السبت، 28 محرّم 1446هـ| 2024/08/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الغنوشي لا يستبعد تحالفا مع رموز بالنظام القديم

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


نشر موقع الجزيرة في 2014/10/10 الخبر التالي:


قال زعيم حركة النهضة في تونس راشد الغنوشي أن حزبه مستعد للمشاركة في حكومة ائتلاف تضم خصومه العلمانيين وأحزابا يقودها رموز من نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي بهدف غرس أولى بذور الديمقراطية في البلاد.


...وبناء على ذلك أوضح الغنوشي أن حركة النهضة مستعدة للعمل ضمن حكومة ائتلاف تضم منافسها حزب نداء تونس وحتى الأحزاب التي يقودها مسؤولون بارزون في نظام بن علي.


وقال إن "كل الأحزاب المعترف بها نحن مستعدون للعمل معها.. ليس لدينا أي فيتو على أي حزب قانوني.. لن نواجه الإقصاء بإقصاء".


وأشار الغنوشي إلى أن التحديات التي تواجهها تونس - بما فيها الإرهاب والإصلاح الاقتصادي المطلوب لدفع النمو الاقتصادي وتوفير فرص عمل وتنمية المناطق الداخلية - تستوجب التوحد في الفترة المقبلة.


ودعا المنظمات الاجتماعية - ومنها الاتحاد العام التونسي للشغل ذو النفوذ القوي - إلى المشاركة في أي حكومة مقبلة...

 

التعليق:


لقد انحدر رجالات حركة النهضة التونسية بحركتهم في منزلقات الديمقراطية وعقيدة فصل الدين عن الحياة التي تتبع لها بشكل سافر وضع مجرد انتساب الحركة للإسلام اسما موضع تساؤل بحق.


فنراها تعرف بنفسها: إن حركة الاتجاه الإسلامي بتونس (حركة النهضة) تتخذ منطلقاً لها العقيدة الإسلامية المباركة: القاعدة المركزية في التفكير الإسلامي، التي إليها يعود تحديد المواقف والرؤى إزاء قضايا الوجود عموما والوجود الإنساني بصفة خاصة.


ولكنها على أرض الواقع تسير في شرعنة فصل الدين عن الحياة استغلالا "لمنطقة الفراغ" المزعومة في الشريعة الإسلامية والتي سطرتها الحركة في رؤيتها ومنهجها قائلة:


"وعلى هذا الأساس ترك الوحي منطقة فراغ في الصورة التشريعية التي نظم بها الحياة لتعكس العنصر المتحرك وتواكب تطور العلاقات وتدرأ الأخطار التي تنجم عن هذا التطور المتنامي على مر الزمن".


وها هو الغنوشي يجعل الإسلام كله "فراغا" يتسع لكل أحكام الكفر وتحالفات السياسة في سبيل الحفاظ على الكرسي المعوج في الحكم.


العجيب أن الحركة تلطف منطقة الفراغ المزعومة بالقول: "إن منطقة الفراغ تعبر عن قدرة الشريعة على مواكبة العصور المختلفة، لأن الوحي لم يترك منطقة الفراغ هذه بالشكل الذي يعني نقصا أو إهمالا، وإنما حدد للمنطقة أحكاما تمنح كل حادثة صفتها التشريعية الأصلية مع إعطاء المجتهدين صلاحية منحها صفة تشريعية ثانوية بحسب الظروف لملء ذلك الفراغ"


فهل الغنوشي ـ كبير المجتهدين في الحركة ـ قد وصل بصلاحياته تلك إلى حد منح الكفر بعينه صفة الإسلام؟ وموالاة الكفر وأهله صبغة تشريعية مستنبطة من وحي "منطقة الفراغ" المتروكة له ولأقرانه؟


ثم لننظر لتصريحات الغنوشي من منظور الثورة التي قامت في تونس ضد نظام مجرم عميل أذاق الناس ـ ومنهم شباب النهضة ـ الويلات فوق الذل والهوان. فإذا بنا نراهم وقد شاركوا بشكل فعّال في إبقاء النظام العلماني المجرم واكتفوا بتغيير بعض الوجوه في البداية، ثم شرعنة فصل الدين عن الحياة في دستور علماني ـ سجد لله شكرا عليه ـ، ثم ها هو يفتح الباب على مصراعيه لرجالات وشخوص النظام ممثلة في نداء تونس وغيره بالعودة إليه وبقوة وبمصداقية بعد أن لفظهم الشارع التونسي.


أما حجة الإرهاب والاقتصاد والبطالة التي تقتضي "حكومة وفاق" فهي أوهى من بيت العنكبوت، فطالما أن النظام الرأسمالي العلماني الديمقراطي هو سيدهم ومالئ منطقة فراغهم فإن أحفاد الفاتحين لن ينالوا إلا ضنك عيش فوق ضنك، وها هي ثروات البلاد تباع في سوق النخاسة لشركات الغرب برسم البيع... وما خفي أعظم!.


لا شك أن تصريحات الغنوشي، واستعداده للتحالف مع "الجميع" تنم عن إدراكه لفقدان ثقة الشارع التونسي به وبحزبه، إذ لم يعد ينطلي عليهم الطلاء الإسلامي الذي يخفي تحته ما يخفي، وأصبح الشارع يرى كل شيء سوى الإسلام في هذه المنظومة المخادعة التي تسير بتونس نحو منزلقات ومنزلقات لتهوي بها في مكان سحيق لا قدر الله.


إن مقاطعة هذه الانتخابات هو أقوى رسالة آنية يوجهها كل غيور في تونس القيروان لهذه الفئات القديمة والحديثة التي ما زادتنا إلا رهقا وجوعا وتبعية وارتهانا للكافر المستعمر.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي الركزي لحزب التحرير
المهندس حسام الدين مصطفى

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع