قصيدة - ابتهالٌ في ذكرى سقوط الخلافة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
يا مَنْ رَدَدْتَ إِلَى يَعْقُوبَ يُوسُفَهُ مِنْ بَعْدِ عَهْدٍ مِنَ الأَحْزانِ أَضْناهُ
رَدَدْتَ عَيْنَيْهِ تُبْصِرُ بَعْدَما ابيَضَّتْ مِنْ شِدَّةِ الْحُزْنِ يَبْكِيْ لَيْسَ يَنْساهُ
شَافَيْتَ أيّوبَ مِنْ مَرَضٍ أَلَمَّ بِهِ وَقَدْ دَعَاكَ فَما خَيَّبْتَ دَعْواهُ
ورجاكَ يُونُسُ فِيْ الظُّلُماتِ مُلْتَقَماً فِيْ بَطْنِ حُوتٍ وقد أبدى خَطاياهُ
أَخْرَجْتَهُ لِلْعَرَى وَسَتَرْتَ عَوْرَتَهُ بِنَباتِ يَقْطِينٍ وَأَنْتَ الْقادرُ اللهُ
أنجيت موسى إلى فرعون تكلؤه في اليمِّ عينُك، والتابوتُ مثواه
أغرقت من ظلموا في البحر فاندحروا وشققت من يبس في البحر ممشاه
أَنْتَ الْعَظِيمُ إِلَهِي أَنْتَ خالِقُنا وَأَنْتَ وَحْدَكَ مَنْ نَدْعُوكَ رَبّاهُ
أَعِدْ إِلَيْنا إِلَهِي مَجْدَ أُمَّتِنا عِزَّ الخِلافَةِ إِنّا قَدْ فَقَدْناهُ
قَدْ أَسْقَطَ الْغَرْبُ هذا الصَّرْحَ مِنْ زَمَنٍ تِسْعُونَ عاماً مَضَتْ وَثَلاثُ أَوّاهُ
قَدْ مُزِّقَتْ أُمَّتِي دُوَلاً وَصارَ بِها حُكّامُ جَوْرٍ شَياطِينٌ وَأَشْباهُ
وَعَطَّلُوا الشَّرْعَ يا رَبِّي وَقَدْ فَجَرُوا وَخالَفُوا كُلَّ نَصٍّ قَدْ عَرَفْناهُ
وَأَسْلَمُونا إِلَى الْغَرْبِيِّ سَيِّدِهِمْ وَقَدَّسُوا فِكْرَهُ فِيْ حُبِّهِ تاهُوا
وَأُمَّتِيْ يا إِلَهِي كَالْغُثاءِ كَما وَصَفَ الرَّسُولُ حَدِيثاً قَدْ حَفِظْناهُ
تِعْدادُنا جاوَزَ الْمِلْيارَ وَاأَسَفا لَكِنَّنا فِيْ حَضِيضِ الذُّلِّ نَغْشاهُ
حتّى الْيَهُودُ أَذَلُّ الْخَلْقِ قَدْ سَلَبُوا مِنا فِلَسْطِينَ وَالأَقْصَى وَمَسْراهُ
وَنَحْنُ نَنْدُبُ حَظّاً كَيْ نُحَرِّرَها وملوكنا ألفوا حُرّاسَ ثُكْناهُ
عُلَماؤُنا كَثُرُوا لَكِنَّهُمْ جَبُنُوا عَنْ نَشْرِ وَعْيٍ كَما يَأْمُرْ بِهِ اللهُ
إِلاّ قَلِيلاً وَكَمْ مِنْ قِلَّةٍ غَلَبَتْ عَدُوَّها فَاثْبُتُوا فَالنّاصِرُ اللهُ
يا كَثْرَةً أَيْنَكُمْ مِنْ هَدْمِ دَوْلَتِكُمْ فَاللهُ سائِلُنا عَمّا عَلِمْناهُ
اللهُ فَضَّلْكُمُ عِلْماً وَمَعْرِفَةً بَيْنَ الأَنامِ فَهل تَخْشَوْنَ إِلاّ هُو
تَمُرُّ ذِكْرَى الْخِلافَةِ يَوْمَ أَنْ هُدِمَتْ فَما سَمِعْنا خَطِيباً فاغِراً فاهُ
لَمَّا نَراكُمْ تَغُذُّونَ الْخُطا مَعَنا بَلْ بَعْضُكُمْ مُقْعِدٌ عَنّا بِفَتْواهُ
إِنِّي أُحَذِّرُ نَفْسِي ثُمَّ إِيّاكُمْ عِقابَ رَبِّيْ بِدُنْياهُ وَأُخْراهُ
إِنّا سَنَمْضِيْ إِلَىْ التّارِيخِ نَصْنَعُهُ مُتَسَلِّحِينَ بِآيٍ قَدْ تَلَوْناهُ
فَوَعْدُ رَبِّي سَيَأْتِي فَاعْمَلُوا تَصِلُوا صَلُّوا عَلَىْ الْمُصْطَفَى نَحْظَى بِبُشْراهُ
أخوكم / عبد المؤمن الزيلعي