السبت، 28 محرّم 1446هـ| 2024/08/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق ثلاثة مليارات دولار من السعودية للجيش اللبناني من أجل ماذا

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس أن المملكة السعودية قررت منح الجيش اللبناني مساعدات عسكرية بقيمة ثلاثة مليارات دولار، على أن تدفع المملكة هذا المبلغ لفرنسا التي تسلم بدورها الجيش اللبناني المعدات التي يطلبها مقابل هذا المبلغ.

 

التعليق:


لقد جاء إعلان سليمان لهذه المبادرة السعودية مترافقًا مع تطورات خطيرة في لبنان. فيوم الجمعة الفائت جرت عملية اغتيال جديدة طالت سياسيًّا محسوبًا على تيار المستقبل وقوى الرابع عشر من آذار، ليكون ضحية جديدة من ضحايا مسلسل الاغتيالات السياسية الذي بدأ سنة 2004 مع محاولة اغتيال السياسي اللبناني العريق مروان حمادة، وكان أشهر الشخصيات التي استهدفها هذا المسلسل رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري.


وعملية الاغتيال هذه تزامنت أيضًا مع إعلان رئيس الجمهورية أنه سيعمد مع رئيس الوزراء المكلف تمام سلام إلى تشكيل الحكومة التي تأخر تشكيلها ما يزيد على تسعة أشهر منذ تكليف سلام، وبات معروفًا أن الحكومة التي سيشكلها هي حكومة حيادية لا تتضمن وزراء تابعين لأي من فريقي الثامن والرابع عشر من آذار، الأمر الذي أعلن حزب إيران رفضه رفضًا باتًّا، بل وهدّد من يسير فيه بالويل والثبور... وبتقطيع الأيدي.


وعليه نستنتج باختصار ما يلي:


1- حين يكون ميشال سليمان متناغمًا مع المبادرة السعودية فهذا يشير بوضوح إلى أن هذه المبادرة ليست في مواجهة السياسة الأميركية، بل هي بتوجيه منها، لأن سليمان لا يتخطى التوجيهات الأميركية، ما يعني أن أميركا تحاول امتصاص غضب السعودية في لبنان، من خلال إعطائها دورًا ما في القرار السياسي فيه. وفي الوقت نفسه تحاول إلهاءها عن الميدان السوري الذي تضع فيه العصي في عجلة السياسة الأميركية.


2- إنْ عمد سليمان وسلام إلى تشكيل الحكومة التي أشرنا إليها فإن هذا سوف يعني أن الولايات المتحدة لا تريد لإيران وحزبها أن يستفردا مائة في المائة بلبنان. إذ سوف يخسر حزب إيران الحكومة التي يمسك من خلالها بالسلطة كاملةً، وهذا ما يفسّر حالة الانفعال التي تعتري هؤلاء في الأسابيع الأخيرة، وبخاصة منذ زيارة سليمان إلى الرياض بعد زيارة كيري لها مباشرة. وقد كان واضحًا أن زيارة سليمان أتت تكملة لزيارة كيري للرياض.


3- إن الصورة التي التصقت بالجيش منذ سنوات من أنه أداة بيد حزب إيران جعلته عاجزًا إلى حد كبير عن القيام بالمهمة التي أوكلت إليه، ألا وهي السيطرة على الشارع المناصر لثورة الشام، أي التيار الإسلامي الذي يعلن ولاءه للأمة في مواجهة حلف الأقليات بزعامة إيران. والآن من شأن الصورة الجديدة التي يُراد للجيش أن يظهر فيها، وطنيًّا وصديقًا للسعودية التي دعمته، أن تُسهِّل له هذه المهمة، ولا سيما مع الغطاء الذي سيحظى به من جماعة السعودية الذين يزعمون تمثيل الشارع (السني). وبالطبع لطالما كانت هذه هي الوظيفة الأساسية للجيش في نظر الولايات المتحدة، تحت عنوان محاربة الإرهاب.


تعددت "السيناريوهات" للمنطقة ودولها في السنوات الأخيرة، إلا أن الثابت في هذه السيناريوهات جميعًا أن العدو اللدود لجميع اللاعبين الدوليين والإقليميين هو الإسلام والمشروع السياسي الإسلامي، مشروع دولة الخلافة، الذي ارتفعت تباشيره مع تبلور الهوية الإسلامية لثورة الشام، ومع انزلاق الأوراق الشامية من أيدي هؤلاء جميعًا إلى أرض الثورة المباركة.


فيا أرض الشام السخية: أنبتي شجرتك الطيبة، عساها تشمخ في سماء هذه الأمة عما قريب، وتؤتي أكلها بعد حين بإذن ربها، ليثبّت الله تعالى برسوخها الذين آمنوا في الحياة الدنيا، ثم في الآخرة.


﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أحمد القصص
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية لبنان

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع