الخميس، 26 محرّم 1446هـ| 2024/08/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الملك وأوهام الأوطان البديلة

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


في 2014/2/24 نشرت وكالة بترا الأردنية تصريحات لملك الأردن عبد الله الثاني قال فيها: "إنه مع كل جهد جدي في عملية السلام يعود الحديث عن وهم ما يسمى بالوطن البديل". وقال: "أن الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين، ولا شيء غير ذلك، متسائلا إلى متى سيستمر هذا الحديث؟ واصفا مجموعة من الناس لم يسمها منذ 15 عاما تقوم بالترويج لفكرة الوطن البديل ووصف ذلك بأنه فتنة وأنه تشويش لا غير".

 

التعليق:


نقول للملك أن مفهوم الوطن من أساسه باطل، وبقاءه وهم، وهو عبارة عن تشويش على مفهوم دار الإسلام، وأما السلام مع يهود فهو أكثر وهما، ونثبت ذلك بتبيان الحقائق التالية:


1- إن مفهوم الوطن غير موجود في لغة الأمة ولا في ثقافتها. فهذا المفهوم غربي ويعني أن شعبا معينا مستقلا يعيش في أرض محددة تديره حكومة خاصة به. وقد حاول الغرب أن ينشر هذا المفهوم بين المسلمين في القرن التاسع عشر لتمزيق دولتهم الإسلامية ولتقسيمهم في بلاد مستقلة يطلق على كل مزقة منها وطنا، وقد أوجد عملاء يروجون لهذا المفهوم كانوا أبواقا للاستعمار، أصدروا كتبا ومجلات تركز على هذا المفهوم مدلسين قولا باطلا بأن حب الوطن من الإيمان ليجعلوه من المقدسات. وقد رسمت بريطانيا وفرنسا تلك الأوطان على الورق في اتفاق سايكس بيكو، وعملتا على تنفيذه بالاحتلال المباشر لبلاد المسلمين، وقد قامتا بفرضه في مؤتمر لوزان وجعلتاه شرعيا في عصبة الأمم. وهكذا أقام المستعمرون حتى الآن 57 دولة في العالم الإسلامي على أنقاض دولة الإسلام الواحدة وأطلقوا على كل دولة اسم وطن، ورسموا لكل منها علما، وكتبوا لها نشيدا وطنيا ليتغنى به الأطفال وأمثالهم في المدارس والدوائر.


2- أما معنى الوطن في لغة الأمة فهو "منزل الإقامة ومربط البقر والغنم" كما ورد في قاموس المحيط. بينما الموجود في ثقافة الأمة فهو مفهوم دار الإسلام لا غير والذي يغاير مفهوم دار الكفر. فدار الإسلام هي البلاد التي تحكم بالإسلام وأمانها بأيدي المسلمين. فهي منزل إقامة لجميع المسلمين بلا تفريق ولمن يعيش في أمانهم وتحت سلطانهم من غيرهم، وتحيط بهذه الدار الثغور التي تواجه دار الكفر التي تحكم بأحكام الكفر أو أمانها بأيدي الكفار.


3- إن الأردن وفلسطين هما عبارة عن أرض واحدة كانت جزءا من ولاية الشام إحدى ولايات الدولة الإسلامية ضمن دار الإسلام منذ أن فتحت بلاد الشام على عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب، إلى أن جاء المستعمر الإنجليزي واحتل هذه الأرض وأقام عليها وطنا لليهود، ووطنا آخر أطلق عليه اسم الأردن ونُصّبت عليه أيها الملك بعد هلاك والدك ومن قبله جد والدك عبد الله الأول الذي توجته بريطانيا كملك على شرق الأردن في تل أبيب، لتكونوا حراسا وخداما لكيان يهود. والأمة لم تعترف بذلك، ولو اعترف به النظام الأردني وأمثاله من الأنظمة التي لا تمثل الأمة.


4- هناك مؤامرات لترسيخ كيان يهود في القسم الأكبر من فلسطين وإقامة كيان هزيل يخدم يهود ويسهر على حمايته يطلق عليه كيان فلسطين، وهو مشروع أمريكا التي تعمل على تنفيذه منذ أكثر من أربعين عاما. وهناك من ينادي بأن يبقى كيان يهود قائما على كل فلسطين وأن يكون الأردن كيانا فلسطينيا يخدم يهود بدلا من الكيان الأردني الحالي الذي يقوم بهذه المهمة. فكلا الأمرين هما عبارة عن مؤامرة على الأمة لترسيخ كيان يهود وحمايته.


5- إن كيان الأردن وكيان فلسطين وغيرهما من الكيانات في العالم الإسلامي والتي اعتبرت أوطانا بديلة عن دار الإسلام ما هي إلا أوهام ستزول. والمسلمون يشعرون بأنهم أمة واحدة يتشوقون لأن يكونوا دولة واحدة تحكمهم بأحكام دينهم وأمانهم بأيديهم، تكون دار إسلام لهم يقيمون ويرتحلون في أرجائها وبقاعها بدون حدود ولا تأشيرة دخول، وقد بدأ قسم منهم يعمل بجد لتحقيق ذلك، وهذا مؤشر خير على حيوية الأمة ونذير شؤم للكفار المستعمرين ولأتباعهم الحريصين على بقاء تلك الكيانات الهزيلة ويعيشون على وهم الأوطان.


6- أما السلام الذي تتكلم عنه أيها الملك؛ فهو يعني الإقرار بكيان يهود والاعتراف به وباغتصابه لفلسطين وعدم العمل على تحرير هذه البلاد المباركة، فهذا وهم واهن أوهم الملك نفسه به، ولم تقبله الأمة ولن تسكت عنه، ودليل ذلك ثورة سوريا المباركة التي تخيفك أيها الملك كما تخيف كيان يهود وأمريكا وبريطانيا والعالم بأسره لتدق أول مسمار في نعش سايكس بيكو وتقضي على مؤامرة إقامة الأوطان البديلة عن دار الإسلام، ولتعيد مجد الأمة وتقيم خلافتها الراشدة فتكون بلاد الشام عقر دار الإسلام وهي بشرى نبي الإسلام وقائدها إلى الأبد كما أعلنها الثائرون من أهل الشام.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع