الأحد، 22 محرّم 1446هـ| 2024/07/28م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مع القرآن الكريم العزة لله

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قال اللّه سبحانه: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا } النساء 138،139.

إنَّ من الآفات الخطيرة أن ينتشر النفاق في المجتمع، والأشد خطراً أن يصاحب هذا النفاق الولاء للكفار. وكلما علا مركز صاحب النفاق والولاء كان الخطر القاتل الذي إن سكتت عليه الأمة أصابتها الويلات والمصائب.

وفي هذه الآيات البينات يبين الله سبحانه ما أُعِدََِّ للمنافقين من عذاب أليم، وما هم صائرون إليه من ذل وصغار يصيبهم من أوليائهم بدل أن ينالوا العزة التي يظنونها عندهم، فتصبح أمنياتهم حسرات تصيبهم بما صنعوا لو كانوا يفقهون:

     1 -  يقول سبحانه في الآية الأولى: { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ }  وهي للتبكيت وزيادة في الإهانة للمنافقين، فإنّ البشرى هي الخبر السار المفرح لمن يبشر به، فإذا تليت في موضع الإخبار بوقوع الشر للمخاطب كانت للإهانة وزيادة التبكيت وهي قوية للدلالة على المصير الأسود للمنافق، فإنّ الله سبحانه قد أعد له عذاباً أليماً شديد الإيلام { بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا }   وهو جهنم وبئس المصير.

     2 -  ثم يبين الله سبحانه صفة المنافقين وواقع حالهم فهم يوالون الكفار ويتخذونهم أولياء لهم ظناً منهم أن العزَّة عند هؤلاء الأولياء وأنهم مصيّروها لهم، متوهمين قدرة الكفار على ذلك، وحقيقة الأمر أنهم لا يستطيعونها بل يزيدون أعوانهم ذلة فوق ذلة عدا أن يستنفذوا أغراضهم منهم، ويستخدمونهم لتحقيق مصالحهم ثم يلفظونهم بعد ذلك كما تلفظ النواة وكتاب الله ينطق بحالهم: { مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاء كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ..... } العنكبوت 41 كما أن الوقائع الجارية تنطق بذلك فكم من حاكم عميل للكفار ارتمى في أحضانهم وخان أمته فلما انتهى دوره لم يجد له مكاناً يؤويه لا في بلده ولا في بلاد من خدمهم وتفانى في الولاء لهم حتى إن الحصول على مكان يؤوي جثته كان أمراً شاقاً على من بقي من أسرته.

     3 -  إن الله سبحانه يبين في آخر الآية أن العزة لله جميعاً وأنها لا ولن تكون للكفار، فمهما طغوْا وبغوْا فهم عند الله وعند عباد الله المؤمنين، أذلة مهانون { أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ }  هذا استفهام استنكاري أي كيف يطلبون العزة ممن ليست عندهم عزة، وهذا استفهام استنكاري للتقريع { فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا } وهي آية غاية في الإحكام فهي تأكيد وحصر وتعميم فلم تبق للكفار أي جزء من العزّة الحقيقية مهما قل هذا الجزء، بل هي لله سبحانه خالصة كاملة تامة غير منقوصة يسبغها على من ارتضى من عباده، عزة حقيقية توصل صاحبها إلى الفوز في الدنيا الجنة في الآخرة. لا عزة في ظاهرها وذلة في حقيقتها توصل صاحبها إلى الشقاء في الدنيا والجحيم في الآخرة.

إن من ابتغى العزة عند غير الله ذل، فالإسلام هو العز والإسلام هو الحق وهو الذي يرفع الناس من دركات الذل إلى درجات العز.

نسأله سبحانه العزة بالإسلام والقوة بالإسلام والنصر بالإسلام وأن يمكنن لنا ديننا الذي ارتضى لنا، وأن يستخلفنا في الأرض ويبدلنا من بعد خوفنا أمناً. إنه سبحانه المولى ونعم النصير.

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع