خبر وتعليق ويتواصل المكر والتآمر على ثورة الشام الأبية
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
أوردت الصّباح نيوز في عددها يوم 2014/06/06 "أنّ الأيّام القليلة القادمة ستشهد فتح تمثيليّة إداريّة تونسيّة في دمشق، وأنّ هذا القرار يدخل ضمن إطار صلاحيّات مؤسّسة رئاسة الحكومة بغاية متابعة شؤون التّونسيين الموجودين بسوريا والتي تكلّفت بهم مصالح سفارة تونس ببيروت".
التّعليق:
الخبر في ظاهره يُبرز اهتمام الحكومة التّونسيّة بشؤون التّونسيين وحرصها على رعايتهم أنّى كانوا، ولكنّ المتأمّل فيه سرعان ما ينكشف له:
وجه الحكومة الإجرامي: فقرار فتح تمثيليّة إداريّة تونسيّة في دمشق تطبيع مع المجرم بشّار خاصّة بعد مسرحيّة الانتخابات المهزلة، واعتراف به وبأعماله الإجراميّة ويمنحه "مشروعيّة" دوليّة جديدة ليُمعن في القتل وسفك الدّماء المعصومة، بل يجعل من حكومة تونس شريكا في قتل المسلمين في الشّام.
وجه الحكومة الوطنيّ التّخاذلي: فحكومة جاءت بعد ثورة كان حريّا بهم نصرة أهلنا في بلاد الشّام وإنقاذهم من بشّار السفّاح الّذي سفك الدّماء وانتهك الأعراض ودمّر البنيان وشرّد الشّيوخ والنّساء والأطفال، ولكنّهم صموا وعموا عن كلّ ذلك بمنطق الوطنيّة الضيّقة الخاذلة المتخاذلة، وطنيّة استجابت واستكانت لتقسيمات سايكس بيكو الاستعماريّة فجعلت بلاد المسلمين الواحدة مزقاً سجوناً لا يتنقّل أهلها فيها إلا بإذن وتحت الحراسة والمراقبة، وجعلت من الأمّة الواحدة شتاتا ضائعين حائرين معزولاً بعضهم عن بعض، تمنعهم من التّناصر وإذا تناصروا فمشبوهون أو مجرمون.
وجه الحكومة الخيانيّ وسيرُها في ركاب الكافر المستعمر: فعوض أن يكونوا سندا لإخوانهم نراهم يتّبعون أوامر أسيادهم؛ فإن أمروهم بقطع العلاقات قطعوها وإن أمروهم بإعادتها أعادوها، وهم قبل ذلك وبعده تجنّدوا لحرب كلّ من ثار على النّظام الرّأسماليّ الذي فرضه الكافر المستعمر على المسلمين فانبروا لتشويه ثورة المسلمين عموما وثورة أهل الشّام خصوصا، فافتروا على الثّوّار إفكا واتّهموا المسلمات العفيفات زورا وبهتانا بمسألة اخترعوها "جهاد النّكاح" تمهيدا لأنفسهم وخدمة لأعداء الأمّة وتنفيرا من الثّوّار وتضييقا عليهم ليظلّوا معزولين في كيانات سايكس بيكو، لا ناصر لهم ولا معين...
إنّ هذا الخبر وأشكاله بقدر ما يكشف ضعف هذه الحكومات وخوفها من شعوبها، وضعف الكافر المستعمر وقلّة حيلته بتعويله على عملاء بانت خياناتهم وإجرامهم، يكشف القوّة الكامنة في المسلمين وأنّه كلّما ازدادت المؤامرة عليهم ازدادوا هم ثباتا وصمودا وصدّا لعملاء الغرب المستعمر وإعراضا عن النّظام الرّأسمالي وعلمانيّته وديمقراطيّته، وإقبالا على الإسلام وحزبه وخلافته.
وإنّ الثّبات على الحقّ لمؤذن بالنّصر وبتحقيق وعد الله تعالى لعباده المؤمنين المستضعفين في الأرض. يقول الله تعالى: ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ﴾.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
الأستاذ محمد علي بن سالم
عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير / تونس