السبت، 28 محرّم 1446هـ| 2024/08/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق ما وراء معركة عين العرب

بسم الله الرحمن الرحيم


الخبر:


قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو إنه لا يمكن لتركيا أن تقود عملية برية ضد تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا بمفردها. ودعا إلى فرض منطقة حظر طيران فوق حدودها مع سوريا، وذلك بعد محادثات في أنقرة مع الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرج. وجاءت تصريحاته ردا على اتهامات لأنقرة بـ"عدم التدخل لمساعدة الأكراد المحاصرين" في مدينة عين العرب "كوباني" الواقعة على الحدود السورية التركية. وحث أوغلو التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تنظيم الدولة الإسلامية، على تعبئة قوات برية والإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.


التعليق:


ضجت المنابر الإعلامية بالحديث عن وجود خلاف قوي بين الحكومة التركية والإدارة الأمريكية التي تضغط باتجاه تدخل تركي سريع للتصدي لزحف قوات تنظيم الدولة على كوباني، عين العرب، الواقعة على بعد كيلومترات من الحدود التركية. بينما تشترط تركيا تأكيداً أمريكياً على العمل لإسقاط بشار الأسد، وقد رفضت الإدارة الأمريكية ذلك، كما رفضت الطلب التركي بإقامة منطقة آمنة من ضربات قوات النظام السوري.


إن هذه المواقف المعلنة المتصادمة بين الجانبين التركي والأمريكي لا تخرج عن أن تكون تقاسماً للأدوار بحيث تبدو تركيا وكأنها ترفض السير مع أمريكا في حلفها لضرب تنظيم الدولة، وتظهر أمريكا وكأنها غير قادرة على حسم المعركة ضد تنظيم الدولة بسبب موقف تركيا، وذلك لأن أمريكا ما زالت لا تملك بديلاً للأسد، وهي ملقية حبل الأحداث على الغارب، فتوافق تركيا على متطلبات أمريكا بالتدريج لتعطي وقتاً أطول للحسم إلى أن تعثر أمريكا على عميل بديل للعميل الحالي بشار الذي استنفد دوره أو كاد... والمتابع لموافقات تركيا على مخططات أمريكا يجدها تنطق بما قلناه.


كما أن الناظر في تطور الأحداث والوقائع يطّلع على اعتراف كبار القادة الأمريكان بأنّ الضربات الجوية ضد "تنظيم الدولة" لن تحسم المعركة بدون قوات برية، فضلا عن تواتر التقارير التي تفيد بأن أكثر من 2000 غارة جوية إلى الآن لم تحدث تغيرا حقيقيا في ميادين المعارك الدائرة ضد التنظيم لا في العراق ولا في سوريا، وصولا إلى تصريح الأدميرال جون كيربي الناطق باسم البنتاغون بأن سقوط عين العرب هو أمر وارد، لا بل سقوط مواقع ومدن أخرى بيد التنظيم، فكل هذا يشير إلى أن أمريكا ليست في عجلة من أمرها، بل هي تعمل على إطالة أمد الصراع لتتمكن من الوصول إلى فرض حلها للمنطقة بما في ذلك صياغة النظام الجديد في مرحلة ما بعد الأسد.


فعلى المخلصين من أبناء الأمة أن يدركوا أن التدخل الأمريكي هو شر مستطير، وأن يعملوا مع المخلصين لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة التي بشر بها عبد الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، فما من سبيل آخر للتخلص من الاستعمار الغربي وأدواته المحلية.

 

 


كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
عثمان بخاش
مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع