الخميس، 26 محرّم 1446هـ| 2024/08/01م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق يهانون ولا يحرك أحد فيهم ساكنا

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


في حديث لوكالة جيهان للأنباء، قام مسؤول رفيع المستوى في البيت الأبيض (ماغوسون) بنفي تصريحات أردوغان، التي زعم فيها بأنه قد أبلغ الرئيس الأمريكي - في مكالمة هاتفية في 19 من شباط/فبراير - بأن من يعمل على تعكير صفو الوطن مقيم وضيف عندهم (يعني بذلك فتح الله جولان المقيم في مدينة بنسلفانيا)، وبأن أوباما قد ردّ قائلًا "وصلت الرسالة".


التعليق:


لقد تناقلت وسائل الإعلام الأجنبية والعربية مؤخرًا بشأن ما يحدث في تركيا من فضائح مالية، وفساد، وسوء استخدام حكومة طيب أردوغان للنفوذ العام. ومن الجدير بالذكر أن هذه الحكومة تُعتبر من أطول الحكومات عُمرًا في تاريخ تركيا، حيث يزيد عمرها عن 12 سنة، وأنها نجحت في الوصول إلى السلطة بدغدغة مشاعر الشعب التركي المسلم، لصبغتها الإسلامية، وما جاءت به من أجندة خاصة.


والأسئلة التي تطرح نفسها على هذه الحكومة هي: أراعت عمرها، أو وجود راشدين فيها يُعدّون إسلاميين في فكرهم وإحساسهم، أو الأجندات التي جاءت بها على أنها ذات شفافية ونزاهة عالية؟ ما الذي جد؟ أم أنها كانت هكذا منذ اليوم الأول؟ أكانت تنتظر نقطة خلاف مع أتباع سعيد النورجي، ومنهم فتح الله جولان؟


لقد كانت جماعة فتح الله جولان صمام الأمان على مدار سنين طوال كثرت فيها الحكومات وتعددت، ومن المعلوم أنها صاحبة أموال وتجارة في كل من مجالات الصحة، والتعليم، والزراعة، والصناعة، وتعمل وتنشط بين البسطاء من الناس، فتجذبهم لما توفّره لهم من الإغراءات، ومن ثقافة خاصة أقرب ما تكون إلى "الدروشة" من أي شيء آخر. وأفراد هذه الجماعة، من كبيرهم إلى صغيرهم، ليس لديهم شغفٌ في السياسة، ولا يسعون للوصول إلى المكانة السياسية، بقدر ما يسعون للوصول إلى مؤسسات الدولة؛ لكي تحافظ على مصالحها في تركيا، وفي الدول ذات الأصول التركية (تركستان، وطاجكستان)، كما أنها تسعى إلى النفاذ داخل الجيش، ولكن ليس بقدر اهتمامها بالمخابرات والشرطة، ومن الجدير بالذكر أن من أفرادها من يعملون في مراكز حساسة في الدولة، كمستشارين اقتصاديين، ورؤساء لأجهزة الأمن الداخلي والشرطة. وهذا كله يعلمه من يتابع الحراك العام في تركيا بدقة، ولا يجهله أي سياسيّ، بسيطًا كان أم متمكنًا.


والآن، وبعد سنوات طويلة من هجرة الأب الروحي لهذه الجماعة (فتح الله جولان)، ومنعه من العودة إلى الديار التركية، وسكنه في أمريكا التي خدمها هو ورجاله منذ أول رئيس جلبته ودعمته (تورجوت أوزال) إلى هذه اللحظة، أصبح فتح الله جولان الآن يشكّل تهديدًا لربيب أمريكا (أردوغان)، أفليس غريبًا أن رجل أمريكا، ذا النفوذ القوي في الدولة التركية، والخادم لمصالحها، يريد أن يفضح الآن عرّاب أمريكا الوفي، وعميلها المخلص؟!


إنّ الجواب على ذلك لا يشكُل على أي واعٍ، حيث إن الأمر لا يتعدى كونه ورقة ضغط مباشرة وواضحة على من يفكر في التململ أو التغريد خارج السرب، والرسالة التي وصلت أردوغان وحزبه هي أن أمريكا بيدها أوراق قوية تستطيع بها أن تضرب أعناقهم، وتجرهم إلى ما تحب وتشاء، ورسالة سيد البيت الأبيض وصلت وأسمعت حزب أردوغان وشخصه.


إنّ ما آلت إليه الأمور في تركيا، بقيادة من يسمون أنفسهم إسلاميين، ليجعل في القلب غصّة، فحكامنا يهانون ولا يحركون ساكنا، ولا نرى منهم إلا السمع والطاعة لأمريكا. أين الجيش الانكشاري؟ أين أحفاد محمد الفاتح، والسلطان عبد الحميد؟ إنّنا لمتيقنون بوجود هؤلاء، الذين ينتظرون قائدًا شهمًا مِغوارًا يمسك بيده لواء رسول الله، ويرفع رايته فوق الرؤوس، ويحكمنا في دولة على منهاج النبوة، دولة لا تغيب الشمس عنها، ليعودوا أبطالًا كما عهدناهم.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يوسف

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع