خبر وتعليق أمريكا مستعدة لاستخدام القوة العسكرية منفردة إذا تعلق الأمر بتهديدات مباشرة لأمنها القومي ومكافحة الإرهاب
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
جاء في صحيفة الشرق الأوسط أن الرئيس أوباما ألقى خطابا أمام حفل تخرج دفعة 2014 من الأكاديمية الأمريكية في وست بوينت بنيويورك يوم 2014/5/27 حدد فيه أربعة مبادئ لقيادة الولايات المتحدة للعالم، وهي اتجاه أمريكا لاستخدام القوة العسكرية بشكل منفرد ـ إذا لزم الأمر ـ عندما يتعلق الأمر بتهديد المصالح الأمريكية أو الشعب الأمريكي. وأضاف أن الولايات المتحدة لن تطلب إذنا لحماية أراضيها ومصالحها.
التعليق:
لقد ركز أوباما في خطابه هذا على مواجهة التطرف وتخصيص مبلغ خمسة مليارات من الدولارات لمكافحة الإرهاب. ومما قاله: "علينا أيضا الوقوف ضد تزايد أعداد المتطرفين الذين يجدون ملاذا آمنا في حالة الفوضى في سوريا. أُعلن اليوم توفير موارد إضافية وتكثيف الجهود لدعم جيران سوريا التي تستضيف اللاجئين ومواجهة الإرهابيين الذين يعملون عبر الحدود السورية وسأعمل مع الكونغرس لزيادة الدعم للمعارضة السورية الذين يُعَدّون أفضل بديل للإرهابيين والديكتاتور الوحشي". وقال: "إن المبلغ مخصص أيضا لتدريب وبناء القدرات والتعاون مع الدول التي تحارب الإرهاب وتدريب قوات الأمن في اليمن ودعم القوة متعددة الجنسيات لحفظ السلام في الصومال ودوريات الحدود في ليبيا".
وقبل إلقاء أوباما لخطابه قال الناطق باسم البيت الأبيض جاري كارني للصحافيين: "ننظر للصراع في سوريا كجزء من التحدي الأوسع نطاقا لمكافحة الإرهاب هذا هو السبب أننا ذاهبون إلى الاستمرار في زيادة دعمنا للمعارضة المعتدلة الذين يمثلون أفضل لكل من نظام الأسد والمتطرفين الذين استغلوا الأزمة".
كما أشار مسؤول رفيع المستوى بالإدارة الأمريكية أن فريق الأمن القومي الأمريكي وكبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية ووزارة الدفاع وأجهزة الاستخبارات ناقشوا طلب أحمد الجربا رئيس الائتلاف السوري الحصول على أسلحة ودعم عسكري لمحاربة قوات الأسد إضافة إلى المتطرفين، وأوضح أن المخاوف تزايدت لدى الإدارة الأمريكية من التهديدات التي يشكلها تزايد نفوذ جماعات متطرفة في سوريا على صلة بتنظيم القاعدة".
وفي هذا الخطاب قال أوباما: "إن العنصر الرابع هو للدفاع عن الكرامة الإنسانية والديمقراطية وحقوق الإنسان".
أمريكا التي تسيطر على النظام الدولي وتسيطر على جُل اقتصاد العالم ترى أن كل العالم يجب أن يكون في خدمة مصالحها ومن يهدد هذه المصالح قد هدد أمنها القومي وهو إرهابي تجب محاربته. وهي التي وضعت القوانين والمؤسسات لحماية هذه المصالح كما أشار أوباما في الخطاب نفسه بأن "الولايات المتحدة اضطرت بعد الحرب العالمية الثانية لتشكيل مؤسسات للحفاظ على السلام مثل الناتو والأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد". فهي تطبع أوراق الدولار بدون تغطية وبقية العالم يدفع الثمن لأن اقتصاد العالم مربوط بالدولار. وتستطيع تجاهل القوانين الدولية بدعوى حماية مصالحها ولكنها تشنع بمن يفعل ذلك من بقية الدول وربما شنت عليها حربا. أمريكا قتلت الملايين من الهنود الحمر ومن الفيتناميين ومن اليابانيين والملايين من المسلمين تحت مسميات عدة وما زال رئيسها ينادي بحقوق الإنسان!! والأغرب من هذا أن بعض المسلمين ما زالوا يحملون هذه الفكرة وينادون بالاحتكام إلى القانون الدولي واحترامه!!
وذكرت الصحيفة أن الائتلاف السوري المعارض رحب بإعلان الرئيس الأمريكي واعتبار المعارضة السورية البديل الأفضل للإرهابيين ونظام الأسد. وقال نجيب الغضبان الممثل الخاص للائتلاف: "إن المعارضة تقدر الشراكة بين الولايات المتحدة والسوريين، وأكد أن الصراع في سوريا له تأثير على المصالح الأمريكية".
وأشار إلى تقارب مصالح الولايات المتحدة مع جهود الجيش السوري الحر لمحاربة القاعدة والإرهابيين.
لم يبق أوضح من هذا الكلام للائتلاف على أنه أداة من أدوات أمريكا للقضاء على الثوار الحقيقيين، ولا يحتاج كلامهم الذي لم يتجرأ أوباما نفسه على قوله إلى تعليق. فهم يدافعون عن مصالح أمريكا أكثر من أمريكا نفسها. وإذا كانت هناك شراكة، فهي بين الائتلاف وأمريكا ولا علاقة للشعب السوري بها.
أمريكا المتغطرسة تتحدى وتتوعد ولكنها كالأسد العجوز بدليل قول أوباما نفسه كونه اتخذ قرارا بأن لا يضع القوات الأمريكية في وسط هذه الحرب خوفا منكم أيها الأبطال في سوريا وأيها المسلمون عموما، وبدليل دعوة أمريكا رعاياها لمغادرة ليبيا بعد تهديد أنصار الشريعة. أمريكا متعالية ومتغطرسة لأنه بكل بساطة لا يوجد مِن بين حكامنا مَن يقول لها لاَ، وهي قوية بتسليط الفئة الحاكمة على الأخرى في بلداننا. فأين أنتم أيها المسلمون، أين رجالكم وأين هي جيوشكم؟ استنفروها واستفزوها وأيقظوا فيها شيئا من الإسلام أو شيئا من الرجولة أو شيئا من الغيرة أو شيئا من الشهامة إن بقي شيء من كل ذلك.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد بوعزيزي