تهنئة عيد الفطر
- الموافق
- كٌن أول من يعلق!
بسم الله الرحمن الرحيم
أحييكم أحبتنا الكرام، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تقبل الله طاعاتكم أيها المسلمون، تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام، والزكاة والصدقات، عسى الله أن يجيب دعاءنا ودعاءكم خلال هذا الشهر، ورضي الله عنا وعنكم، وبلغنا وإياكم منازل النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقاً.
أتقدم بتهنئتي هذه إلى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها بمناسبة عيد الفطر، سائلاً الله تعالى أن يجعل أيامه أيام نصر وعزة وكرامة، وأن يُمكِّن فيه للمسلمين في الأرض بإقامة دولة الإسلام، دولة الخلافة، دولة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصحابة من بعده، وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ، بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ).
أهنئ بهذه المناسبة أمير حزب التحرير عطاءَ بن خليل أبو الرشتة، سائلاً الله أن يتقبل منه صيامه وقيامه وصالح عمله، وأن يستجيب دعاءه، وأن يمكَّن للأمة في الأرض على يديه، وأن يمنَّ علينا سبحانه في هذا العيد أن نمدّ الأيدي إليه مبايعين بالخلافة والحكم بما أنزل الله، إنه سميع مجيب.
وأهنئ العاملين للإسلام، واعين مخلصين، من حملة دعوة الإسلام، الذين نذروا أنفسهم وأهليهم وأموالهم مبتغين رضوان الله تعالى، والنصر والتمكين والاستخلاف في الأرض، والفوز بجنات النعيم في الآخرة، تقبل الله منكم الطاعات والقربات، وأجاب دعاءكم، وعلى بركة الله وبعونه سيروا، لعل الله يتوج أعمالكم بنصر مؤزر لأمة الإسلام على أيديكم، وكل عام وأنت بخير.
أيها المسلمون : عيد جديد يستبشر المسلمون به وبقدومه، يعدّون العدّة في استقباله، ولكن كثيراً من المسلمين في شتّى بقاع الأرض لا يعرفون للعيد معنى، ولا يذوقون له طعماً، إنهم الذين يصطلون بنيران أعدائهم أعداء الأمة، ولا يجدون منكم معيناً ولا مغيثاً ولا ناصراً، منهم أهلكم في غزة، أيام وأيام وآلة حرب كيان يهود تفعل فيهم فعلها ولم يتحرك جيش من جيوش المسلمين لنصرتهم ورفع الضيم عنهم، بل إن حكام بلاد المسلمين وإعلامهم المأجور يَعُدُّون الشهداء والجرحى، وأهل غزة يعانون حرباً شرسة، وحصاراً خانقاً من إخوتهم في مصر الكنانة، إلى متى أيها المسلمون ؟؟
يأتي عيد جديد والمسلمون يقتلون في كل مكان ولا ناصر لهم منكم، في سوريا والعراق وليبيا واليمن، أما الجيوش في بلاد المسلمين فليست للدفاع عن المسلمين وحمايتهم، بل إنها لحماية عروش حكام باعوا البلاد والعباد لأسيادهم، للغرب الكافر المستعمر، جيوش رابضة في ثكناتها وإن تحركت تحركت لضرب المسلمين ومنعهم من السعي للتحرر من هذه الأنظمة، والاستعمار الذي تحميه وتحمي نفوذه في بلادنا، أما آن للمسلمين أن يدركوا قضيتهم ؟ أما آن لهم أن يعرفوا عدوهم ؟ أما آن لهذه الجيوش أن تعود لوظيفتها الأصلية التي نسيتها مع تطاول العهد؛ فتنفض عنها غبار الركون إلى الظالمين، وتهب هبة واحدة تقتلع فيها هذه الأنظمة وهؤلاء الحكام وهذا الاستعمار، وتقتلعَ كيان يهود من أرض فلسطين المباركة، وتعيد للأمة عزتها وكرامتها، والله تعالى يقول : ((وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ)).
لقد آن الأوان أيها المسلمون، على الجند والضباط أن يعودوا لحضن أمتهم، فيردوا عنها الضيم والظلم، ويقيموا حكم الإسلام، وعلى باقي المسلمين أن يضغطوا على أبنائهم وإخوانهم في الجيوش لينزعوا من قلوبهم حب الدنيا، ويتخلصوا من الولاء لهذه الأنظمة، ويعودوا لولائهم لله ورسوله والمؤمنين ((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَـئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللّهُ)) ويعودوا لوظيفتهم التي انتدبهم الله سبحانه وتعالى لها، الذود عن حياض الإسلام وأرض الإسلام وأمة الإسلام، وحمل دعوة الإسلام بالدعوة والجهاد لغير المسلمين ..
اجعلوا هذا العيد عيداً حقيقياً فيه عودة إلى الله بكل ما في الكلمة من معنى، اجعلوه عيد نصر ونصرة وانتصار للإسلام، وأروا الله تعالى منكم ما يحب .
وتقبل الله طاعاتكم وكل عام وأنتم بخير
أبو محمد خليفة
إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير