خبر وتعليق أيتها الكتائب الإسلامية أنتم على مفترق طرق فلا تكونوا أخباباً ولا تسمحوا للأخباب أن يخدعوكم
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أصدرت تنظيمات سورية إسلامية معارضة "ميثاق شرف" ينص أحد بنوده على "إقامة دولة العدل والقانون والحرية" في سوريا بعد إسقاط نظام بشار الأسد، كما دعت بقية الفصائل المعارضة إلى التوقيع عليه.
التعليق:
لا يمكن لأحد أن يقلل من عظم البلاء الذي يعصف بأهل الشام... فما أصابكم من الأذى والعذاب والابتلاء لا تطيقه الجبال؛ فقد تكالب عليكم الكفر من كل حدب وصوب مكشرا عن أنياب الحقد عليكم وعلى الإسلام الذي على أساسه خرجتم وعلى تحكيمه تعاهدتم ولواء رسوله محمد صلى الله عليه وسلم رفعتم... فأرعبتم العالم من ثورتكم المباركة... ألم يقل المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) مايكل هايدن أن انتصار الرئيس بشار الأسد في سورية قد يكون "الأفضل بين ثلاث سيناريوهات مرعبة جداً جداً الوضع يتحول كل دقيقة إلى أكثر فظاعة"؟
ولقد رفضتم الائتلاف الوطني السوري صنيعة أمريكا لأنكم تدركون أنه إنما شُكل ليكون العين الساهرة التي ترقب ما يجري على الأرض في الداخل السوري ولكي يكون الممثل الوحيد والناطق باسم الثوار أو باسم المعارضة السورية، وذلك من أجل أن يمرر من خلاله ما يُملى عليه من قبل من أنشأه ومده ورعاه، ومن ما زال يحيط به وبكل من قبل على نفسه بأن يكون أحد أفراده وذلك كي يكون الضامن لهم بأن ثورة الشام لن تكون إسلامية، ولكي تسرق كما سبق وأن سرقت سابقاتها في تونس وليبيا ومصر واليمن...
فأمريكا لا تزال تضع كل ثقلها وتستخدم كل عملائها وأوراقها حتى تُجهِز على هذه الثورة وحتى تبقي أبناء هذه الثورة حائرين ضائعين تائهين فتقوم بإحراق الأوراق التي وثقوا بها أمامهم حتى يصابوا باليأس ويفقدوا ثقتهم بالكتائب الإسلامية وينتهي بهم الأمر إلى مرحلة التفريط والرضا بالأمر الواقع... وأقولها وبكل أسف أنكم بتوقيعكم على هذه الوثيقة قد وقعتم في تلك المصيدة الأمريكية الحاقدة... فإن أي نصرٍ تحققونه بمساعدةٍ خارجية هو نصرٌ لعدوكم إذ يكون قد نجح في تطويعكم لحظيرته وفرض شروطه... وشروطه هذه لن تكون لصالحكم ولا لصالح ثورتكم ولا ملبية لتلك الصيحات الأولى المخلصة (هي لله هي لله) (قائدنا للأبد سيدنا محمد ) فهذا هو الميثاق وهذا هو الطريق.
أما طريق القبول بلقاء الأطراف الإقليمية والدولية والتعاون معها، فهو سقوط في مخططات الكافرين المستعمرين وعدم وعي على أهداف تلك القوى الإقليمية والدولية والتي ما انفكت تمكر بالشام وأهلها وإن تسترت خلف شعارات حقوق الإنسان والوقوف بجانب الشعب السوري، تلك الشعارات الكاذبة التي ما باتت تنطلي على عاقل.
فرسالتي إلى الكتائب الموقعة على (ميثاق الشرف العسكري): إن عليكم أن تدركوا أن هذا الميثاق مرفوض شرعاً ومرفوض شعبياً وهو محرقة تريد أن تحرقكم به أمريكا فتفقدوا مكانتكم في هذه الثورة المباركة... فلا تنخدعوا ولا تفقدوا البوصلة وتنجرفوا مع تلك المخططات السامة وعودوا إلى الميثاق الذي يحبه الله سبحانه وتعالى ويحبه قائدنا محمد صلى الله عليه وسلم فلا تقبلوا بديلا عن قيام دولة إسلامية تحكم بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم... دولة تقطع يد الحاقدين والعابثين دولة تعيد العزة والمجد للمسلمين...
ورسالتي إلى أمريكا رأس الكفر والنفاق ومن يشد على يدها... إننا كمسلمين واثقون بأن النصر إنما هو من عند الله سبحانه وتعالى وأنه وعدنا به سبحانه وهو لا يخلف الميعاد وأن منهجيتكم هذه تتصادم مع سدّ منيع حصين من الوعي الذي يتنامى باضطراد بين المسلمين فيما يتعلق بقضاياهم العامة وبما يتعلق بالعمالة التي زرعتموها في بلاد المسلمين لتساعدكم في تمرير سياستكم الخبيثة وبما يتعلق بمخططاتكم الحاقدة.. فالمعركة مستعرة بين الوعي وبين الكذب بين الحق وبين الباطل والحق هو الذي سينتصر مهما ظن الباطل أنه قوي وقادر.
﴿وَإِن كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ ۖ وَإِذًا لَّاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا﴾
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أم أنس المقدسية