السبت، 28 محرّم 1446هـ| 2024/08/03م
الساعة الان: (ت.م.م)
Menu
القائمة الرئيسية
القائمة الرئيسية

خبر وتعليق سياسة السوق الحرة ليست سوى سياسة تضييق خناق على الشركات في البلدان النامية (مترجم)

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الخبر:


ذكرت مجلة شرق أفريقيا في تقريرها الصادر في الحادي عشر من تشرين الأول 2014 بأن المقاولين الكينيين يبكون ويستغيثون بعد أن خسر معظمهم مناقصة لإنشاء 10,000 كيلومتر من الطرق في جميع أنحاء البلاد فيما حصلت عليها شركات صينية. وتأتي هذه الضجة وموجة الغضب رغم أن الرئيس أوهورو كيناتا ونائبه وليام روتو كانا قد وعدا في وقت سابق بأن الشركات الكينية - بما فيها تلك التي يديرها الشباب والنساء والأشخاص من ذوي الإعاقة - ستُعطى حق الأولوية في منح العطاء. وقد انتُقد هذا الذي جرى بشدة من قبل الاتحاد الكيني للماستر بيلدرز (KFMB).

 

 

التعليق:


إن موجة الغضب هذه التي صدرت عن شركات البناء الكينية هي أمر معتاد معروف يحصل دوما في جميع أنحاء البلدان النامية أو لنكون أكثر دقة في جميع أنحاء البلدان الرأسمالية حيث الشركات العامة الضخمة التي تعمل على حرمان تلك الصغيرة النامية من إمكانية حصولها على المناقصات سواء تلك المتعلقة بالبناء أو غيرها ما يضطر تلك الصغيرة إلى أن تُغلق أبواب مكاتبها وتستسلم للشركات متعددة الجنسيات.


إن هذا الذي حصل هو نتيجة فكرة السوق الحرة الرأسمالية التي تؤدي في جوهرها إلى تصفية العديد من شركات البلدان النامية كون تلك الأخيرة تنقصها الكفاءة والخبرة ما يجعلها غير مؤهلة للتنافس مع الشركات الأجنبية متعددة الجنسيات فتكون النتيجة فشلها في الحصول على المناقصات الكبيرة في مشاريع البناء وغيره من مشاريع أخرى. وبشكل أساسي فإن سياسة السوق الحرة رمح حادّ يقتل شركات البلدان النامية ويقضي عليها. هذا عدا عن ذكر الرشاوى الضخمة التي تضخها الشركات المختلفة للسياسيين الديمقراطيين الجشعين. فالرشاوى تجعل سياسيي البلدان النامية منحازين لصالح الشركات الأجنبية متعددة الجنسيات على حساب الشركات المحلية ما يجعل هذه الشركات عاطلة عن العمل. إن هذه السياسة تُذيب ما يدعيه سياسيو البلدان النامية وما يرفعونه من شعار "حب الوطن يأتي أولا". هذا الشعار الذي لم يكن إلا أكذوبة علنية واضحة، فما يهم هؤلاء كثيرا هو حب المصالح الشخصية لا حب الوطن. فالوطن محبته عندهم صندوق فارغ ليس له أي وزن أمام مصالحهم الشخصية.


وبشكل أساسي، فإن الشركات تحت نير الرأسمالية الديمقراطية تموت موتا طبيعيا بسبب الفكر الاستعماري الفاسد الذي تحمله سياسة السوق الحرة، والرشاوى هي الحصن الذي بناء عليه يطرح السياسيون الرأسماليون العطاءات ويتلاعبون في المعايير للوصول إلى تحقيق مصالحهم الشخصية.


إن المطلوب حقا لتوفير حماية حقيقية للشركات المحلية النامية هو تغيير مبدئي جذري لن يكون إلا بإزالة الرأسمالية واستبدال المبدأ الإسلامي بها فلن يكون التغيير عبر الشعارات الوطنية مطلقا.

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير
مسعود مسلم
نائب الممثل الإعلامي لحزب التحرير في شرق إفريقيا

 

 

وسائط

تعليقات الزوَّار

تأكد من ادخال المعلومات في المناطق المشار إليها ب(*) . علامات HTML غير مسموحة

عد إلى الأعلى

البلاد الإسلامية

البلاد العربية

البلاد الغربية

روابط أخرى

من أقسام الموقع