السبت، 28 محرّم 1446هـ| 2024/08/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق الجوع يفتك بالفقراء، والأغنياء يتحالفون لحرب جديدة

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخبر:


تناولت وكالات الأنباء العديدة والصحافة الغربية تقرير منظمة الأغذية والزراعة الدولية (الفاو) عن المجاعات والفقر في العالم بالثناء على التقدم الذي أحرزه العالم في تخفيض نسبة الفقر والجوع ليصل حاليا إلى ما يقارب 805 مليون إنسان بتراجع نسبة 5% عن السنة الماضية. عن جريدة الفرانكفورتر

التعليق:


في الوقت الذي تسعى فيه أمريكا وحلفاؤها الغرب لتوفير خمسمائة مليار دولار لتمويل الحرب على المسلمين بحجة القضاء على تنظيم الدولة، يصدر تقرير المنظمة العالمية هذا ليصفع العالم المتحضر كله في وجهه الصلف، ولكن دون جدوى لعدة أسباب على رأسها أن النظام الرأسمالي الذي يسود العالم اليوم ويتحكم بمصادره وخيراته، هو نفسه الذي تسبب بهذه المجاعة، ولذلك يعتبر السياسيون أن تقليل نسبة الجائعين نجاح، وذلك انطلاقا من فكرة النسبة والإحصاءات النسبية التي تجعل حقيقة الموت والجوع والتشريد في دول العالم "الثالث" مسألة نسبية، وأرقاما إحصائية، ويَعِد العالمُ المتحضر بتقليل هذه النسبة سنويا، في وقت يقول فيه كل عاقل، إن هذه الأموال الطائلة التي تنفق على الحروب الدائرة لمصالح المتحكمين، وتأمين رغد عيشهم على حساب الآخرين، أن هذه الأموال تكفي لإطعام العالم عشرات السنين وتوفير العيش الهنيء لصحراء أفريقيا وغابات الأمازون وأدغال الهند.


يقول "فرانك إيكيزا"، مدير وكالة "أوكسفام" البريطانية متحدثا عن المجاعة الكبرى في الصومال: "إن بوادر الأزمة لاحت منذ عدة أشهر، لكن الاستجابة من المانحين الدوليين كانت بطيئة للغاية وغير فعالة، وما نشهده هو انهيار كلي لمسؤولية المجتمع الدولي بشأن التحرك السريع وتقديم العون للمنكوبين"، مؤكدا أن هناك عجزاً في تمويل المساعدات يصل إلى 800 مليون دولار، محذراً من أنه "عندما تصف الأمم المتحدة وضعاً ما بالمجاعة فذلك يعني أن الناس بدءوا يفقدون الحياة على نطاق واسع". [إيلاف]


ما أنفقه العالم على الحروب الأخيرة في العشرين سنة الماضية بقيادة أمريكا وتحالفاتها الشريرة على أفغانستان والعراق والآن على سوريا بتمويل ذاتي أو خليجي يزيد عن الألف مليار دولار، أنفقتها هذه الدول للحفاظ على مناطق نفوذها ولنهب الخيرات من هذه البلاد. ولو وضعت هذه الأموال في خدمة الإنسان لما بقي على وجه الأرض دابة جائعة ولا في السماء طائر أخمص.


لكنها عقيدة الجشع والطمع وسياسة الاستعباد والاستيلاء والسيطرة. وها هي نذر الكساد الاقتصادي الأكبر تدق نواقيس الخطر في أوروبا وأمريكا معلنة قرب انهيار هذا النظام الفاسد. ولعل هذه الحروب والنفقات الباهظة إحدى الوسائل التي تسعى دول الغرب من خلالها إلى زيادة أمدها بتشغيل المصانع والخدمات اللوجستية لتأمين النمو الاقتصادي والأرباح الفائضة التي من شأنها تأخير هذا الانهيار المتوقع عالميا. يقول مايكل سنايدر في موقع "أكونميك كولابس" إن العالم في نهاية عام 2015 سيكون مختلفا جدا لأن الانحدار الاقتصادي بدأ من عدة سنوات، ويعدد لذلك 18 مؤشرا منها ما نقله عن البنك الدولي من قول مسؤول فيه "حان الوقت للاستعداد لأزمة اقتصادية جديدة. [كوب أونلاين]


نسأل الله أن يمكن الأمة الإسلامية من استعادة سلطانها والانعتاق من ربقة هذه الدول المستعمرة، لتخلص العالم من الجوع والفقر وانعدام الأمن والاستقرار.


﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ، وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً﴾ [الطلاق: 2-3]




كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
سيف الحق - أبو فراس

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع