خبر وتعليق الخلافة هي الدواء وليست داء
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
الخبر:
طالعتنا صحيفة الوفد يوم الجمعة 2014/7/4م، بمقال للكاتب المسرحي لينين الرملي يحمل عنوان (الداء في الخلافة)، يعلق الكاتب فيه على تلك الخريطة التي نشرها "تنظيم الدولة الإسلامية" لدولة الخلافة والتي تضم حسب تصورهم ثلاث عشرة ولاية.
التعليق:
ما لفت نظري في المقال هو إدراك الكاتب أن الجيش وحده لن يحل المشكلة ما إذا كان هناك توجه لجعل مصر جزءاً من دولة الخلافة، إذ إن هذا فيه دليل على إدراكه لعمق فكرة الخلافة في نفوس الناس. وهذا ما حذا به للدعوة للتصدي للفكرة قبل الحديث عن قدرة الجيش المصري للتصدي لتهديد "تنظيم الدولة" المزعوم، فالرجل كما غيره من رجالات العلمانية في مصر يعتبر عودة الخلافة عودة للعصور الوسطى كما يقول، هذا ما تعلمه وتربى عليه، والعصور الوسطى ومن ثم عصر التنوير هو ما اطلع عليه من تاريخ البشرية، فتاريخ البشرية عنده هو تاريخ أوروبا، نعم كانت هناك عصور وسطى، وعصور ظلام في أوروبا، لكن في نفس التوقيت كانت دولة الخلافة الإسلامية هي منارة العلم والحضارة في العالم. وعصورك الوسطى يا سيد لينين لم توجد أبدا في بلاد الإسلام إلا في أواخر الدولة الإسلامية عندما تخلى المسلمون عن التمسك بدينهم والعض عليه بالنواجذ واتبعوا سنن من قبلهم من اليهود والنصارى، بل ودخلوا جحر الديمقراطية العفنة وراءهم، فضعفت الدولة نتيجة فصل الطاقة العربية عن الطاقة الإسلامية وإهمال أمر الاجتهاد، ومن ثم تم هدم دولة الخلافة سنة 1924م بتخطيط وترتيب من أعدى أعداء الأمة حينها الإنجليز وبمعونة خونة الأمة من الترك والعرب وعلى رأسهم الخائن الأكبر مجرم العصر مصطفى كمال.
ونحن نسأل الرملي وغيره، هل يمكن لعاقل أن يرفض الدعوة لإقامة الخلافة الإسلامية، لمجرد أنه يرى "أنها تدعونا للماضي بصراحة ووضوح وكأن الدنيا لم تتغير". وما العيب في الماضي حتى يرفض، وهل ترفض سيادتك الشيء لمجرد أنه قديم؟! وهل الديمقراطية التي تتغنون بها وأمثالكم مقبولة لأنها جديدة من أيام اليونان فقط؟!، وهل الدين مرفوض عندكم لأنه قديم؟!، أين عقولكم؟! وهل تعلمتم أو عُلمتم أن الصواب والخطأ يعرف بتقادم الزمان، فما كان قديما فهو خطأ وما كان جديدا فهو صواب؟! ما لكم كيف تحكمون؟!.
عموما أنا هنا لست بصدد تفنيد هذا المقال المتهافت، ولكنني بصدد الحديث عن تلك الهستيرية التي أصابت البعض، وكذا موجة السخرية التي تعرضت لها فكرة الخلافة بمجرد إعلان تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، قيام الخلافة الإسلامية ومبايعة أمير التنظيم خليفة للمسلمين. فبنظرة سريعة لعناوين الأخبار والمقالات التي تناولت الخبر ودون الدخول في تفاصيل ما كتب تدرك حجم التشويه الذي نالته فكرة الخلافة كما تدرك حجم التندر عليها وعلى من أعلن عن قيامها بهذا الشكل المسرحي وكأن الخلافة يمكن أن تكون مجرد خبر يقال وإعلان على اليوتيوب. فأحدهم يكتب مقالا بعنوان "بين الخلافة والتخلف" والآخر يكتب "بين الديمقراطية والخلافة" وثالث بين أيدينا يكتب "داء الخلافة".
قد يكون إعلان "تنظيم الدولة" إقامة الخلافة بهذه الطريقة يصب في مصلحة أعداء الخلافة، الذين يرتعبون من ذكرها ويتوجسون خيفة من اليوم الذي تزلزل فيه الخلافة عروشهم، ولذا فنحن نرى أنهم تعاملوا مع هذا الإعلان بخفة فلم ترتعد فرائصهم ولم ترتجف قلوبهم، وما كان من الممكن أن تكون هذه حالهم لو كانت تلك الخلافة خلافة حقيقية تتوفر فيها الشروط الشرعية بأن يكون لها سلطان ظاهر في هذا المكان الذي أقيمت به، يحفظ فيه أمنه في الداخل والخارج، وأن يكون هذا المكان فيه مقومات الدولة في المنطقة التي تعلن فيها الخلافة، فكيف يكون المكان دولة خلافة ولا توجد فيه مقومات الدولة؟".
وأخيرا لا بد من التأكيد على حقيقة أن أمر الخلافة محفور في صدر الأمة وهي تتوق لليوم الذي تعز فيه بإقامتها، وهي أعظم من أن تشوه أو أن ينفض الناس من حول دعاتها الذين يسيرون على طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في إقامتها ويعملون مع الأمة وبينها لجعلها واقعا ملموسا على الأرض. نعم الأمة هي من سيقيم الخلافة بقيادة حزب مبدئي، لا ينظر للأمة باعتبارها مجموعة من المرتدين، أو فصائل تجب مقاتلتها، بل الأمة هي التي بها تقام الخلافة.
نعم الخلافة الحقيقية وليست الموهومة هي الدواء لكل الأمراض التي تعاني منها الأمة، وبها وحدها تعود الأمة إلى سابق عزها ومجدها، ناشرة للخير في ربوع العالم، فتقهر أعداء الله الكفار المستعمرين وتُعز المسلمين المؤمنين، ليعلن التاريخ بدء عهد جديد للبشرية يشع نورا وخيرا كما شعّ نور الإسلام من قبل على البشرية جمعاء فأنار لها الطريق، وأخذ بيد من شاء الله لعز الدارين.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
شريف زايد
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر