خبر وتعليق حول زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى الجزائر
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أوردت كل وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة وعلى صفحات الشبكة العنكبوتية خبر زيارة جون كيري إلى الجزائر ولقائه مع وزير خارجيتها رمضان العمامرة واختتمها بلقاء خاص بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
التعليق:
تعيش الجزائر أجواء ساخنة على وقع الانتخابات الرئاسية حيث يشتد السباق بين النخب السياسية نحو قصر المرادية، ومن أبرز المتسابقين لويزة حنون التي عاتبت مدراء حملتها الانتخابية معتبرة منذ البداية فشل حملتها الانتخابية، يليها في السباق علي بن فليس الذي كلف أحد مسانديه بمطالبة جهات أجنبية للتدخل لضمان نزاهة وشفافية الانتخابات حيث أجبروه على وقف الزيارات الميدانية حسب زعمه رغم وقوف قرابة العشرين حزبا في صفه، في حين صورت وسائل الإعلام نجاح الحملة الانتخابية لعبد العزيز بوتفليقة في كل الولايات بقيادة مدير حملته الانتخابية عبد المالك سلال الذي عودنا على تصريحاته الاستفزازية وحماقاته السياسية كتهجمه على الشاوية (الأمازيغ) ووصف المناهضين لعهدة رابعة والداعين لربيع عربي بالحشرة، وآخر شطحاته حينما صرَح بأن "نزول المطر بغزارة راح تجينا خيرات صابة وهذا بفضل الناس إلي عندهم الزهر (الحظ)" وأشار بيده لصورة بوتفليقة.
في حين يلاحظ رفض أغلبية الشعب لعهدة رابعة حيث فشلت الحملة الانتخابية في كل من باتنا والجفنة وسطيف وبومرداس حيث تعرض موكبه للضرب ويفاجأ من حين لآخر أثناء خطابه بشعارات مناهضة لعهدة رابعة.
في خضم هذه الأحداث الساخنة يتفاجأ الجميع بزيارة غير مرتقبة لجون كيري وزير الخارجية الأمريكي إلى الجزائر والتي كان من المفروض أن تكون في شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، حيث التقى وزير الخارجية الجزائري واختتمها بزيارة خاصة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي أظهرته وسائل الإعلام بأنه في صحة جيدة ويستطيع الوقوف على قدميه حين استقباله لوزير الخارجية..
هذه الزيارة اعتبرها سياسيون أنها تندرج في إطار التعاون الاستراتيجي بين البلدين في التنسيق الأمني لمحاربة الإرهاب، في حين أن هذه الزيارة تندرج في جدول أعمال في جوانب عدة متعلقة بالقضايا السياسية مع مجموعة أعمال مكلفة بالتعاون الاقتصادي والتجاري والملف الأمني. إضافة إلى ذلك محاولة إيجاد حل توافقي لفض النزاع القائم بين جناح السلطة وجناح المخابرات ومحاولة تفعيل مبادرة مولود حمروش المرشح نسبيا لنائب الرئيس المتمثلة في انتخاب بوتفليقة رئيسا للجزائر وقايد صالح قائدا لأركان الجيش والجنرال توفيق رئيس مؤسسة الاستعلامات.
إضافة إلى هذا كله جاءت هذه الزيارة أثناء الحملة الانتخابية لتقديم مساعدة ضمنية لبوتفليقة، في حين أن التقاليد الدبلوماسية تمنع مثل هذه الزيارات إذا تزامنت مع الحملات الانتخابية. حيث استغلها عبد المالك سلال أثناء حملته بمدينة سطيف حيث قال "انظروا من يزور الجزائر" في إشارة إلى جون كيري، وقال في مدينة الجفنة "أميركا الدولة العظمى تقر بديمقراطية الجزائر وقوتها".
إن أميركا تنظر للمنطقة بمجملها بعين ثاقبة وأخرى ساهرة لما يجري من أحداث محاولة في ذلك إعادة سيناريو الستينات أثناء محاولتها دخول المنطقة ليكون لها النفوذ الاقتصادي والسياسي ولتبقى على الدوام الدولة الأولى في العالم، مستفيدة بالموقع الاستراتيجي لشمال أفريقيا ولما تزخر به من ثروات معدنية وحيوانية يؤهلها للخروج من أزمتها الاقتصادية. هذه طبيعة الدول الاستعمارية الرأسمالية في استغلال العملاء والشعوب المستضعفة لمزيد بسط النفوذ ونهب الثروات ونشر الثقافة السامة في بلاد الإسلام الممزقة.
أيها الشعب الجزائري الأبي، لقد ذقتم ولا زلتم تتجرعون مرارة العشرية السوداء وظلم وبطش واستبداد من حكموكم لعقود، أما آن لكم أن تؤوبوا إلى رشدكم لتفتكّوا ارتهانكم للأجنبي وتقتلعوا من سلطوهم على رقابكم وتبايعوا رجلاً رشيدًا تتقون به وتقاتلون من ورائه وتعلنوا الجزائر خلافة راشدة على منهاج النبوة لتستعيد عزتها وتتخذ مكان الصدارة بين الشعوب والأمم؟! حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «... ثم تكون خلافة على منهاج النبوة». قال تعالى: ﴿وفي ذلك فليتنافس المتنافسون﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سالم أبو عبيدة - تونس