السبت، 28 محرّم 1446هـ| 2024/08/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق لماذا كان ديفيد كاميرون أول من زار أشرف غاني أحمد زاي؟!

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:

 

قام رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الجمعة 3 أكتوبر بزيارة إلى كابول، ليكون أول زعيم عالمي يلتقي بالرئيس الأفغاني أشرف غاني، الذي أدى اليمين الدستورية الاثنين الماضي. وفي مؤتمر صحفي مشترك أجراه مع غاني خارج قصر الرئاسة، وعد كاميرون بأن تكون بريطانيا دائما "شريكاً قوياً وصديقاً جيداً" لأفغانستان، وقال أيضا أنها ملتزمة بمساعدة الأفغان في بناء "مستقبلٍ أكثر أمناً واستقرارا وازدهاراً". كما دعا الحكومة الوطنية الجديدة بـ"توحيد البلاد من خلال الحكم الرشيد غير الفاسد في كل أفغانستان". بدوره طلب غاني المساعدة لإرساء السلام والاستقرار في البلاد.

 

التعليق:

 

لقد كان التصدع الداخلي بين القوى الاستعمارية أحد العناصر الأساسية خلال أزمة الانتخابات الطويلة في أفغانستان. وكان أبرز جوانب هذه الإشكالية هو الصراع بين الولايات المتحدة وبريطانيا بما في ذلك الاتحاد الأوروبي. فمنذ بداية الانتخابات، لم تكن بريطانيا والاتحاد الأوروبي تريدان أن توقع الولايات المتحدة على الاتفاق الأمني الثنائي مع حكومة تحظى بتأييد ودعم من شعبها. ومن أجل تحقيق ذلك، استغلوا انتخابات 2014 لوضع حد لتفرد الولايات المتحدة في أفغانستان. ومع ذلك، حاولت العديد من القنوات الدبلوماسية الأمريكية إقناع بريطانيا بأن تعطيها نصيباً عادلاً في أفغانستان حتى يتم وضع حد للتوتر القائم بين المترشّحَيْن.

 

ومن ثم، وبعد صراع شديد مع عبد الله عبد الله بسبب تزوير الانتخابات، توصل أشرف غاني إلى تسوية كانت تخالف بشكل واضح قوانين أفغانستان، ونتيجة لذلك أصبح عبد الله الرئيس التنفيذي للبلاد، وهو منصب لم يسبق أن كان موجودا في تاريخ أفغانستان. وحتى يظهر حسن نيته لبريطانيا قام أشرف غاني بتعيين محمد حنيف أطمار، بيدق بريطانيا القديم، مستشاراً للأمن القومي، والذي استهل الساعات الثماني والأربعين من خدمته بتوقيع الاتفاق الأمني الثنائي مع الولايات المتحدة وحلف الناتو، فأكد بذلك على ولائه وتبعيته للغرب.

 

لقد كان محمد حنيف أطمار عضوا في جهاز الاستخبارات "خاد" خلال الغزو السوفيتي لأفغانستان. بالإضافة إلى ذلك فقد أتم كافة مراحل تعليمه العالي في بريطانيا. كما أن كتبه ومقالاته المكتوبة قد تم نشرها في بريطانيا باللغة الإنجليزية. علاوةً على ذلك فإن علاقة أطمار مع بريطانيا معروفة لكل دارس للسياسة الأفغانية.

 

ومن ناحية أخرى، فإن القوى العالمية تكون في صراع دائم للسيطرة على مستشاري الأمن القومي في أفغانستان لأن هذه المؤسسة هي التي تضع الاستراتجيات الأمنية والاستخباراتية، وإيجاد القضايا المتعلقة بالأمن بين الناس، وتسعى للحصول على الأموال السوداء لعملياتها من وكالات استخباراتية أخرى. إنهم أولئك الذين يتاجرون في دماء وأعراض مسلمي أفغانستان؛ ولذلك، تسعى كل وكالات الاستخبارات لإيجاد مدخل من خلالهم للتدخل في شؤون الحكومة.

 

تاريخياً، وعلى مدى سنوات الحرب الثلاث عشرة الطويلة في أفغانستان، كانت الولايات المتحدة وبريطانيا تتواجهان عندما تتصادم مصالحهما الاستعمارية الخاصة، وفي كل مرة يتوافقون على دوافعهم الشريرة والاستعمارية على حساب أفغانستان وشعبها. وهذه المرة أيضا كانت زيارة ديفيد كاميرون لنيل نصيب مهم في حكومة أفغانستان المنتخبة حديثا ولتقوية عملائها داخل الحكومة بشكل مباشر؛ فكانت الزيارة لتأكيد ذلك بكل دقة.

 

إن الصراع بين القوى الاستعمارية في البلاد الإسلامية ليس بالظاهرة الجديدة، بل هو بسبب الصراعات فيما بينهم على الثروات والمواقع الاستراتيجية، والتي تؤدي عادة إلى حروب في تلك المناطق والبلاد. هذا هو السبب الذي جعل أشرف غاني يستجدي ديفيد كاميرون لأخذ دوره في إرساء السلام والاستقرار، وقوله أن السلام يمكن أن يتحقق فقط إذا دعمت القوى العالمية هذه العملية.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الله مستنير / كابول - ولاية أفغانستان

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع