خبر وتعليق حمدين صبَّاحي مثال على نَتَنِ الديمقراطية
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
القاهرة (رويترز) - أقر السياسي اليساري حمدين صباحي يوم الخميس بخسارته انتخابات الرئاسة المصرية التي أظهرت نتائجها الأولية فوز عبد الفتاح السيسي باكتساح.
وقال صباحي في مؤتمر صحفي "أتت اللحظة التي أقول فيها لشعبنا العظيم إنني احترم اختياره وأقر بخسارتي في هذه الانتخابات".
التعليق:
مرة أخرى تزكم أنوفنا رائحة الديمقراطية وينتشر نتنها في بلاد المسلمين على شكل انتخابات صورية محسومة قبل الخوض فيها، ليس لثقة الشعب بالمرشح الأول، بل على العكس من ذلك، حيث فقد كلا المرشحين مصداقيته وخاصة بعدما تنبه الشعب أن عملية الانتخاب هذه لا تتعدى شكلا صوريا، يُمَثَّل من قبل زمرة عملاء منتفعين لا يبالون أنهم أهانوا الشعب بمثل هذه المهزلة التاريخية التي أسموها انتخابات رئاسية.
هذا وقد سخَّر الإعلام المصري كل وسائله وأساليبه، لحض الناس على المشاركة بعدما تبين لهم أن المقاطعة لا يمكن أن تخفى على أحد. فدفع بكل المهرجين والحشاشين من أصحاب الحناجر والأقلام المأجورة إلى وسائل الإعلام كلها، في محاولة بائسة لرفع مستوى المشاركة الشعبية التي كشفت أن هذه الانتخابات إهانة حقيقية لعقول الناس وخاصة في بلاد الربيع العربي.
ولقد برز في هذه الانتخابات أيضا كيف أن حضور المنافس الشكلي للمرشح المعتمد أمريكيّاً أو المتفق عليه غربيّاً، ليس أكثر من واجهة، وأنه عبارة عن سند للنظام وداعم للمهزلة، لأنه يعرف النتيجة قبل خوض المعركة. ولو كان هذا المرشح كما يدعي، ساعياً لمصلحة الشعب، لما قبل أن يكون (كمبارسا) للسيسي.
ومما يزيد الطين بلة هو خداعه للناس بتصريحات تفيد صحة مجمل العملية مع بعض التجاوزات واختلاف في بعض النسب والأرقام لا تخل بالنتيجة النهائية التي أقرها واعترف بها.
إن أمثال صباحي كثيرون في بلادنا، فقد ترشحت سميحة خليل مقابل عرفات في فلسطين، ولم تحصل على أكثر من 12% من الأصوات، وترشح مصطفى البرغوثي مقابل محمود عباس، وحصل على ما يقارب 20% من الأصوات، وها هي سوريا على أبواب انتخابات مزيفة مفضوحة، بدعم غربي وتواطؤ دولي، يترشح فيها مقابل السفاح بشار أسد شخصان مغموران من أذناب السلطة في سوريا، هما حسان النوري وماهر حجار، يظهران على استحياء في حملات انتخابية من إنتاج كواليس باب الحارة، وهما يعلمان، كما يعلم كل من يضع ورقة الانتخاب في الصندوق أن النتيجة محسومة لصالح النظام، حتى لو أفضت إلى استبدال الشخوص، على أن يبقى النظام بتبعيته للغرب، ويمضي جلاوزته دون متابعة أو محاسبة.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق - أبو فراس