الخميس، 26 محرّم 1446هـ| 2024/08/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق هل تعجز روسيا في أوكرانيا وتهيمن في سوريا (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


حذرت القيادة الأوكرانية الجديدة من مؤشرات خطيرة عن توجه لتقسيم البلاد عقب الإطاحة بالرئيس فيكتور يانوكوفيتش. وبينما فتح باب الترشح اليوم للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 25 مايو/أيار القادم، طلب البرلمان الأوكراني محاكمة يانوكوفيتش أمام المحكمة الجنائية الدولية.


وقال الرئيس الأوكراني المؤقت أليكسندر تورتشينوف إنه سيلتقي قريبا مع قادة الأجهزة الأمنية لبحث ما سماها إشارات خطيرة نحو تقسيم البلاد والانشقاق في بعض المناطق الأوكرانية.


وقد عبرت وزارة الخارجية الروسية أمس عن انزعاجها من قرار اتخذ في الأيام الماضية يقضي بإلغاء اعتبار الروسية اللغة الرسمية الثانية في بعض المناطق.
وفي سباق المواقف الدبلوماسية بخصوص التطورات في أوكرانيا، أكدت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون دعم الاتحاد لكييف والنهج الذي اختاره الشعب، وتفهمه في الوقت ذاته لخصوصية العلاقة بين أوكرانيا وروسيا.

 

التعليق:


تعتبر أوكرانيا منطقة نفوذ روسية وفناء بيت للكرملين؛ وذلك لأسباب عدة من أهمها: أن المناطق الشرقية بأوكرانيا تعد معقلا للناطقين باللغة الروسية والمؤيدين لموسكو، ناهيك عن الأسباب التاريخية والجغرافية والاستراتيجية والاقتصادية وغيرها من الأسباب، أي أن روسيا تعتبر أن مستقبل أوكرانيا وحاضرها مرتبط ارتباطا وثيقا بأمنها القومي، ولهذا كانت دوما تدعم النظام الحاكم متمثلا بالرئيس المخلوع، حفاظا على مصالحها الحيوية.


ومع هذا كله فقد ظهر الضعف الروسي جليا في تعاملها مع أحداث أوكرانيا، ومحاولاتها البائسة للمطالبة بالحلول السياسية والهدن والتفاوض كبديل عن خلع الرئيس وملاحقته واجتثاث حكمه.


لقد ظهرت علامات النفاق السياسي الغربي بكل وضوح في تعاطيها بشكل سريع بل صاروخي لدعم الثائرين في أوكرانيا بالمواقف السياسية المنددة بالنظام السابق والمؤيدة للتغيير، مما يعبر عن حقيقة السياسات الخارجية الغربية وعلى رأسها الأمريكية، التي لا تنظر إلا بمنظار المصلحة والهيمنة والاستعمار، دونما حسيب أو رقيب أو حقوق إنسان أو غيره من أكاذيب الساسة الغربيين.


وقد برهنت الأحداث في أوكرانيا أيضا على حقيقة الدور المنوط بالمؤسسات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة، التي تسير سير السلحفاة تارة وبسرعة الصاروخ تارة أخرى، بما يتناسق مع مصالح أمريكا تحديدا، وهي راعية النظام الدولي الغاشم، حيث إن الأمم المتحدة وعلى لسان رئيسها عبرت عن رضاها عما حدث من تغيير في السلطة الحاكمة خلال ساعات من حدوث الانقلاب.


إن الشاهد في تناول هذا الخبر هو تبيان الحجم الحقيقي لروسيا في السياسات الدولية، فبالرغم من أنها دولة إقليمية كبرى، ولها وزنها الإقليمي إلا أن ذلك لم يسعفها في الدفاع عن حليفها في الحكم في أوكرانيا إلى الآن، وظهرت مكبلة مهزوزة الإرادة لا حول لها ولا قوة، فكيف إذن يمكنها أن تظهر بمظهر العملاق السياسي في ملفات أخرى تقع في دائرة النفوذ الغربي والأمريكي تحديدا كما هي الحال في الملف السوري، والملف النووي الإيراني، بل وآخرها ملف السيسي ودعمه السياسي الصوري بما يذكرنا بأيام المقبور عبد الناصر!!!


لقد أظهرت أحداث أوكرانيا حقيقة الضعف الروسي في التأثير في فناء بيتها في هذا الملف، فكيف يريدون إقناع العالم بقوة تأثيرها في أماكن النفوذ الغربي والأمريكي كسوريا وإيران ومصر!! فأمريكا المجرمة هي الراعي الحقيقي لنظام الأسد ونظام ملالي طهران والنظام المصري، وعملت على إظهار روسيا في مقدمة الدول الفاعلة بهذه الملفات، وهي في الحقيقة تتمترس خلفها وتعطيها الضوء الأخضر للبروز كفاعل حقيقي وعقبة في وجه التغيير، وهو محض كذب وافتراء وتضليل سياسي.


لقد آن أوان سقوط الامبراطوريات العفنة وعلى رأسها امبراطورية الشر أمريكا، وسيكون هذا القرن بإذن الله، خالصا للإسلام ليعم جنبات القارات الخمس، وستكون هزيمتهم بعقر دار الإسلام بالشام إن شاء الله.


﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو باسل

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع