الجولة الإخبارية 2014-6-24
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
العناوين:
• الرئيس الأمريكي يشير إلى تقسيم العراق
التفاصيل:
الرئيس الأمريكي يشير إلى تقسيم العراق:
صرح الرئيس الأمريكي أوباما في 2014/06/20 لتلفزيون إن بي سي قائلا: "إن الصراع الدائر في العراق هو نتيجة الانقسامات الطائفية التي سمح لها بالتفاقم". مع العلم أن أمريكا هي التي أوجدت الانقسامات الطائفية حيث أحدثت في الدستور الذي وضعته بواسطة حاكمها المدني بريمر المحاصصة الطائفية التي لم تكن موجودة في العراق فبذرت بذور الطائفية، وهي التي جعلتها تتفاقم عن طريق عملائها وعلى رأسهم المالكي حيث قاموا بتأجيج التعصبات المذهبية بالأقوال والأفعال وذلك تحت سمعها وبصرها وهي التي تديرهم ولم تنكر عليهم ولم تردعهم عنها، وهي تمدهم بأسباب القوة، بل تركتهم يؤججون ذلك. وأضاف الرئيس الأمريكي قائلا: "إن عدم الاعتراف بمخاوف الأقليات بالإضافة إلى الغموض في تشكيل حكومة بعد الانتخابات في نيسان/إبريل ترك العراق عرضة للمخاطر".
وكان قد صرح في الأسبوع الماضي يوم 2014/06/13 مشيرا إلى هذا الموضوع فقال: "وللأسف لم يكن قادة العراق في أغلب الأحيان قادرين على التغلب على عدم الثقة وتجاوز الخلافات الطائفية التي تعتمل منذ فترة طويلة هناك وهذا ما خلق نقاط ضعف داخل الحكومة العراقية وكذلك داخل قوات الأمن التابعة لها".
فالرئيس الأمريكي بهذا التصريح يؤكد أن بلاده هي وراء الخلافات الطائفية وهي التي أوجدتها لأنها هي التي أوجدت النظام الطائفي وموضوع الأقليات. لأن الشعب العراقي قبل احتلالها الغاشم كان شعبا واحدا رغم وجود مذاهب فيه. ويركز الرئيس الأمريكي على موضوع الأقليات والطائفية في إشارة منه إلى أن الحل السياسي الذي اقترحه في 2014/06/13 يتضمن تقسيم العراق على أساس طائفي وقومي، ولم يركز على موضوع إقامة حكومة واحدة للجميع بل إنه يرى أن هناك غموضا فيما يتعلق بالانتخابات وبتشكيل الحكومة. وأكد على ما يريده وما يهدف إليه بقوله إن "بعض القوى التي ربما دائما تقسم العراق أصبحت أقوى الآن وتلك القوى التي يمكن أن تحافظ على وحدة البلاد أصبحت أضعف". أي أنه يريد أن يقول أن موضوع تقسيم العراق على أساس طائفي هو أقرب من وحدته، ولهذا يريد أن يعمل في اتجاه هذه النقطة عندما قال: "مجرد استقرار شيء ما قبل عامين أو أربعة أعوام لا يعني أنه مستقر الآن". وأضاف: "جزء من المهمة الآن هو رؤية ما إذا كان الزعماء العراقيون مستعدين للسمو فوق الدوافع الطائفية والتجمع معا والتوصل لحل وسط. وإذا لم يستطيعوا لن يكون هناك حل عسكري لهذه المشكلة. ليس هناك كم من قوة النيران الأمريكية يستطيع أن يوحد البلاد". أي أن أمريكا لن تعمل على المحافظة على وحدة العراق وستتركه يتجزأ وينقسم حتى لا تبقى أية قوة للعراق ولا يصلح لأن يكون نقطة ارتكاز للمسلمين لإقامة دولة الخلافة من جديد، بعدما كان العراق قبل الاحتلال الأمريكي الغاشم صالحا لأن يكون نقطة ارتكاز لإقامة الخلافة حيث كانت لديه قوة قادرة على توحيد البلاد الإسلامية والتصدي للأعداء، إلا أن النظام السابق أساء استخدام هذه القوة وقدم تنازلات كبيرة لأمريكا حتى ترضى عنه لخوفه الشديد منها بسبب انعدام العقائدية الصحيحة لديه، عندئذ طمعت به أمريكا عندما رأت هوانه وضعف مواقفه وشدة خوفه منها وعدم استعداده لمواجهتها. فحزب البعث في العراق لم يقم نظامه على أساس عقيدة الأمة ومبدئها ولذلك لم يثبت ولم تستعد الأمة لنصرة ذلك النظام البعثي العلماني، فسهل على أمريكا احتلال البلد. ولكن بعد الاحتلال وبعد سقوط النظام قام قسم من أبناء الأمة وقاوموا الاحتلال الأمريكي حتى لقنوه درسا لا ينساه واضطروه لأن يعلن خروجه من البلاد. ولذلك رأت أمريكا أنه لا بد من كسر شوكة الأمة انتقاما لما حصل لها، فأوجدت الانقسام الطائفي وبدأت بالعمل على تقسيم العراق، حيث تبنى الكونغرس الأمريكي عام 2006 قرارا غير ملزم للرئيس ينص على تقسيم العراق إلى ثلاث فدراليات، وكان نائب الرئيس الحالي جوزيف بايدن من المقدمين لهذا الاقتراح. ولم يتبن الرئيس بوش يومئذ ذلك حتى تعمل على تعميق الانقسام الطائفي بحيث يصبح أهل البلد هم بأنفسهم يطالبون بهذا التقسيم كما بدأ يحصل اليوم.