الأحد، 29 محرّم 1446هـ| 2024/08/04م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

مواصفات الجماعة المبرئة للذمة الحلقة 3

بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الخلق وسيد المرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين وعلى من تبعهم واهتدى بهديهم واستن سنتهم واقتفى أثرهم بإحسان إلى يوم الدين... أما بعد


أيها الأحبة الكرام، نحييكم بتحية الإسلام، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم أما بعد: نستعرض في هذه الحلقة الصفة الثانية من مواصفات الجماعة المبرئة للذمة، وأدلته الشرعية.


ثانيا : أن تكون مبدئية:


أما كونها مبدئية فلا يكفي في الجماعة المبرئة للذمة أن تكون إسلامية فقط تدعو إلى بعض الإسلام أي إلى بعض فروض الإسلام دون سائر الفروض كإقامة جماعة تدعو إلى الصلاة وأخرى تدعو إلى الصيام وثالثة تدعو إلى الأخلاق فهذه الأمور وهذه الدعوات وإن كانت من الإسلام إلا أنها لا تبرئ ذمة الجماعة التي تعمل للنهوض بالأمة أمام الله سبحانه وتعالى. بل يجب أن يكون الإسلام هو القاعدة الفكرية التي تنبثق منها جميع الأحكام التي تتبناها هذه الجماعة وتضبط سلوكها وأعمالها وغاياتها وأهدافها على أساسها، وأن يكون الإسلام هو القاعدة الفكرية التي تبني عليها هذه الجماعة جميع أفكارها. والقاعدة الشرعية " الأصل في الأفعال التقيد بالحكم الشرعي " توجب أن يكون كل فعل وكل تصرف أي كل سلوك، وتوجب أن يكون كل هدف وكل غاية مستندة إلى الحكم الشرعي ومشفعة بالدليل الشرعي وإلا كانت هذه الجماعة ومع كونها إسلامية إلا أنها ليست مبدئية. قال تعالى:{ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ } 7 الحشر و"ما" هنا من صيغ العموم أي كل ما أتاكم به الرسول صلى الله عليه وسلم وجب عليكم أن تأخذوه أيها المسلمون وتعملوا على أساسه وتتقيدوا به وكل ما نهاكم عنه يجب عليكم أن تنتهوا عنه وما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو القرءان والسنة فلا اعتبار هنا إذن للمصلحة العقلية أي للهوى ولا اعتبار للظروف والواقع أو لموازين القوى والمواقف الدولية، ولا مجال أيضا للانتقاء والتخير بين فروض الله سبحانه وتعالى قال تعالى {أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } 85 البقرة وقال:{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً } 3 المائدة, فهذا وذاك أي جعل المصلحة حسب ما يحددها العقل هي الحكم أو التعذر بالواقع والخضوع لموازين القوى الدولية وغيرها فهذا وذاك كما أسلفت أيضا يجعل الجماعة غير مبدئية وإن كان ما تقوم به من الإسلام أي كونها جماعة إسلامية. وهكذا تخرج من الحسبان أيضا من كونها مبرئة للذمة كل الحركات أو الجماعات التي لم تجعل من الإسلام والإسلام فقط مصدرا لتفكيرها ولم تجعل من الإسلام القاعدة الفكرية الوحيدة التي تنبثق منها جميع أحكامها وتبنى عليها جميع أفكارها ولو كانت هذه الجماعات إسلامية لكنها ليست مبدئية وبالتالي فهي ليست مبرئة للذمة.

 

الأحبة الكرام، إلى أن نلقاكم في الحلقة التالية نستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 



أعده لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
محمد عبد الملك

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع