خبر وتعليق ليست مرحلة لحل المشاكل (مترجم)
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
ذكر موقع إنترنت خبر التركي بتاريخ 2014/05/29م أنه تمت استضافة وزير الداخلية افكان ألا في برنامج "ماذا يحدث" الذي يتم عرضه على شاشة تلفزيون TGRT. وقال وزير الداخلية افكان ألا في اللقاء "أن الحكومة تعمل بشكل مستمر على مكافحة أعمال الشغب وقطع الطرق واختطاف الأطفال من طرف المجموعات الإرهابية التي تحاول الاستمرار في البقاء. ويجب على أعضاء مجلس الشعب الممثلين لهذه الشريحة القيام بتحمل مسؤولياتهم أيضا. وإلا فإن مرحلة السلام سوف تتعرض إلى التوقف".
التعليق:
بناءً على اللقاءات الجارية بين كل من الحكومة وحزب العمال الكردستاني في آخر سنة والاتفاقيات التي تم التوصل إليها بين الطرفين، تمت محاولة تشكيل رأي عام من شأنه الإيحاء بأن المشكلة الكردية في كل من المنطقة الشرقية والجنوبية الشرقية تنتهي وأنه سوف يتم حل المشاكل الموجودة. ويتم العمل من طرف كل من الحكومة وحزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي/حزب الشعب الديمقراطي على الإيحاء بأنه يتم السير في هذا الطريق بشكل مستقر. ولكن وجد في الأسابيع الأخيرة بأن حزب العمال الكردستاني يستمر بأفعاله كما كانت الحال سابقا وذلك على شكل اختطاف الأطفال من مدينة ديار بكر والقيام بقطع الطرق بحجة بناء مخافر جديدة والقيام بإجراء هجوم مسلح ضد أعضاء حزب الدعوة الحرة واختطاف الناس، والخطف والقتل. وازدادت حدة التوترات في المنطقة الشرقية والجنوبية الشرقية بعد هذه التطورات.
في البداية، يجب التطرق إلى موضوع مرحلة الحل التي تم البدء بها في الأعوام الأخيرة والنظر إلى درجة استقلالية كلا الطرفين في هذه المرحلة. يجب النظر إلى هذا الصراع الذي بدأ قبل أكثر من30 سنة من الآن في المنطقة الشرقية والجنوبية الشرقية من تركيا ومعرفة من بدأ هذا الصراع وكيف سوف ينتهي، ويمكن حينها إعطاء القرار بناءً على ذلك. لدى تقييم الولايات المتحدة الأمريكية على أنها عامل مهم يؤثر على السياسة التركية، فلا يحمل حزب العمال الكردستاني صفة المنظمة التي تتحرك بشكل مستقل ضمن إرادتها الذاتية. ولهذا السبب يكون إنهاء حزب العمال الكردستاني والدخول في مرحلة السلام مرتبطاً بالقرار الأمريكي.
وسوف يتحقق هذا الأمر في حال أرادت الولايات المتحدة الأمريكية ذلك. أما في حال لم ترد الولايات المتحدة الأمريكية ذلك، فلن ينتهي الصراع لمجرد إرادة حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية فقط. وذلك لأن كلاً من حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية مرتبط بالإرادة الأمريكية. لقد استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية حزب العمال الكردستاني بمثابة ماء الحياة من أجل إنقاذ حزب البعث وذلك من أجل التأثير على الثورة السورية وتوجيه مسارها نحو الديمقراطية.
ويعتبر موضوع عبور عناصر حزب العمال الكردستاني الموجودين في جنوب تركيا إلى المنطقة الشمالية من سوريا وقيامهم بمحاربة المجموعات الإسلامية المقاومة هناك وقيامهم بالسيطرة على المناطق التي يتم إفراغها من قوى حزب البعث هو أكبر دليل على هذا الأمر. وتم تقديم هذا الأمر وخروج عناصر حزب العمال الكردستاني من الأراضي التركية بشكل مؤقت وتوجههم إلى الأراضي السورية على أنه من أحد نجاحات مرحلة الحل. ولكن الحقيقة هي أن هذا الأمر هو عبارة عن خيانة كل من حزب العمال الكردستاني والحكومة التركية المرتبطين بالولايات المتحدة الأمريكية للثورة السورية.
وتقوم الولايات المتحدة الأمريكية في هذه المرحلة بزيادة حصة ودور حزب العمال الكردستاني تجاه السياسة السورية بسبب تصرف أردوغان دون المستوى المطلوب. والأمر اللافت للنظر هنا هو أن حزب العمال الكردستاني قام بالهجوم على المجموعات ذات الطابع الإسلامي الموجودة في المنطقة. وذلك بهدف تحريك صراع جديد في المنطقة. فيجب على المسلمين أن يكونوا حذرين في هذا الموضوع. إن الشيء الذي تريده الولايات المتحدة الأمريكية هو ضرب حزب العمال الكردستاني للمجموعات ذات الطابع الإسلامي الموجودة في المنطقة ببعض. يجب على المسلمين الحذر بشكل كبير تجاه هذه اللعبة. وعجز الحكومة التركية في هذا السياق هو أمر غريب جدا ويبعث للدهشة. وعدم قدرتها على حماية الأطفال الصغار التابعين لها هو أمر يدل على عجزها أيضا. وتسليم صلاحية أخذ الأطفال من حزب العمال الكردستاني من طرف حزب الشعب الديمقراطي من أجل تسليمهم إلى أهاليهم هو أمر يدل بحد ذاته على عجزها أيضا.
إن المهمة التي تقع على عاتق كل من حزب الدعوة الحرة وعلى المجموعات الإسلامية هو رمي الخرافة المسماة باسم مرحلة الحل في وجه الطرفين وتقديم النصح لكل من حزب العدالة والتنمية وحزب الاتحاد الديمقراطي/حزب الشعب الديمقراطي الذين يسعون للحصول على مكاسب سياسية من هذه المرحلة. بالإضافة إلى ذلك، يجب عليهم عدم البقاء بين الطرفين ضمن تعقيدات هذه المرحلة وعدم الدخول في الأفعال العنيفة والمادية.
الموضوع الأكثر أهمية هو على الشكل التالي: سوف تطلب الولايات المتحدة الأمريكية نزع السلاح من حزب العمال الكردستاني بشكل ما، وسوف تقوم بعرض هذا الأمر على أنه جزء من مرحلة الحل من أجل الحرب الدائرة في المنطقة الجنوبية والمنطقة الجنوبية الشرقية من تركيا. ولكن لن تقوم بهذا الأمر بدون مقابل على الإطلاق. ومرادها الأهم من هذا الأمر هو توجيه الشعوب إلى الديمقراطية وإبعادها عن الإسلام. وتدعم الرسائل القادمة من عبد الله أوجلان والتي تركز على الإسلام والديمقراطية هذا الأمر. الصحوة الإسلامية تبدأ الآن في الشرق الأوسط في سوريا عن طريق المقاومة الإسلامية، ويقوم المسلمون في هذه المرحلة بطلب تأسيس دولة الخلافة الإسلامية مقتدين بأصول الدولة الإسلامية. وفي الوقت الذي يتم فيه طلب تأسيس دولة الخلافة من طرف المسلمين في المنطقة، يعد توجيه الشعب الكردي إلى الديمقراطية وتقديمها وكأنها من ضمن الإسلام هو ذنب كبير للغاية.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمود كار