الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق نظرة سياسية في خطاب أوباما

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


الرئيس الأمريكي أوباما يلقي خطابًا من داخل أكاديمية وست بوينت العسكرية بنيويورك! قائلاً: "إن الحل في سوريا لن يكون عسكريًا، وإن بلاده من غير الضروري أن تعتمد القوة العسكرية، في الشؤون الدولية، وداعيًا كونغرس بلاده لتخصيص خمسة مليارات دولار لدعم شركاء بلاده في "مكافحة الإرهاب"، وأولئك الشركاء هم: الأردن، ولبنان، وتركيا، والعراق، وأن بلاده لن ترسل جنودها إلى مناطق الصراع في العالم معبرًا عن ذلك بـ "أنه سيخونهم إذا أرسلهم إلى مناطق الخطر". وأيضا مما جاء في كلمة الرئيس أوباما: "إن العزلة ليست خيارًا لبلاده".


التعليق:


ماذا يعني ذلك أيها المسلمون؟!


أن يكون الخطاب من قاعدة عسكرية، فهو أمر مهم، ولكنه ليس بالفريد حيث كان وحصل مثله، أما أن تذكر سوريا في بداية الخطاب ويقرن بها مكافحة الإرهاب، فهنا تكمن أهمية الموضوع، وأما اختياره التحدث من داخل أكاديمية عسكرية عريقة؛ ليثبت صلابة موقفه الذي ما زال يرفض التدخل المباشر في العديد من المناطق الساخنة، وهو الأمر الذي يعتبره نقاده مؤشرًا على الضعف، وقد دعا الكونغرس بتخصيص خمسة مليارات دولار لدعم دول الطوق السوري، والسماح للقوات الأمريكية بتدريب قوات من المعارضة السورية وطبعًا المعتدلة منها أي المدجنة والموافقة على المشروع الأمريكي، وقد وردت بعض الأخبار من إذاعة الـ bbc عن تدريب قوات في الأردن وقطر، وكل هذا لما أحدثته الثورة الشامية من إرباك للولايات المتحدة الأمريكية منذ بدايتها ولغاية هذه الأيام، فأوباما هو الرئيس الأمريكي الذي تراجع في قراراته، وجعلها معللة للتراجع عنها ما أمكنه ذلك، حيث بدا ذلك جليًا في موضوع الضربة العسكرية المحتملة، عندما استعمل النظام السوري السلاح الكيماوي، وفي أكثر من مرة، ومع ذلك أوهم العالم أن الضربة وشيكة وحاصلة لا محالة، ولكنه أعطاها فترة من الوقت ثم أخذ يتراجع شيئًا فشيئًا حتى تم نسيان الأمر، وقد كان أمرًا جللاً، وهو تراجع الدولة الأولى في العالم عما صرَّح به رئيسها المرتجف حال الإعلان عنه لأنه يعلم أنه إذا دخل عسكريًا في بلاد الشام ستكون القشة التي تقصم ظهره، وهو ما زال مجروحًا من العراق وقبلها من أفغانستان، ومن نتائج الأزمة المالية العالمية حيث مركزها وول ستريت الأمريكية وبورصاتها وبنوكها، ومن يتابع ذلك يعلم مدى تأثير تلك الأزمة على أمريكا.


وقال أوباما: "سنصعّد جهودنا لدعم الدول المجاورة لسوريا وهي الأردن، ولبنان، وتركيا، والعراق، والتي تستقبل اللاجئين وتواجه الإرهابيين"؛ وهنا يكمن بيت القصيد ومغزى الكلام ومقصد الخطاب، وإن كان قد تطرق إلى مواضيع عديدة، فعلى صعيد الأزمة الأوكرانية صرح أوباما بقوله: "إن العدوان الروسي على دول الاتحاد السوفياتي السابق وتصاعد النفوذ الصيني في العالم يشكل تحديًا كبيرًا، وأضاف قائلاً: "إن توسع الحرب في سوريا والتدهور في أوكرانيا لا يمكن تجاهله لأنه يؤثر علينا". وهنا نرى القلق الأمريكي والتوتر باديين وظاهرين للعيان وللمتابع السياسي العادي، حيث لم يكن يظهر ذلك لولا التزحزح الأمريكي عن مقام الدولة الأولى العالمية، وظهور فشلها على المستوى العالمي سياسيًا واقتصاديًا ومبدئيًا على مستوى نشر المبدأ الديمقراطي، حيث انكشف أمرها ودعمها للدكتاتوريات العالمية وخصوصًا في العالم الإسلامي، والعمل على إعادة العسكر إلى سدة الحكم، والتعامل معهم على استحياء، وهذا ظاهر للعيان مع السيسي في مصر، والمالكي وبشار في الشرق الأوسط، وعليه يكون الفشل الأمريكي مؤشرًا كبيرًا على تراجع أمريكا في المحافظة على عملائها، ومناطق نفوذها إلا بشق الأنفس، وهذا ما لم يكن قبل سنوات قليلة وخصوصًا قبل الربيع العربي، وثورة الشام التي أربكت أمريكا وأصبحت بيضة القبان في تصرفات أمريكا في المنطقة، ولكن إلى متى يبقى ذلك أمام أمة نهضت من كبوتها، وفاقت من سباتها، وخرجت من عنق الزجاجة نحو عزها ومجدها ومشروعها الحضاري الإسلامي، ألا وهو إقامة دولة الخلافة الإسلامية، وإعادتها إلى الوجود، ذلك المارد الذي نصح الكاتب الأمريكي جورج آشيا رئيسه الأمريكي أوباما لإيجاد استراتيجية لكيفية التعامل مع مَن لا بد من التعامل معه لأنه عائد لا محالة، وهو الخلافة الإسلامية الخامسة. وعليه فلا توقُّفَ لحركة الأمة الإسلامية وعملها لاستعادة عزها ومجدها وخلافتها الإسلامية!


أما الملف الإيراني فبدا في الخطاب أقل تعقيدًا إذ قال: "إن هناك فرصة حقيقية لحل الأزمة مع إيران بالدبلوماسية وليس عن طريق القوة". وهذا دليل آخر على عجز أمريكا في حلِّ الأمور السياسية العالمية، وتوكيل آخرين وإن كانوا من عملائها من أمثال إيران الخميني ونجاد وخامنئي وحزب إيران اللبناني، فإنهم لا يحلون إشكالات، بل يؤجلون ويطيلون أمد الصراع؛ لأن الأمة الإسلامية في نهاية المطاف واحدة، وكما كشفت ثورة الشام حكام المسلمين العملاء، وعلماء السلاطين وأتباعهم وفضحتهم على رؤوس الأشهاد، فإن أهل القتلى في إيران وحزب حسن اللبناني أخذوا يتذمرون مما لا ناقة لهم فيه ولا جمل، وكذلك أهل العراق ظهر منهم من يرفض الاستمرار بذلك المشروع القذر، في إشارة إلى إشعال أو إمكانية إشعال حرب على أساس طائفي بين المسلمين من أهل المذهب الجعفري الشيعي وأهل المذهب السني أي بقية المسلمين، لذا فالرهان خاسر بإذن الله تعالى، ووعي المسلمين في كافة أنحاء العالم يتنامى، وسيفشل مشاريع الكافر المستعمر في زرع وغرس بذور الفتنة والفرقة بينهم، وهو آخر سهم لأمريكا في جعبتها السياسية كدولة عالمية متفردة وأولى.


واللهَ تعالى نسأل أن يرد كيد الكفر والكافرين إلى نحورهم بقوته وعزته ونصره للمسلمين الواعين المخلصين من أبناء هذه الأمة الذين يعملون لنصرة مشروعهم الحضاري، وهم صابرون رغم الضعف وقلة الحيلة إلا من اللجوء إلى الله تعالى؛ فهو سبحانه وحده القوي والناصر من القلة والضعف، إنه سميع مجيب الدعاء.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
وليد حجازي / أبو محمد - ولاية الأردن

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع