الخميس، 26 محرّم 1446هـ| 2024/08/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق اعتقال معظّم بيغ محاولة لإسكات المسلمين في بريطانيا (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


استيقظنا قبل بضعة أيام على خبر اعتقال معظّم بيغ وانتشر الخبر انتشارَ النار في الهشيم بين المسلمين، وسرعان ما أصبح في الصفحة الأولى للبي بي سي ووسائل الإعلام الأخرى. وهو شخصية إسلامية مشهورة ليس في بريطانيا فقط بل على الصعيد العالمي أيضا، مما استدعى اهتمام وسائل إعلام عالمية في وقت لاحق من اليوم نفسه، وقد دعتني محطّة إذاعية من جنوب أفريقيا لإجراء مقابلة حول الاعتقال.

 

التعليق:


إن اختيار اعتقال مثل هذا الناشط المعروف بدعمه للثورة السورية والسعي إلى تصويره كاعتقال "إرهابي" آخر، كان من المفترض أن يغلق باب النقاش حول سبب اعتقال الحكومة البريطانية لبعض المسلمين الذين يعتزمون السفر إلى سوريا أو العائدون منها والحد من التعاطف معهم. قبل سنوات، اعتقل معظّم في غوانتانامو وأطلق سراحه بدون أية تهمة، وسرعان ما نجح في رفع دعوى قضائية ضدّ الحكومة البريطانية بتهمة التواطؤ في إساءة معاملة مسلمي بريطانيا في الخارج. وعند عودته إلى بريطانيا، قام بحملات متواصلة ضد تجريم الحكومة للمسلمين تحت غطاء مكافحة "الإرهاب" وقام بعرض تواطؤها وتآمرها في عمليات تهجير وتعذيب في أجزاء مختلفة من العالم. في الواقع، قيل أن اعتقاله جاء على خلفية الحملات التي يقوم بها، وقد كان بيغ على وشك نشر تقرير يسلط الضوء على تواطؤ الحكومة البريطانية في جرائم تعذيب في سوريا. وقبل بضعة أسابيع، قام وزير الداخلية بسحب جواز سفره علنا، في ما يبدو محاولة لتركيعه. إن اعتقاله الأخير يحمل كل علامات الاعتقال الذي يُبطن دوافع سياسية تهدف إلى ترويع المسلمين في بريطانيا ككل.


وتبع اعتقاله عدة اعتقالات أخرى لمسلمين رجالا ونساء عادوا من سوريا لمساعدة الأمة هناك. وترتب عنها تصريحات علنية من قبل كبار المسؤولين في الحكومة بأن أي شخص يذهب إلى سوريا لأي سبب من الأسباب يجب أن يتوقع إمكانية اعتقاله إثر عودته. إن تدفق المسلمين في بريطانيا لرؤية مأساة السوريين أمر مذهل، ما شاء الله. العديد من القوافل الخيرية المحملة بالمساعدات تغادر إلى سوريا كل أسبوع تقريبا. وقد جمعت ملايين لا تحصى من الجنيهات الإسترلينية كما حضر العديد من المسلمين مظاهرات مواصلين حملتهم وعملهم من أجل إزالة نظام الأسد.


وبتنامي هذه المشاعر الإسلامية، وارتفاع الأصوات ضد الأسد في سوريا تعبيرا عن مشاعرهم الإسلامية وتطلعاتهم لمستقبل في ظل حكم إسلامي، قامت الحكومة البريطانية بوصف دعم الثورة السورية بـ"الإرهاب" وقد حاولت خلق جو من الخوف لردع المسلمين من التعبير عن دعمهم لقضايا مثل القضية السورية أو تحرير فلسطين أو كشمير. وأحد أسباب الاعتقالات الأخيرة كان عزل أفراد من المسلمين مع ما تبقى من صمت أو خوف أو أشياء أخرى. وهذا أمر خطير، لأنه يمهد لاعتقال المسلمين الواحد تلو الآخر.


وبغض النظر عن الحملات الإعلامية والجماعية ضد هذه الاعتقالات التعسفية وحث المسلمين على تحدي هذه الموجة من الاعتقالات، والاستمرار في دعم الأمة في سوريا وأفريقيا الوسطى وفي كل مكان، تذكرت مؤخرا عنصرا آخر يجب أن نذكّر أنفسنا وجماعتنا به من أجل مواجهة هذا المناخ من الخوف؛ وهو التقرب إلى الله سبحانه وتعالى، والتدبّر والتفكر في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة حيث تم اضطهاده وظلمه لمجرد أفكاره. فإن تذكُّر هذه الأمور يساعدنا على وضع موقفنا في السياق، يذكّرنا أن المؤمن يجب أن يتوقع الابتلاء وتعطينا الشجاعة للصمود ولتحقيق أوامر الله بالوقوف ضد الظلم خشية له وحده سبحانه وتعالى.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
تاجي مصطفى
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع