الإثنين، 23 جمادى الأولى 1446هـ| 2024/11/25م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مع الحديث الشريف باب ما جاء في الشهادة على رؤية الهلال

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجة "بتصرف" باب ما جاء في الشهادة على رؤية الهلال"


حدثنا عمرُو بنُ عبدِ الله الأَوْدِيُّ ومحمدُ بْنُ إسماعيلَ قالا: حدثنا أبو أسامةَ حدثنا زائدةُ بْنُ قُدَامةَ، حدثنا سَمَّاكُ بْنُ حربٍ عن عكرمةَ عن ابنِ عباسٍ قال: جاءَ أعرابيٌّ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: أبصرتُ الهلالَ الليلةَ، فقال: أتشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وأنَّ محمداً رسولُ الله؟ قال: نعم، قال: قم يا بلالُ فأذِّنْ في الناس أن يصوموا غدا، قال أبو علي: هكذا روايةُ الوليدِ بنِ أبي ثَوْرٍ والحسنِ بنِ عليٍّ ورواهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، فلم يذكر ابْنَ عباس وقال: فنادى أنْ يقوموا وأن يصوموا".


قوله ( فقال أبصرتُ الهلال ) قَبُولُ خَبَرِ الواحدِ مَحمولٌ على ما إذا كانَ بالسماءِ علةٌ تَمْنَعُ إبصارَ الهلال. وقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ له أتشهدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ: تحقيقٌ لإسلامِه وفيه أنه إذا تحقق إسلامُه وفي السماءِ غَيْمٌ يُقْبَلُ خبرُهُ في هلالِ رمضانَ مطلقاً، سواءٌ أكانَ عدلاً أم لا، حُرّاً أم لا. وقد يقالُ كان المسلمون يومئذ كلُّهم عُدولٌ، فلا يلزمُ شهادةُ غيرِ العدلِ إلا أنْ يَمْنَعَ ذلكَ، لقوله تعالى: "إنْ جاءكم فاسقٌ بنبإٍ.. الآية. (فأذن في الناس ) من الإيذان أو التأذين والمراد مطلق النداء والإعلام.

إن الفائدةَ المتحققةَ من هذا الحديث، هي أنّ ثبوت هلال رمضان وبدء الصوم، يثبت بشهادة شاهد واحد، وهذه الرؤية هي التي أوجبها الشرع، إلا أن مشكلة الأمة اليوم في العالم الإسلامي، هي أن كل دولة من دول المسلمين، تعتبر نفسها كلاً، وليس جزءا، من الأمة الإسلامية، وإن نصت بعض الدساتير فيها غير ذلك، فصارت كل دولة تتخذ قراراتها السياسية والدينية، دون مراعاة لسائر المسلمين، لأنها تعتبر نفسها كيانا مستقلا عن سائر المسلمين، لا حق للمسلمين خارج كيانها بالتدخل فيه، وهذا هو السبب في بقاء الاختلاف بين الدول في العالم الإسلامي بخصوص بدء الصوم.


وبناء عليه نقول: إن المسلم في أي بلد من بلدان المسلمين، إذا سمع إعلان بدء الصوم، في أي دولة أو بلد، يجب عليه أن يصوم، ما دام الشرعُ قد عين له هذه الطريقة الواضحة، وما قام به الحكام، خلال الأعوام والعقود الماضية، من تشتيت للأمة في عباداتها، وعدم توحيد صومها، أصبح مكشوفا وظاهرا للعيان، بعد أن وقفت الأمة على حقيقة هؤلاء الحكام، وعرفت أنهم العدو الأول لها على خط المواجهة، فقامت لخلعهم من عليائهم، فمنهم من هرب ومنهم من خُلع، ومنهم من قُتل، ومنهم من ينتظر مصيرَه البائس، ولن تُخطئهم أيديْ الثوار، وستنال منهم بعون الله، بعد هذه العقود العِجاف، لتنهي فترة حكمهم النحسة من حياة الأمة. اللهم عجل لنا بذلك، لنرى خليفة المسلمين، يقفُ خطيباً بالمسلمين قائلا: أيها المسلمون: تقبلَ الله طاعاتِكم، وكل رمضان وأنتم بخير، فقد ثبت بالرؤية الشرعية هلال رمضان، وإن غدا هو الأولُ منه، فاتقوا الله وأطيعوه، وأكثروا من فعل الخيرات قبل أن يَنفضَّ هذا السوق. اللهم كحل عيوننا برؤية هذا المشهد العظيم، اللهم آمين.


احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع