه الحروب والكوارث من قبل عصابات تهربهن خارج البلاد وتبيعهن في أسواق الدعارة..


ولقد تبين أن انتشار مفهوم الحرية الجنسية في الغرب أدى إلى تجارة الرقيق في العالم، ويعترف مسؤولون غربيون بالأبعاد الخفية للمشكلة، ويؤكد (سام بروان باك) السيناتور الأمريكي عن ولاية (اركنسو) أن تجارة الرقيق هي ثالث تجارة مشروعة من حيث الدخل الذي تدره على أمريكا اليوم بعد المخدرات وتجارة السلاح، وأيضا مما اعترف به السيناتور أن هيلاري كلينتون زوجة الرئيس الأمريكي السابق تزعمت حملة لإباحة الرقيق ما دامت تتم دون إكراه رغم علمها أن هذا يتنافى مع فطرة المرأة، وقد كشفت الأمم المتحدة واتحاد هلسنكي الدولي أنه يتم إجبار 75000 امرأة برازيلية على العمل في الدعارة في بلدان الاتحاد الأوروبي.


أما في دولة يهود فقد أفاد تقرير أن حجم الاتجار بالنساء فيها يبلغ قرابة مليار شيكل سنوياً وأن عضو الكنيست (زهافا جعلون) صرح أنه جرى خلال السنوات الماضية تهريب 3000 إلى 5000 امرأة من خارج كيانهم بهدف تشغيلهن بالدعارة. وأشار تقرير دولي نشر مؤخرا إلى نمو تجارة الجنس في مناطق النزاعات الدولية التي تساهم الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام في حل مشكلاتها، فقد صدر مؤخراً تقريرا لمنظمة العفو الدولية يفيد أن تجارة الجنس وشبكات البغاء نشطت في كوسوفو بعد دخول الأمم المتحدة إليها، ويؤكد التقرير تورط مسئولين في الأمم المتحدة في جعل كوسوفو سوقا عالمية للبغاء والاتجار بالرقيق الأبيض، حيث يتم تهريب النساء من عدد من دول أوروبا الشرقية. وتقدر منظمة العمل الدولية أن أرباح استغلال الفتيات والأطفال جنسياَ يبلغ 28 مليار دولار سنوياً.


وكذلك فإن الدعارة موجودة في أي بلد توجد فيه قواعد عسكرية أمريكية مثل فيتنام وكوريا واليابان والعراق والفلبين وتايلاند، وكذلك في أفغانستان ذلك البلد المحافظ والإسلامي ومن خلال الاحتلال وجب على الدولة المضيفة أن توفر الرفاهية للجندي الأمريكي من خلال خطف الفتيات الصغيرات وإجبارهن على البغاء.


هذا ما قدمته الرأسمالية ومنطق الربح المادي بغض النظر عن نوعية هذه التجارة الخالية حتى من الإنسانية التي تتشدق بها وتحملها كشعار تخدع به ملايين الناس الذين يرون في هذه الأنظمة الحرية والرفاهية واحترام الإنسان.. والتي ما هي إلا فقاعات في الهواء فارغة خالية من أي معنى ويجعل لها يوماً تحتفل فيه هذه الأمم البائسة.


وأما من منظور الإسلام الذي رفع من شأن الإنسان امرأة وطفلاً ورجلاً وجعل التعرض له ولحياته كبيرة من الكبائر يلزم لها إقامة الحدود ولو حتى بالكلام وخاصة النساء، وأيضا جعل عتق الرقاب كفارة اليمين والظهار، وساوى بين جميع المسلمين وجعل التفاضل فقط بالتقوى، قال عليه الصلاة والسلام: «لا فضل لعربي على أعجمي ولا أسود على أبيض إلا بالتقوى» وبالإسلام اعتق بلال الحبشي وأصبح سيدنا بلال.


ويمكن تلخيص خطة الإسلام الحكيمة في معالجة هذه المشكلة الإنسانيّة على النحو التالي: فقد سد الإسلام منابع الرق وحرّمه سوى سبي الحرب، ووسّع مصارف العتق، وصان حقوق الرقيق بعد الإعتاق.


وجاء الرسول يحثّ المسلمين على عتق العبيد وتحريرهم، ففي الأثر عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكل عضو منه عضواً في النار، حتى يعتق فرجه بفرجه». رواه مسلم.


ولم يكتف الرسول صلى الله عليه وسلم بالحث على عتق الأرقاء بل كان عليه الصلاة والسلام قدوة في العتق، حيث أدى عن جويريّة بنت الحارث ما كوتبت عليه وتزوّجها، فلما سمع المسلمون بزواجه منها أعتقوا ما بأيديهم من السبي وقالوا: أصهار رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعتق بسببها مائة أهل بيت من بني المصطلق.


وأحصى صاحب التراتيب الإدارية ما أعتق رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه من الأرقاء، من غير عتقاء أبي بكر الصديق، واحداً وثلاثين ألفاً وثلاثمائة واثنين وعشرين عبداً قد حرروا في صدر الإسلام.


هذا هو الإسلام وهذه هي الرأسمالية وفصل الدين عن الحياة وما جره على العالم من مآسٍ وظلم وقهر وعذاب..

 

 

 

كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأخت أم الحارث

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع