الجمعة، 27 محرّم 1446هـ| 2024/08/02م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق مؤتمر ميونيخ للأمن ألمانيا تعلن عن سعيها لدور رئيسي في السياسة العالمية

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


دويتشه فيليه (2014/2/1): أكد وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير استعداد بلاده للعب دور أكبر في إدارة الأزمات في جميع مناطق العالم. وقال شتاينماير، في الخطاب الذي ألقاه بافتتاح اليوم الثاني من أعمال مؤتمر ميونيخ للأمن: "ألمانيا أكبر من أن تقف فقط على الهامش لتعلق على أحداث السياسة الدولية".


وتابع شتاينماير: "يجب على ألمانيا أن تكون مستعدة للتدخل في السياسة الخارجية بحزم وموضوعية".


وأعلن وزير الخارجية الألماني أن حكومة بلاده مستعدة كي تكون المبادر الأول لرسم سياسة أوروبية أمنية ودفاعية مشتركة، مشدداً على أن التدخلات العسكرية ستبقى دائماً بالنسبة للحكومة الألمانية آخر الحلول".


وكان الرئيس الألماني يواخيم غاوك في كلمته الافتتاحية للمؤتمر قد دعا بلاده للمشاركة بشكل أكبر في السياسة الدولية والمشاركة في حل الأزمات التي تشهدها العديد من مناطق العالم، وأضاف غاوك: "يمكن استمرار الاعتماد بشكل أقوى على خبرات ألمانيا في تأمين حقوق الإنسان، ودولة سيادة القانون، وذلك ضمن الأطر التنظيمية المنبثقة عن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي ومنظمة الأمم المتحدة". (دويتشه فيليه (1\2\2014))


التعليق:


يبدو أن قادة ألمانيا قد بدأوا حملة لجس النبض حول إمكانية اضطلاع ألمانيا بدور أساسي وتفصيلي في القضايا الدولية، فعلى الرغم من إشراك ألمانيا في اجتماعات الدول الخمس الكبرى دائمة العضوية في مجلس الأمن خارج مجلس الأمن في اجتماعات (5+1)، إلا أن هذا لا يعني أن لألمانيا دورا حقيقيا في القضايا الدولية، ففي الأزمة السورية أدارت أميركا ظهرها لأوروبا وأدارت الأزمة بشكل ثنائي مع روسيا، كما أن قضية التجسس على الألمان وبخاصة التجسس على مكالمات ميركل من قبل أميركا، أظهر أنه لا يمكن الاعتماد على الشراكة مع أميركا، وأن أميركا تتوجس من أوروبا بشكل عام، وتتعامل معها كمنافس محتمل.


وألمانيا تجد نفسها قوة اقتصادية ضخمة فهي رابع أكبر اقتصاد في العالم والدور العالمي الذي تقوم به لا يتناسب مع واقعها، ففي كلمتها في المؤتمر قالت وزيرة الدفاع الألمانية (أورسولا فون دير لين) "اللامبالاة ليست خيارا لألمانيا، كاقتصاد رئيسي وكبلد له ثقله لدينا اهتمام قوي بالسلام والاستقرار العالمي، وبناء على هذه الحقائق فإن الحكومة الاتحادية مستعدة لتعزيز مسئوليتنا الدولية، لذلك نحن على استعداد لدعم التخلص مما تبقى من الأسلحة الكيماوية في سوريا، ونحن على استعداد لتعزيز مساهمتنا في الجهود في مالي، ونحن على استعداد لدعم المهمة القادمة للاتحاد الأوروبي في جمهورية أفريقيا الوسطى، إذا استدعى الأمر ذلك" (الكلمة منشورة باللغة الإنجليزية في موقع المؤتمر الإلكتروني). كما أشارت في كلمتها إلى ضرورة السير في إنشاء قوة أوروبية مشتركة، وتقول "إنني أشعر أننا أضعنا الوقت بالتركيز على جيوشنا الوطنية بدلا من التركيز على القوات الأوروبية".


وفي مقابلة مع نوربرت رتغن رئيس لجنة الشئون الخارجية في البرلمان الألماني قال "إن النبرة الجديدة نبعت بالتزامن مع حوادث متعددة تهزك لتستيقظ..." ويذكر رتغن "الحرب في سوريا والصراع في أوكرانيا وحادثة التجسس على ميركل...".


وبالرغم من هذه التصريحات المتناغمة من قبل القادة الألمان إلا أنهم يدركون أن أوروبا في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها والضعف العام الذي هي عليه لا يمكن أن تكون بديلا بالنسبة لألمانيا عن الشراكة مع أميركا في الوقت الحالي، فكانت كلمات هؤلاء القادة تستدرك في كل مرة بأن هذا لا يعني التنصل من حلف الناتو والشراكة مع أميركا.


ولم يفت جون كيري وزير خارجية أميركا في كلمته في المؤتمر أن يبتدئ مقدمة كلامه بتذكير أوروبا وبخاصة ألمانيا بفضل أميركا عليها في مشروع مارشال، فيتحدث عن سيره في شارع كورفورستاندام في برلين وهو صغير ويشاهد لافتة على مبنى مكتوب عليها "تم إعادة بناء هذا المبني بمساعدة من خطة مارشال". ويقول "إن أميركا بحاجة لأوروبا قوية وأوروبا بحاجة لالتزام وشراكة أميركا".


ولا أجد تعليقا على هذا الصراع بين دول الكفر المستعمرة أصدق من قوله سبحانه وتعالى:﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْقِلُونَ﴾ [سورة الحشر: 14]، ونقول لهم بأن الأمن والسلم في العالم ليس بحاجة لمزيد من الطامعين الكفار المستعمرين، الذين يتسابقون لمص دماء الشعوب ونهب خيرات العالم، بل إن العالم أحوج ما يكون لدولة الرحمة والعدل والإحسان دولة تحمل مبدأ منزّلا من عند خالق الكون والإنسان والحياة، تنشر الخير وتفرض العدل وتأخذ للضعيف حقه من القوي، ولا يمكن للعالم أن يتخلص من شرور تلك الدول الآثمة إلا بعودة المسلمين إلى التأثير في السياسة الدولية من خلال دولة الخلافة الإسلامية فهي وحدها التي استطاعت أن تحافظ على السلم والأمن في العالم، ولم يتعرض الأمن في العالم للخطر إلا بعد صعود نجم ألمانيا وفرنسا وبريطانيا ثم أميركا التي ورثت النهم الاستعماري من هذه الدول.


نسأل الله سبحانه أن يمنّ علينا بقيام دولة الخلافة الإسلامية لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عبد الله المحمود

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع