خبر وتعليق أيدعى بابا الفاتيكان إلى حماية المسجد الأقصى
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
قام رئيس الكنيسة الكاثوليكية بابا الفاتيكان فرانشيسكو بزيارة إلى بيت لحم والقدس في فلسطين ما بين 24-2014/5/27 بعدما قام بزيارة إلى الأردن. حيث دعا إلى الحوار لإنهاء الصراع في سوريا وفي جنوب السودان وفي العراق وفي غيرها. وقام بالتعبد في حائط البراق مكان عبادة اليهود، ووضع إكليل زهور على قبر ثيودور هرتزل الذي أسس أول حركة صهيونية دعت إلى تأسيس كيان لليهود في فلسطين. ودعا بابا الفاتيكان إلى "وضع حد لما وصفه بالوضع غير المقبول في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي". وقال إنه "يأمل أن يحجم الجميع عن الأفعال التي تتعارض مع الرغبة المعلنة في التوصل إلى اتفاق حقيقي من أجل إقامة دولة فلسطينية جنبا إلى جنب مع إسرائيل". بينما قام مفتي القدس محمد حسين بدعوة بابا الفاتيكان "للمساعدة على حماية المسجد الأقصى من اقتحامات المستوطنين المستمرة برعاية سلطات الاحتلال".
التعليق:
أليست مصيبة كبرى أن يقوم مفتي القدس بدعوة بابا الفاتيكان إلى حماية المسجد الأقصى! وكأنه لم يبق في الأمة رجال ليدعوهم إلى حماية الأقصى، ولم تبق هناك أمة تعدادها يفوق تعداد نصارى العالم ليهبوا لنصرة الأقصى وتحريره من براثن يهود ومن ورائهم أمريكا والغرب! أولم يتذكر ما درسه من علم شرعي يبين كيفية تحرير الأقصى؟ ألم يتذكر الآيات التي تعلمها بأن اليهود والنصارى بعضهم أولياء بعض، وإنهم لن يرضوا عن المسلمين، ولا يريدون أن يتنزل عليهم من خير من ربهم؟ ألم يتذكر دروس التاريخ التي تعلمها عن دور الكنيسة في الحروب الصليبية! ألم ينظر إلى ما يفعله بابا الفاتيكان لإرضاء يهود وإقراره بكيانهم الغاصب لفلسطين وللأقصى؟! ألم يلتفت إلى الحقيقة التاريخية التي تقول بأن دولة الخلافة هي التي فتحت فلسطين على عهد الخليفة الراشد الفاروق، وهي التي حررتها في ظل الخلافة العباسية على يد صلاح الدين، وهي التي حافظت عليها على يد الخليفة عبد الحميد الثاني؟ وأن الخلافة فقط هي التي ستحررها من جديد؟ فما باله هو وكافة علماء الأمة لا يدعون إلى إقامة الخلافة لتحرير الأقصى وفلسطين وكل بلاد الإسلام بدلا من استجداء بابا الفاتيكان، والاستخذاء بين يديه؟
إننا لا نريد أن نلتفت إلى الحكام في البلاد الإسلامية ومنهم الذين نصبوا في السلطة الفلسطينية، فإنهم فالج لا يعالج، فلا علاج لهم إلا إسقاطهم، وإنما نريد أن نلتفت إلى العلماء وإلى عامة الناس ونذكرهم بأن كنيسة الفاتيكان تعمل على تثبيت هيمنة الكفر والكافرين على بيت المقدس، حيث قام بولس السادس عام 1964 بزيارة إلى القدس ودعا إلى تدويلها، وقد تصدى له يومها حزب التحرير وكشف تلك المؤامرات والتي اشترك فيها الهالك حسين ملك الأردن. ومن ناحية أخرى فإن كنيسة الفاتيكان مؤسسة فاسدة لا يعول عليها بشيء ولا يأتي منها خير. فالفساد والشذوذ ينخر جسمها، بل تأكل السوس رأسها أي القائمين عليها من كبار القساوسة والكرادلة. وقد اعترف بابا الفاتيكان العام الماضي في 2013/6/12 "بوجود تيار من الفساد وجماعة ضغط من الشواذ داخل الفاتيكان". وقال "هذا حقيقي وإنها موجودة، ويجب أن نرى ما يمكن فعله". فهي كنيسة غارقة في مشاكلها العويصة التي لا حل لها سوى إغلاقها نهائيا على غرار مئات الكنائس التي أغلقت في بلاد الغرب حيث هجرها أتباعها لفسادها وفساد القائمين عليها وبطلان دينها الذي لم يتمكن أن يقنع عقولهم، ومن ثم دعوة رئيسها وكافة أتباعها والتاركين لها إلى الدخول في دين الحق دين الإسلام والتسليم لهذا الدين الحنيف.
لقد كان على مفتي القدس وعلى كافة العلماء أن يقوموا بدعوة بابا الفاتيكان إلى دعوة الحق هذه لا أن يستغيثوا به ويستقبلوه في المسجد الأقصى، وعليهم أن يقولوا له لست وصيا على نصارى الشرق فهم أهل ذمتنا وقد حميناهم أكثر من 13 قرنا في ظل الخلافة التي أنصفتهم ومنحتهم كافة حقوقهم، ولذلك قاتلوا بجانب المسلمين ضد الصليبيين، وقد هجّروا من هذه البلاد بأفعال الدول الغربية الخبيثة، وعليهم أن يعلنوا رفضهم لدعوته التي دعا فيها إلى الحوار بين الأديان، لأن الله أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أسعد منصور