خبر وتعليق رغم أنوفكم خلافة على منهاج النبوة
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
في مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيس الإيراني (حسن روحاني)، والتركي (عبد الله غل) في أنقرة، يوم الاثنين، 9 من حزيران/ يونيو، أكّد غل عزم الطرفين على "إنهاء المعاناة في المنطقة"، مضيفا أن الخطوات المشتركة بين تركيا وإيران من شأنها أن "تسهم بقسط جدّي في هذا المجهود". من جانبه أعلن روحاني عزم إيران وتركيا، بصفتهما أكبر دولتين في المنطقة، على مكافحة التطرف والإرهاب هناك، وأضاف قائلا أنه يجب أن "يوضع حد للحرب وإراقة الدماء والتطاحن بين الأشقاء في سوريا".
التعليق:
إنه أمرٌ مثير للسخرية أن لا يملك رئيس دولة مثل إيران قراره بيده، وأن يكون مجرد أداة تخدم الاستعمار الغربي في بلاد المسلمين (أفغانستان، والعراق، ولبنان، وسوريا)، يطلق تعهدات، ويضع عهدًا على نفسه بأن يقاتل حتى يفنى آخر جندي إيراني من أجل بقاء الأسد وعائلته في الحكم في أرض الشام! وبأن يتسلط على رقاب الثوار، الذين رفضوا الاحتلال الفرنسي سابقا، والاحتلال الامريكي حاليا، ولا يرجون شيئا إلا من خالقهم، بعد أن خذلهم حكام المسلمين.
إنّ أمر هؤلاء الحكام غريب! فهم يكذبون ويصدقون كذبهم، ويتبجحون على شاشات الإعلام كذبًا بأنهم يكترثون لما يحدث لأهلنا في سوريا، لكن الجميع يعلم أن جنود إيران وحزبها في لبنان وحتى فيلق العباس الذي يأتمر بأمرها هم من يصنعون المعاناة هناك للأهل في سوريا، ولولا دعم إيران لما قُتل طفل واحد في أرض عمود الإسلام (الشام). أما أنت يا رئيس ما تُسمى الجمهورية الإسلامية تعزم على محاربة "الإرهاب"! الكلمة السحرية التي اصطلحتها أمريكا لتبرير جرائمها، والتي بسببها عانى الملايين وقتلوا في العراق وأفغانستان، ألا تذكر أنت وأمثالك من مرتزقة الأمريكان، أن أمريكا كانت تصفكم بهذا الوصف إعلاميا في الماضي القريب، قبل أن تكشفكم ثورة الشام وتظهر وجوهكم الحقيقية؟
ألستم أنتم - يا حكام إيران - من قلتم بأن أمريكا هي الشيطان الأكبر؟ فلماذا ها أنتم تخلصون العمل لها، وترسلون جنودكم إلى سوريا لدعم النظام العلوي الكافر عميل أمريكا، بكل ما أوتيتم من مال، وسلاح، وجند، بل بكل ما أوتيتم من خسة ونذالة، كل ذلك إرضاء لأمريكا! كفاكم مُهاتَرة واصطيادا في الماء العكر، فالجميع يعلم من أنتم، وماذا ترجون، وممن تخافون. فأنتم من شُكرتم في مساعدتكم الهائلة في الحرب على أفغانستان والعراق، ولولا تعاونكم ومسانداتكم وتسهيلاتكم لما احتلت قاهرة الشيوعيين (أفغانستان)، ومهد الحضارة ومنبعها (عراق الرشيد).
أما أنت يا رئيس أقوى دولة في منطقة الشرق الأوسط وأقربها إلى الشام (تركيا)، ألم تكن في الماضي القريب تتباكى على ما يحدث في سوريا، وتصدر التصريحات بأن النظام السوري قد فقد شرعيته، وأصبح قاتلا لشعبه، ومنتهكا للقوانين؟ فلماذا قولك يخالف فعلك؟ فها أنت تتآمر على هذا الشعب بكل ما يقع تحت يديك، كاستحضار معارضة ورعايتها، وهي لا تمثل أحدا سوى أمريكا وعملائها! وها أنت تحرص على رعاية المؤامرات بنفسك، وتقدّم التسهيلات التي يطلبها أو يرجوها سيدك في البيت الأبيض! وها أنت الآن - يا عرّاب أمريكا في المنطقة - تتآمر في العلن مع حليف أمريكا العسكري (رئيس إيران) على شاشات التلفاز! فلا تكترث لما سوف يحدث لك في القريب العاجل على أيادي من تذيقونهم البؤس والعذاب (أهلنا في أرض الشام).
وأخيرا، أنتم أيها الرؤساء أكثر الناس إدراكًا لما يحدث في سوريا ولمعاناتهم، لأنكم أنتم من تصنعون آلامهم، وتعلمون علم اليقين أنكم تصارعون في أرض الشام على وجودكم كعملاء للغرب الكافر وأعوانه، ولكنكم لا تدركون بعد أن هذه الأمة التي خنتموها تستمد قوتها بعد الله سبحانه وتعالى بما يحدث لها من صدمات ونكسات على أياديكم. إن الصراع في أرض الشام هو صراع وجود ونهضة أمة ترتوي وتكبر بالمعاناة التي تعيشها، لتكون قادرة على التضحية بما تملك من مال وأنفس وعيال، والارتقاء بفكرها، فلا تعود تكترث لمتاع الدنيا الذي هو منالكم وغايتكم. إنّ لهذه الأمة مستقبلا سُطّر في القرآن والحديث، وسوف تكون رغم أنوفكم "خلافة على منهاج النبوة".
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو يوسف