خبر وتعليق الجزيرة نت تتحدث عن مؤتمر دولي للشباب بإسطنبول
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
تحت عنوان "الشباب العربي يناقش أولوياته في مؤتمر دولي بإسطنبول" ذكرت الجزيرة نت أن الحضور العربي في المؤتمر الدولي التاسع للتعاون الثقافي بين الشباب الإسلامي - الذي نظمه المنتدى الشبابي الدولي والاتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية، على مدار يومين في مدينة إسطنبول لفت أنظار المهتمين بقضايا الشباب حول العالم. وذكر رئيس المنتدى في تركيا أحمد موسى أبو داق أن المؤتمر شهد مشاركة وفود شبابية من خمسين دولة إسلامية، فضلا عن وفود حضرت لتمثل الشباب المسلم في دول غير إسلامية، مشيرا إلى أن العدد الإجمالي للمشاركين بالمؤتمر بلغ 150 شابا.
التعليق:
تتشابه هموم وأولويات الشباب المسلم، في ظل أنظمة الفساد والاستبداد في بلادهم. فالبطالة والفقر وتردي التعليم والرعاية الصحية وضنك العيش وفقدان الأمن واستبداد الأنظمة، كلها مشكلات مشتركة يعيشها الشباب المسلم أينما وجدوا في البلاد الإسلامية، مما جعلهم يعقدون الاجتماعات والمؤتمرات والندوات واحدة تلو الأخرى لتدارس همومهم والإشكالات السياسية التي يواجهونها بحثا عن سبيل الخلاص ورفع الظلم عنهم وتحقيق الأمن والأمان. خاصة في الوقت الذي رأوا فيه أن ثورات الربيع العربي التي كانوا هم في طليعتها مطالبين بحقّ العيش الكريم وبتغيير الأنظمة الطاغوتية بعد أن نفد صبرهم من حكامهم، والذي أشعل شرارتها شاب من تونس فأطاحت برأس النظام فيها ثم انتشرت وتوسعت في البلاد العربية الأخرى؛ هذه الثورات لم توصلهم إلى بر الأمان الذي كانوا ينشدونه رغم التضحيات الغالية التي قدموها. فكان طبيعيا أن يشارك الشباب في مثل هذه المؤتمرات سعيا لإيجاد الحل الناجع لمشاكلهم ومشاكل أمتهم.
إلا أن الملاحظ هو حديث الجزيرة نت عن هذا المؤتمر الذي وصفوه بالعالمي لمجموعة من الشباب عبروا عن همومهم ومعاناتهم بما فيها معاناة قطاع الشباب من ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ودور الشباب في قيادة إضراب الأسرى ومواجهة الاحتلال. وكشف بعضهم حسب المصدر عن طبيعة إدراكهم لروح التغيير في مجتمعاتهم مناشدين الكرامة والعدالة الاجتماعية والحكم الراشد. دون أن يعطي المصدر أي قدر من الاهتمام لمؤتمرات وفعاليات الخلافة الكثيرة والضخمة حول العالم والتي قدم فيها حزب التحرير دراسة دقيقة لمشاكل الأمة والمعالجات الصادقة والصحيحة من مبدأ الإسلام العظيم.
فقد تجاهلت معظم وسائل الإعلام وعلى رأسها الجزيرة نت تلك المؤتمرات التي عقدها حزب التحرير بمناسبة الذكرى الـ93 لهدم الخلافة الإسلامية والتي كان للشباب فيها دور بارز في إلقاء الكلمات وتوجيه النداءات للأمة والجيوش واستنهاض همم الشباب لتحمل مسؤولية أمتهم ونصرة الإسلام. كانت أبرزها تلك المؤتمرات الحاشدة بالآلاف في مدن عدة من فلسطين كان ختامها في رام الله والتي تم التأكيد فيها بأن فلسطين بجميع مدنها لن يحررها إلا الخلافة وأن الأسرى المقهورين في سجون الاحتلال ليس لهم غير خليفة المسلمين يستنفر الجيوش لتحريرهم. إضافة إلى المؤتمرات الجماهيرية الحاشدة في 70 مدينة رئيسية في طول البلاد وعرضها في إندونيسيا، وكذلك مؤتمر طوق النجاة العالمي في السودان الذي قدم فيه ثلة من المفكرين والسياسيين من السودان وبلدان الربيع العربي رؤية إسلامية صادقة عن الأحداث في بلدان الربيع العربي والسودان. أما في تركيا التي كانت عاصمة الخلافة طوال سنين طويلة فقد نظم حزب التحرير مؤتمرا عاما في مدينة قونيا تحت عنوان "لتقام الخلافة من جديد في رجب 1435هـ". كما سبق وأن عقد مؤتمرا جماهيريا تحت عنوان "كانت هنا قبل تسعين عاما" في إسطنبول وذلك في الذكرى السنوية الميلادية التسعين لهدم الخلافة في آذار/مارس 2014. فأين كان صحفيو الجزيرة من تلك الفعاليات؟ أم أن الجزيرة ما زالت في سباتها لا ترى أن مطلب الخلافة والحكم بالإسلام أصبح هو مطلب الأمة جميعا في الشرق والغرب. إلا أن التعتيم الإعلامي على فعاليات الخلافة لن يوقف المخلصين من أبناء الأمة من المطالبة بالخلافة والعمل على إقامتها. فقد أدرك المسلمون أن سبب ما يعانيه الشباب اليوم وسبب الوضع السيئ الذي تعيشه الأمة والبشرية هو غياب الإسلام عن الحياة وهيمنة المبدأ الرأسمالي الذي لم يقدم للبشرية سوى الفساد والظلم، وأن نهضة المسلمين والوقوف على أقدامهم من جديد، وبلوغهم الطمأنينة والسعادة؛ لا يكون إلا بعودة الإسلام السياسي إلى الحياة من جديد، ولا يتحقق ذلك إلا بالخلافة الراشدة. أما شعارات الكرامة والعدالة الاجتماعية والحكم الراشد وغيرها من الشعارات الرنانة فهي شعارات خاوية تسعى وسائل الإعلام ومن ورائها الغرب وبعض أبناء المسلمين على تلميعها وإلهاء الأمة بها بغية حرفهم عن النظرة السليمة لمشاكلهم حسب الإسلام وإبعادهم عن الحل الصحيح النابع من عقديتهم.
لقد أثبت التاريخ أن الشباب هم أمل الأمة وهم عماد رفعتها. وإن شباب اليوم لقادرون بإذن الله على النهوض بأمتهم ونصرة دينهم والدفاع عن مقدساته والذود عن الأعراض وذلك باتباع المنهج الصحيح للتغيير والذي يقتضي السير على خُطا النبي وذلك باحتضان حزب التحرير وفعالياته والعمل معه. فقوموا أيها الشباب لنصرة العاملين من أجل حمل رسالة الإسلام، والعمل معهم من أجل إقامة حكم الله في الأرض ولرفع الظلم عنكم وتحقيق الأمن والأمان لكم ولأمتكم.
كتبته لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أختكم أم المعتصم