السبت، 28 محرّم 1446هـ| 2024/08/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


ذكرت وكالة الأنباء رويترز على لسان المرصد السوري لحقوق الإنسان أن المعارك الدائرة في شمال سوريا وبالتحديد في بلدة عين العرب، قد تجاوز عدد قتلاها الـ 400 قتيل حتى هذه اللحظة. وورد على موقع الجزيرة نت يوم أمس 2014/10/8 أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد طالب كل الدول التي تستطيع توفير الحماية لسكان عين العرب "كوباني"، أن تقوم بذلك على الفور. وفي نفس اليوم ذكرت صحيفة الأهرام المصرية عن وزير الخارجية الأمريكي إعرابه عن شعور بلده بالقلق العميق إزاء حصار تنظيم البغدادي لبلدة عين العرب، وذلك أثناء محادثاته مع نظيره البريطاني الذي شاركه "الشعور" نفسه. وهكذا فقد كثر الحديث عن مدينة عين العرب ومأساتها في وسائل الإعلام وعلى ألسنة الكثير من الساسة.


التعليق:


إنه لمن المؤسف والمحزن والمثير للغضب في آن واحد، أن يرى المسلم مآسي ومصائب المسلمين تستغل من قبل الحلف الصليبي الجديد في جلب المزيد من القتل والتدمير بذريعة حماية الأقليات ومحاربة الإرهاب. ذلك الحلف الذي ترأسه أمريكا رأس الفساد والإجرام والاستعمار في العالم، التي منذ أن خرجت من عزلتها بعد الحرب العالمية الثانية حتى اليوم وهي تمارس الإرهاب الدولي، ولم تأخذها بالمسلمين رحمة، فقتلت ودمرت وقصفت الأفراح والمآتم ومدارس الأطفال. وإن الإنسان الواعي المبصر ﻻ بد وأن يرى أن أمريكا رأس الكفر هذه لم ولن تقوم بشن حرب إلا إذا كانت تخدم مصالحها.


أما ما نسمعه من حلاوة اللسان ومعسول الكلام، فهو للتسويق والمراوغة واستغلالٌ للمشاعر ولتحقيق الدعم من الشعوب الغربية لحربها الغاشمة على الإسلام. وإن تعليل حربهم أنها لدواع إنسانية لهو هراء ولغو، فأمريكا وحلفاؤها المارقون هم أبعد ما يكونون عن الإنسانية والرحمة، وأينما حلوا لا تجد إلا قتلا وتدميرا وخرابا، وآثارهم في الصومال وأفغانستان والعراق، الذي ما برحوه تدميرا وإزهاق أرواح، ما زالت ماثلة للعيان، وها هي غزة شاهدة على إجرامهم، فدماء شهدائها لم تجف بعد، ولم يبق فيها حجر على حجر، بعد أن حولتها صواريخ ودبابات يهود إلى دمار، وها هي ثورة الشام ضد عميل الأمريكان، الخائن لله ورسوله والمؤمنين، في عامها الرابع، حيث قام هذا المجرم باستعمال القنابل والصواريخ والبراميل المتفجرة وحتى السلاح الكيماوي لقتل المسلمين الثائرين على نظامه وسحقهم، ومع ذلك لم يحرك الأمريكان وحلفاؤهم ساكنا، بل على العكس من ذلك تماما، فقد أعطوا هذا النظام الغاشم في سوريا الفرصة تلو الأخرى للقضاء على ثورة الأمة الإسلامية، ولكن دون جدوى، وهذا ما استدعى تشكيل حلف صليبي للانقضاض على ثورة الأمة في الشام، ولذلك شمروا عن سواعدهم وكشروا عن أنيابهم متذرعين بمحاربة تنظيم البغدادي والإرهاب.


هذا واقع أمريكا وحلفائها الذي لم يعد يخفى إﻻ على من فقد عقله وباع نفسه، فيا أيها المسلمون في عين العرب، ويا أيها المسلمون في أرجاء المعمورة، لا تخدعنكم أمريكا وحلفاؤها، وإن وعود أمريكا لكم ما هي إلا سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء، وإن من ينتظر منهم عونا أو عطفا، فهو كمن قال فيهم رب العزة: ﴿وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لَا يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلَّا كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَى الْمَاءِ لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ﴾.


وإن المسلم الفطن ليعلم أن خلاص أمته والذود عن بيضتها ﻻ يكون إلا بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، خلافة يعز بها الإسلام وأهله، تزيل الظلم وتمحو الظلمات. فسارعوا للعمل مع العاملين الجادين لإقامتها فتنالوا خير الدنيا وخير ثواب الآخرة.

 

﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ﴾




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو خالد

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع