مع الحديث الشريف حرمة دم المسلم
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أورد الإمام الخطابي في معالم السنن حديثًا جاء في سنن أبي داوود، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا يزال المؤمن مُعنقاً صالحاً ما لم يصب دماً حراماً فإذا أصاب دماً حراماً بلَّح ».
لقد عظم الله حرمة الدم المسلم تعظيمًا كبيرًا في نصوص كثيرة، وأعد لمن قتل مسلمًا عامدًا متعمدًا عذابات كثيرة، وهذا الحديث يشهد أن كل من لم يصب مسلمًا في مقتل فإنما باب التوبة له واسع مفتوح، ولكنه يضيق حتى يكاد يغلق إذا وقع في دم أخيه قتلًا.
ذاك كله في من وقع في دم أخيه المسلم، فكيف حال من أوغل في المسلمين قتلًا وتعذيبًا وتنكيلًا واعتقالًا ؟!
كيف حال طاغية سوريا وهو يهلك الحرث والنسل ويقتل عباد الله
كيف حال طاغية اليمن الذي قتلهم في بيوت الله وأراق دماءهم
كيف حال فرعون مصر وقد استحال نائبًا عن أشرار العالم يقتل وينهب ويتواطأ معهم لتمرير المؤامرات
كيف حال طاغية ليبيا وقد أمضى عقودًا يسفك الدماء بغير حق، ويستحل الحرمات
كيف حال طاغية تونس الذي تولى خلافة إبليس وجنده على الأرض الخضراء فسوّدها بالفساد والعريّ والظلم
كيف حال طغاة الحجاز ونجد والجزيرة بعمومها وقد أراقوا ممتلكات الأمة على أعتاب أسيادهم في بلاد الغرب
كيف حال كل حكام المسلمين اليوم ولم يخل منهم واحد من دماء المسلمين ؟ !
إن المرء ليمتلئ عجبًا من هؤلاء البشر، هؤلاء ما عادوا مجرد قتلة، بل هم أكثر من ذلك ولا نحسب أن عذابًا يستحقونه دون عذاب الله الذي أعده للظالمين
ولكن أين نحن من أولئك ؟
هل نحن الساكتون ؟ أم العاملون على التصدي لهم ؟ أم نحن الناصرون لهم ؟
فإن كان رقع الثوب وإصلاح النعل لأحد الظالمين معاونة له على ظلمه، فليتخذ كل منا موقعه.
إما ساكتًا عن قول الحق، وذاك الشيطان الأخرس
أو عاملًا بالحق مجاهرًا به وذاك المؤمن الذي يوالي الله ورسوله والمؤمنين
أو مواليًا للظالمين مناصرًا لهم وذاك لا يتخلف عنهم في مرتبة القتل وبئس بها من مرتبة
استنقذوا أنفسكم من عذاب الله يوم القيامة إلا من أتاه بقلب سليم وعمل صالح
وحتى نلقاكم في الحلقة القادمة نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.