معالم الإيمان المستنير م4 ح4 إثبات وجود الخالق
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها المسلمون:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
أيها المؤمنون:
روي أن النبي صلى الله عليه وسلم أنشد عنده قول الأعرابي هذا:
وحي ذوي الأضغان تسب قلوبهم تحيتك الحسنى فقــد يرقع النعل
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن من الشعر لحكمة، وإن من البيان لسحرا". أدعوكم لتأمل المعاني الجميلة في هذه الرائعة الشعرية للشاعر: إبراهيم علي بدوي من السودان, والقصيدة بعنوان: "بك أستجير": سأكتفي بقراءتها على مسامعكم؛ لأنها واضحة تمام الوضوح:
بـك أستجير ومـن يجـير ســواكا؟ فأجر ضعيفا يحتمــي بحمـاكا
إني ضعيــف أستعــين على قـوى ذنبـي ومعصيتي ببعض قواكا
أذنبـت يـا ربــي وآذتني ذنــوب مـالهـا مــن غافر إلاكـا
دنياي غرتني وعفوك غرني مــا حيلتي في هـذه أو ذاكا؟
لـو أن قلبــي شــك لم يك مؤمنــا بكريـم عفـوك ما غوى وعصاكــا
يا مدرك الأبصــار والأبصــار لا تــدري له ولكنهه إدراكــا
أتراك عـين والعيون لهـا مــدى مـا جاوزتــه ولا مـدى لمداكا
إن لم تكن عيني تــراك فإنني فـي كــل شـيء أستبين علاكــا
يــا منبت الأزهار عاطرة الشذا هـذا الشذا الفواح نفح شذاكا
يا مرســل الأطيــار تصدح في الربا صـدحاتها إلهــام حمــد عطاكا
يا مجري الأنهـار : مــا جريانهــا إلا انفعالة قطــرة لنـداكا
ربـاه هأنــذا خلصــت من الهوى واستقبل القلـب الخـلـي هواكا
وتركـت أنســي بالحيـاة ولهوها ولقيـت كــل الأنس في نجواكــا
ونسيت حبــي واعتزلت أحبتـي ونسيت نفسي خوف أن أنساكــا
ذقت الهـوى مـرا ولــم أذق الهوى يا رب حلوا قبــل أن أهــواكا
أنـا كنــت يا ربي أسـير غشــاوة رانت على قلبـي فضـل ســناكا
واليوم يا ربي مسحت غشاوتـي وبــدأت بالقلــب البصــير أراكا
يــا غافــر الذنب العظيم وقابلا للتــوب: قلـب تائــب ناجاكا
أتــرده وترد صـادق توبتــي حاشاك ترفض تائبا حاشـاكا
يا رب جئتك نادما أبكـي على ما قدمتـه يـداي لا أتبــاكى
أنـا لست أخشى من لقاء جهنم وعذابها لكنـني أخشاكا
أخشى من العرض الرهيب عليك يا ربي وأخشى منك إذ ألقاكــا
يــا رب عدت إلى رحابـك تائبــا مستسلــما مستمسكـا بعراكـا
مالي وما للأغنيـاء وأنت يا رب الغني ولا يحد غناكـا
مالـي وما للأقوياء وأنت يا ربي ورب النـاس ما أقواكــا
مــالي وأبــواب الملوك وأنت من خلـق الملـوك وقسم الأملاكـا
إني أويـت لكل مــأوى في الحياة فمــا رأيت أعز من مـأواكا
وتلمست نفسي السبيل إلى النجـاة فلم تجد منــجى سـوى منجاكــا
وبحثت عــن سر السعــادة جاهدا فوجدت هـذا السـر في تقواكــا
فليرض عني الناس أو فليسخطـوا أنا لم أعـد أسعى لغـير رضاكـا
أدعوك يا ربي لتغـفر حوبتي وتعيننـي وتمدنـي بهداكا
فاقبل دعائي واستجــب لرجاوتـي ما خاب يومـا من دعــا ورجاكا
يـا رب صــار العلــم كفـرا عندما سخـرت يــا ربــي لــه دنياكــا
علمتــه من علمك النووي مـا علمتـه فإذا بـه عاداكا
مـا كــاد يطلق للعلا صاروخــه حتــى أشـاح بوجهـه وقلاكـا
واغتر حتى ظن أن الكـون في يمنــى بنـي الانسان لا يمناكــا
وما درى الإنسان أن جميــع ما وصلت إليه يداه مـن نعمـاكا
أو ما درى الإنسان أنك لو أردت لظلــت الـذرات في مخباكــا
لو شئت ياربي هــوى صاروخه أو لو أردت لما أستطاع حراكا
يا أيها الإنسان مهـلا وائــتــئـد واشكر لربــك فضل ما أولاكـا
واسجـد لمولاك القديــر فإنما مستحدثات العلم مـن مولاكا
الله مازك دون ســائر خلقه وبنعمـة العقـل البصير حباكا
أفـإن هــداك بعلمـه لعجيبــة تـزور عنه وينثني عطفاكــا
إن النـواة ولكتـرنـاتها التي تجري يـراها الله حين يراكـا
ما كنت تقــوى أن تفتــت ذرة منهـن لـولا الله الــذي سواكا
كل العجائب صنعة العقــل الذي هو صنعــة الله الذي سواكا
والعقل ليــس بمــدرك شيئا إذا ما الله لـم يكتب لـه الإدراكـا
نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, نشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.