الخميس، 26 محرّم 1446هـ| 2024/08/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الإستيلاء على الأراضي تجارة رائجة حتى بعد الإستقلال (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


نشرت صحيفة "ديلي نيشن" يوم الجمعة 28 شباط/فبراير على غلافها موضوع التدافع للاستحواذ على الأراضي في أفريقيا من قبل الدول الغنية. وذكرت أنه في خمس سنوات فقط اكتسبت الدول الغنية نحو 80 مليون هكتار من الأراضي الأفريقية وبلدان أخرى نامية. وقد أطلق الناقدون على هذه العملية اسم "العملية الكبرى للاستيلاء على الأراضي" أو نوع جديد من الاستعمار. وكشفت الصحيفة كذلك أن الأجانب لطالما كانوا يملكون أراضي في أفريقيا ولكن الجديد اليوم في هذا "التدافع الثاني على أفريقيا" هو مقياس وحجم هذا التدافع والأهم من ذلك استبعاد المجتمع المدني والجماعات المحلية من هذه العملية.

 

التعليق:


إن عملية "الاستيلاء على الأراضي" واسعة النطاق التي شهدتها أفريقيا، انطلقت بعد مؤتمر برلين قبل قرن من الزمن، حيث اجتمعت القوى الاستعمارية الأوروبية في برلين - ألمانيا لوضع استراتيجية بشأن كيفية اقتسام الأراضي الأفريقية فيما بينهم. وبعد "الاستقلال" واصل الحكّام الصوريون الذين ورثوا الأفكار الاستعمارية والمستعمرون الأوروبيون في أفريقيا عملية الاستيلاء على الأراضي. وعلى سبيل المثال، في كينيا كان الرئيس الراحل جومو كينياتا أول من استخدم مؤسسات الدولة للاستيلاء على آلاف الهكتارات من الأراضي في وسط وادي الصدع ومحافظات الساحل. وقد أدى ذلك الاستيلاء إلى اندلاع اشتباكات جديدة من أجل استعادة الأراضي، حيث إن 85% من السكان يعتمدون على الزراعة و84.4% فقط من هؤلاء يملكون أقل من 3 هكتارات. وفي عام 2003 تم تعيين 'لجنة ندونجو للأراضي' والتي كشفت في تقريرها كيف استولى السياسيون والمؤسسات والشركات على هكتارات من الأراضي العامة. ولكن هذه المشكلة لم يتم حلها، بل استخدمت كورقة انتخابية بيد السياسيين لتأجيج مشاعر الناس حول مصالحهم العامة.


وفي زيمبابوي، كذلك هي الحال أيضا، على الرغم من تظاهر 'الرئيس نصف المخبول" روبرت موغابي كبطل، وهو يستخدم قضية المستوطنين البيض كأداة للبقاء في السلطة، وحتى بعد تدمير الاقتصاد الزيمبابوي، فقد استخدم القضية نفسها للاستيلاء على الأراضي وتوزيعها فقط على أسرته والمقربين منه وليس على عامة الناس. وتشير التقديرات إلى أن أسرة موغابي تمتلك 40% من الأراضي في زيمبابوي. فمن الواضح أن الموارد الأفريقية قد نُهبت من قبل أطراف داخلية وخارجية على حد سواء.


وعلى الرغم من أن أفريقيا يفترض أن تكون مستقلة، إلا أنها ما زالت تمثل حلبة صراع بين الدول الاستعمارية الغربية التي لا تزال تنشر الاستعمار تحت غطاء الاستثمار الأجنبي. وتحت هذه الذريعة، تمكن الحكام الأفارقة من انتزاع آلاف الدونمات من الأراضي وبيعها إلى شركات زراعية متعددة الجنسيات وهذا ما جعل العديد من الأفارقة يعيشون كمتسولين أو في فقر مدقع على الرغم من امتلاك أفريقيا لمساحات شاسعة من الأراضي والعديد من المعادن كالذهب والألماس والنفط.


كل هذا يحدث بسبب الرأسمالية التي تجعل اهتمامها منصبّا حول المصلحة الذاتية (المنفعة الفردية) وتجعلها مقياسا للسلوك، وهذا ما يؤدي لثراء فئة قليلة من الناس وهو السبب الرئيسي وراء آفة الاستيلاء على الأراضي. وستظل أفريقيا تواجه هذه المشاكل إن ظلت ترزح تحت نظام رأسمالي يطبقه الحكام الأفارقة. أما الإسلام فهو وحده الذي لديه أحكام تضع نظاماً عادلا لتقسيم الأراضي مما يجعله هو وحده القادر على تحرير أفريقيا والعالم أجمع من هذه المشاكل.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شعبان معلم
الممثل الإعلامي لحزب التحرير في شرق أفريقيا

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع