السبت، 28 محرّم 1446هـ| 2024/08/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق دور تركيا في الحلف الصليبي لحرب الإسلام والمسلمين

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الأخبار:

 

الخبر الأول: الجزيرة انتقد الرئيس التركي حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض لمطالبته بإصدار تفويض للجيش التركي بشأن مدينة عين العرب (كوباني) الواقعة شمال سوريا، واعتبر أن تدخل الجيش التركي ضد تنظيم الدولة يوفر "حماية للأسد"، منددا بصمت المعارضة التركية على "مقتل ما بين 200 و250 ألف سوري"، ورغم موافقة برلمانها، ترفض الحكومة التركية حتى الآن التدخل عسكريا ضد تنظيم الدولة، وكان أردوغان أعلن شروطا ثلاثة، بينها إقامة منطقة عازلة شمال سوريا لمساعدة اللاجئين وحماية المدنيين، كي تنضم بلاده إلى الحملة على تنظيم الدولة أو تتدخل لحماية مدينة عين العرب التي تقع قبالة بلدة سروج التركية.


الخبر الثاني: واشنطن تؤكد تقدما في مشاركة تركيا بحرب تنظيم الدولة: قالت الولايات المتحدة الأميركية الجمعة إنه تمَّ إحراز "تقدم" مع تركيا لمشاركتها في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية، مشيرة إلى استعداد أنقرة لتأهيل وتدريب معارضين سوريين "معتدلين".


الخبر الثالث: جريدة الدستور: أعلن الرئيس التركي بعد ساعات من بدء التحالف العالمي ضرباته لتنظيم داعش أمس الثلاثاء، أن بلاده ستوفر الدعم اللازم لعملية ضرب داعش، مشيرا إلى أن هذا الدعم قد يكون سياسياً أو عسكرياً.


الخبر الرابع: القدس العربي: كتب النائبان الجمهوريان ليندزي غراهام وجون ماكين مقالا في صحيفة «وول ستريت جورنال» ناقشا فيه أهمية الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد كطريقة للتخلص من خطر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.


وينظر المسؤولون الأمريكيون للمدخل الذي تبنته الحكومة بأنه «داعش أولا» أما بالنسبة للأسد، فكما قال رئيس هيئة الأركان المشتركة مارتن ديمبسي فسيتم تأجيل قضيته للمستقبل. ويرى النائبان أن هذا تناقض في سياسة أوباما وأن الأسد قد يستفيد بطريقة غير مقصودة من ضرب «داعش». ويشيران إلى تناقض آخر في استراتيجية أوباما تتعلق بتدريب المعارضة، «فكيف سنقوم بتدريب وتسليح 5.000 سوري ونتوقع منهم النجاح ضد الدولة الإسلامية بدون توفير الحماية لهم من طائرات الأسد وبراميله المتفجرة؟ أو نتوقع من المعارضة السورية المعتدلة الاستفادة من الغارات الجوية على «داعش» بدون القيام بالتنسيق معهم؟»

 

 

التعليق:

 


بداية لا بد من التوضيح أن هذه الحرب الصليبية لا تستهدف تنظيم الدولة فقط، بل تتخذه ذريعة لتحقيق غايات أمريكا، ومن الأدلة على ذلك ما يلي: حين ترصد أمريكا خمسمائة مليار دولار أي نصف تريليون دولار لحرب عشرين ألفا من تنظيم الدولة أي بمعدل ثلاثين مليون دولار لكل مقاتل، فإن هذه التكلفة لا يمكن أن تكون لغاية حرب تنظيم مهما بلغت قوة تسليحه!


وحين تكون تكلفة كل طلعة جوية يصحبها إلقاء صواريخ هو مائة ألف دولار، فهذا يعني أن أمريكا ترصد ثلاثمائة طلعة مقاتلات جوية مع صواريخها لضرب كل مقاتل واحد من التنظيم، وهو ما لا تقبله العقلية العسكرية!


وحين تصرح بأن الحرب على تنظيم الدولة ستستغرق عشر سنوات أي أنها ستستغرق سنة كاملة لقتل كل ألفي مقاتل من التنظيم، فإن هذا لا يعني أنها في الحقيقة توجه حربها لتنظيم، بل إنها توجهه لحرب أمة أرادت التغيير، أرادت الانعتاق من ربقة التبعية لأمريكا...


وحين تستعين أمريكا بالسعودية والإمارات والبحرين وقطر والأردن وتركيا وما أنفقته هذه الدول من تريليونات على التسليح، فإن هذا يعني أن حرب التنظيم بالنسبة لهم ليست بأكثر من قميص عثمان اتخذوه ذريعة لغزو المنطقة، لكن هذا يعني أيضا أن أمريكا لم تعد قادرة على خوض أي حرب بعد هزيمتها في العراق وأفغانستان واستنزاف اقتصادها في حروبها ونزواتها الهوليودية، مما دفعها للاستعانة على المسلمين بالمجرمين من حكام الضرار ليخوضوا حربها الصليبية بالنيابة عنها وهي تعلم يقينا أنه ما زال الأشد كفرا من أعراب الجزيرة والشام والعراق ومصر يقبلون الأرض سجدا بين يديها...


وحين تقصف أمريكا الصليبية وحلفاؤها في حربها الصليبية من العرب العديد من الفصائل السنية المقاتلة في الشام، وتهدم البيوت وتقتل العشرات من العزل الآمنين في بيوتهم في الشام، فإن هذا يفصح عن طبيعة الحرب بأنها ضد انعتاق الأمة من ربقة التبعية لأمريكا، وأنها ورقة أمريكا الأخيرة بعد فشل كل أوراقها السابقة في جر المعارضة السورية لتتبنى الهوية العلمانية والتبعية الأمريكية وتحافظ على أمن كيان يهود، فحين فشلت في كل محاولاتها لجأت لهذه الورقة الأخيرة، وحين يصرح الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه "لن يتسامح مع رجال الدين الذين يدعون للكراهية ضد الأديان الأخرى"، فإنه يشير إشارة واضحة إلى أن أهداف الحملةِ خرجت عن مواجهة المجموعات المسلحة إلى "محاربة الهويِة الإسلامية التي تقف في وجه سياسات أميركا وأطماعها في المنطقة".


الوقفة الثانية: إن لحزب العدالة والتنمية التركي من الأعضاء في البرلمان التركي الحالي 326 مقعدا من أصل 550 مقعدا، أي ما يقارب 60 بالمائة من المقاعد، وهذا يعني أن التصويت لصالح الاشتراك في الحرب على الأمة الاسلامية لم يكن ليمر لولا أن سياسة حزب رجب طيب أردوغان تتبناه، وإن حاولت أن تتبنى أجندة تعارض ظاهريا الاشتراك لصالح ضمان أن تكون إزالة نظام الأسد من أهداف الحرب جنبا إلى جنب مع حرب التنظيم، وهي السياسة التي يتبناها الجمهوري ماكين، وهي حين إنعام النظر في الهدف البعيد لأمريكا عين ما تريده أمريكا بعد أن تحكم قبضتها من خلال حربها الصليبية على المنطقة فتمن على المعارضة التي تدربها في السعودية والأردن وتركيا بأن تحقق لها نصرا دعائيا يتمثل بإسقاط الأسد، لتحصد لها شعبية وقبولا داخليا، وإلا فإن ماكين صدق وهو كذوب بأن تدريب المعارضة لن يجدي من غير تأمين ظهرها.


الوقفة الثالثة: من الواضح أن تركيا تشارك بشكل مباشر أو غير مباشر في الحرب على الأمة الإسلامية، فقاعدة أنجرليك العسكرية ستكون تحت تصرف القوات الصليبية، ودعم التحالف سياسيا ولاحقا عسكريا، سيكون مما تقوم به تركيا، وتدريب المعارضة تحت سمع وبصر وتخطيط أمريكا ستقوم به تركيا.


إن مجرد القبول بأن تكون تركيا جزءا من هذه الحرب الصليبية على الأمة الإسلامية لهو جريمة عظيمة في حق هذا الدين، وإن سكوت الأمة على حكامها في السعودية والأردن والبحرين وقطر والإمارات والعراق في انضمامهم لهذا الحلف الصليبي الحاقد على الإسلام والمسلمين لهو جريمة عظيمة في حق هذه الأمة، وإن الواجب على هذه الأمة أن تنبذ حكامها نبذ النجاسات، وأن تعمل على تغييرهم وإراحة البلاد والعباد من شرورهم ومن ركوعهم بين يدي أمريكا الصليبية.

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
أبو مالك

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع